مع ارتفاع سعر البنزين.. معارك المواطنين وأصحاب التكاسي لا تنتهي!
الطالبة “سارة”: تعرفة ركوب التكسي في دمشق ارتفعت بنسبة مئة بالمئة
سناك سوري – صفاء صلال
لاتختلف معركة “سارة” الطالبة في كلية الإعلام بجامعة “دمشق” و التي تتكرر يومياً في المفاصلة مع سائقي سيارات الأجرة، عن معركتها بالفوز بمقعد أحد السرافيس كلاهما مر لا بد منهُ.
زادت جميع أسعار التوصيلات بنسبة وسطية بين 33% و50% خلال التنقل بين “دمشق” وضواحيها وداخلها أيضاً، وذلك تبعاً “لمزاجية” السائق وبلا رقابة على العدادات, فيما بلغت نسبة الزيادة في أسعار البنزين 80%، وفقاً لما قالته “سارة” التي تتنقل بين الجامعة ومنزلها في منطقة “قدسيا” بريف “دمشق”، بشكل يومي .
تقول “سارة” في حديثها مع سناك سوري: «قبل غلاء سعر البنزين كنت أركب التكسي من أمام باب كلية الآداب لمنطقة البرامكة بـ700 ل.س, لتأخذ تاكسي آخر يجمع 4 ركاب ضمن توصيلة واحدة لمنطقة قدسيا مقابل 500 ل.س للشخص الواحد»، موضحة أن التسعيرة اختلفت بعد قرار رفع سعر البنزين مؤخراً وأصبحت التوصيلة لمنطقة البرامكة بـ 1500 ل.س, بعد مفاصلة ضارية مع سائق التاكسي، وألف ليرة على الراكب الواحد لقدسيا وبذلك تكون الزيادة على أسعار التعرفة من “دمشق” لمنطقة قدسيا بنسبة 100%.
تصطف أمام باب (الآداب) على أوتوستراد “المزة” عشرات السيارات الصفراء وراء بعضها لتوصيل راكبيها وغالبيتهم من الطلبة الجامعيين لبيوتهم أو أمكنة عملهم بعد انتهاء محاضراتهم، لاسيما من لم يحالفه الحظ ويجد مكان له في أحد السرافيس المارة من خط (الآداب).
دعاء “سارة” اليومي قبل الخروج من المنزل أصبح يتجه نحو السرفيس حيث تقول :« أدعو الله يومياً أن أجد سرفيس أحسن من أجور التكاسي»، موضحة أنها في كل يوم تخسر آلاف الليرات السورية أجور نقل متسائلة: لماذا يبقى المواطن الحلقة الأضعف دائماً وكل ارتفاع في سعر مادة معينة ينعكس على معيشته؟.
اقرأ أيضاً: نقل مجاني بمبادرات شخصية.. سوريون يجدون الإيجابية وسط أزماتهم
تعرفة النقل من ضاحية قدسيا إلى أبو رمانة زادت 50% ويعود السبب حسب رأي السائق “محمد” العامل على خط “قدسيا” لارتفاع تكلفة تصليح السيارات وأسعار القطع المستخدمة في ذلك.
يقول لسناك سوري: «أنا أعمل لتأمين حاجات أسرتي، أبي يحتاج كل شهر دواء سكري وضغط بـ35 ألف، وأمي تحتاج لأدوية وعندي أخوات بنات بالجامعة متكفل بتدريسهم يعني إذا ما رفع صاحب السيارة التسعيرة رح يكون خسران، وقد استأجرت غرفة في منطقة “قدسيا” كون منزل العائلة في الغوطة الشرقية لتسهيل حركة انتقالي بين عملي و “دمشق”، وإذا افترضنا أن السائق يأخذ كل يوم 3 توصيلات ذهاب واياب تكون غلته على التعرفة الجديدة 36 ألف ليرة سورية, عشرون ألف ليرة منها لتعبئة البنزين».، فيما يقول السائق الخمسيني “أبو عدنان”:«ما بتوفي معي بنوب إذا بضل عالتسعيرة القديمة».
يستقل يامن (26) عاماً والذي يعمل في محل ألبسة سيارة تاكسي من “البرامكة” يضع ساعده على نافذة سيارة كُتب على إطارها الداخلي بحروف من حجم 16 بنط على ما يبدو “لا تشلشني مشلوش”، يسأل الشوفير:«على صحنايا شو بتأمر معلم». فيرد بنبرة.:«4000 بس».، يقاطعه يامن متعجباً :«كأنو كتير بس صاحب الحاجة أرعن»، يركب “يامن” السيارة ويخرج من جيبه محفظة النقود ويدفع 4000 ألاف ليرة (ألف تنطح ألف) كما وصف لسناك سوري.
يُعلق أبو راكان وهو موظف حكومي:« يلي عندو عائلة ملتزم فيها صعب يطلع كل يوم روحة جية بألف ليرة قبل كانت 500 مبلغ لتوصيلة مقبولة نوعاً ما في حال ما حصلنا مكان بالسرفيس»، ويتساءل أبو راكان: «يعني المواطن منين بدو يجيب مصاري اليوم إذا كل شي عم يغلى والدخل هو هو ؟».
تلجأ “راما” لاستخدام برنامج “وصلني” في تنقلها من منزلها في ضاحية “قدسيا” فالأسعار ضمنه أقل من تكاسي المكاتب والفرق بين التسعيرتين يصل 1000ل.س، وتضيف:« عندما تخبر السائق أن التوصيلة للضاحية يطلب منك 5000ألف ليرة في وقت الذروة»، مشيرة إلى أنواع السائقين حسب وصفها فمنهم (الحربوق) الذي يدعوك لركوبك السيارة ولن تختلفا على التسعيرة حتى تصل هدفك ليقص ظهرك برقم خيالي غير وارد في حساباتك، أما السائق (الشاطر) الذي يتفنن في أسلوبه برفع السعر مع وجود مبرراته الجاهزة قبل أن تسأله (ليش)؟, أما السائق ( النفسية) الذي يجاوبك بالسعر دون نقاش وإذا ما عجبك لا تطلع بالتكاسي.
اقرأ أيضاً: محافظة دمشق تتوقع رفع أجرة التكاسي 55%.. من طرف الجيبة!