معارك دير الزور تتصدر المشهد .. والتصعيد يتواصل في إدلب _ بانوراما الأسبوع
لا جديد في سوتشي .. وحراك السويداء يتواصل دون تعليق رسمي
تسارعت وتيرة الأحداث خلال أيام الأسبوع الماضي في الجزيرة السورية على وقع الاقتتال الدائر بين “قسد” ومقاتلين من عشائر “دير الزور”.
سناك سوري _ دمشق
ولم تتوقف المعارك بين الطرفين منذ إعلان “قسد” عن اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها “أحمد الخبيل”. وعزله من منصبه، ما أثار حفيظة العشائر التي تحركت للرد على القرار بالسلاح.
في حين. أعلن شيخ قبيلة “العكيدات” “إبراهيم الهفل” تمسكه بمواصلة القتال في تسجيل نقله موقع “فرات بوست”. بينما أعلنت “قسد” خسارة اثنين من عناصرها خلال ما سمّتها عملية “تعزيز الأمن”. بعد أن قال قائدها العام “مظلوم عبدي” إن ما يجري في “دير الزور” هو مواجهة مع مجموعات مسلحة تدعمها “أنقرة” و”دمشق” وليس مع العشائر.
“موسكو” تحافظ على خط مساعدتها المستمر للقيادة الشرعية في “سوريا” في سبيل استعادة النظام ومحاربة الإرهابيين. المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف
كما امتدت الاشتباكات من “دير الزور” لتصل إلى “منبج”. حيث أعلن “مجلس منبج العسكري” التابع لـ”قسد” أن فصائل مدعومة تركياً إلى جانب “جبهة النصرة”. حاولوا الهجوم على قواته في قرية “عرب حسن”. وقد تم التصدي لهم وقتل 5 وإصابة 11 منهم بحسب بيان المجلس. فيما أدت الاشتباكات إلى نزوح عدد من عائلات المدنيين في المنطقة.
المواقف من معارك دير الزور
سياسياً. أعرب الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” دعمه لموقف العشائر ضد “قسد” وقال أنهم أصحاب الأرض الأصليين. واصفاً “وحدات حماية الشعب” المكون الأساسي لـ”قسد” بأنهم تنظيم إرهابي.
أما “روسيا” فقالت عبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية “ديمتري بيسكوف” تعليقاً على ما يجري. أن “موسكو” تحافظ على خط مساعدتها المستمر للقيادة الشرعية في “سوريا” في سبيل استعادة النظام ومحاربة الإرهابيين.
وأضاف “بيسكوف” بحسب وكالة “تاس” الروسية. أن بلاده ملتزمة باتفاقات “سوتشي” رغم أن هذه الاتفاقات لم تنفذ بشكل كامل وفق حديثه.
ما يجري في الشرق السوري لا يحتاج بيانات رسمية. لكون المواطنين يخوضون نضالاً وطنياً باسم جميع السوريين في معركتهم ضد الاحتلال والمسلحين الموالين له وزير الخارجية السوري فيصل المقداد
بدوره. أعرب وزير الخارجية السوري “فيصل المقداد” عن دعم “دمشق” للقبائل في “دير الزور” في المعركة التي تخوضها ضد “قسد” التي وصفها بـ”الموالية للجيش الأمريكي”. مضيفاً خلال حديثه لوكالة “سبوتنيك” أن الاحتلال الأمريكي سينتهي بفضل ما يبذله أهالي “دير الزور” و”الحسكة”. جنباً إلى جنب مع الجيش السوري والحلفاء.
وتابع “المقداد” أن ما يجري في الشرق السوري لا يحتاج بيانات رسمية. لكون المواطنين يخوضون نضالاً وطنياً باسم جميع السوريين في معركتهم ضد الاحتلال والمسلحين الموالين له على حد وصفه.
وبينما انكفأت قوات التحالف الدولي الذي تقوده “الولايات المتحدة” عن التدخل في الأعمال القتالية بين الطرفين. فقد ذكرت صفحة “السفارة الأمريكية في دمشق” على فايسبوك. أن نائب مساعد وزير الدفاع “إيثان غولدريتش” اجتمع مع مسؤولين من “قسد” وزعماء العشائر في “دير الزور”. حيث تم الاتفاق على أهمية معالجة مظالم سكان المنطقة. ومخاطر التدخل الخارجي في “دير الزور”. وضرورة تجنب الوفيات والخسائر بين المدنيين ووقف العنف في أسرع وقت.
تسخين الجبهات يصل إلى إدلب
التصعيد الحاصل في الجزيرة السورية. تزامن مع تصعيد مماثل على جبهات “إدلب” و”حلب” بعد تجميد لخارطة السيطرة منذ العام 2020.
قوات الجيش السوري استهدفت الأربعاء مواقع المسلحين على محاور التماس بسهل الغاب شمالي غرب “حماة”. وضربت مواقع للمسلحين في “إدلب” في محيط “بليون” و”الفطيرة” و”كنصفرة” بمنطقة “جبل الزاوية” جنوبي المحافظة. مصدر ميداني لصحيفة الوطن
حيث أعلنت وزارة الدفاع السورية الأحد الماضي إحباط قوات الجيش هجوماً على جبهات ريف “حلب” الغربي. وقالت أنها أوقعت خسائر كبيرة في صفوف المسلحين ودمرت عربة مدرعة كان المسلحون يستخدمونها لإطلاق الصواريخ. كما أسقطت طائرتين مسيرتين على اتجاه ريف “إدلب” حاول المسلحون استهداف المناطق المدنية والنقاط العسكرية خلالهما.
ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن مصدر ميداني لم تسمّه. أن قوات الجيش السوري استهدفت الأربعاء مواقع المسلحين على محاور التماس بسهل الغاب شمالي غرب “حماة”. وضربت مواقع للمسلحين في “إدلب” في محيط “بليون” و”الفطيرة” و”كنصفرة” بمنطقة “جبل الزاوية” جنوبي المحافظة.
وأشار المصدر إلى استهداف مواقع مسلحي “أنصار التوحيد” في محيط بلدة “سفوهن” وحرش “بينين” جنوب “إدلب”.
لا جديد في سوتشي
على الصعيد السياسي لم يخرج الاجتماع الذي انعقد الاثنين الماضي في “سوتشي” بين الرئيسين التركي “رجب طيب أردوغان” والروسي “فلاديمير بوتين” بجديد حول الملف السوري.
لكن “أردوغان” وخلال عودته إلى بلاده تحدّث عن رفض “أنقرة” شرط الانسحاب من الأراضي السورية لفتح باب عودة العلاقات مع “دمشق”. ورأى أن ذلك غير وارد.
بينما جدّد “المقداد” موقف “دمشق” من التأكيد على المطالبة بانسحاب القوات التركية من “سوريا” باعتباره السبيل الوحيد لإعادة العلاقات بين البلدين.
حراك السويداء
في الأثناء. دخلت مظاهرات “السويداء” أسبوعها الثالث على التوالي وتراجع مستوى الاهتمام الإعلامي بها مع تواتر أحداث جديدة في مناطق أخرى.
كان لافتاً ظهور شعارات رافضة لتطبيق مبدأ “الإدارة الذاتية” في “السويداء” وتؤكد رفض أي محاولات انفصالية أو ما شابه ذلك. سناك سوري
وتجدّدت المظاهرات يومياً في ساحة “السير” وسط مدينة “السويداء” إلى جانب تظاهرات مماثلة في عدة مناطق بريف المحافظة. مع استمرار في تعطيل العديد من المؤسسات الحكومية وإقفال مقرات لحزب “البعث” على يد المحتجين.
الشعارات لم تتغير خلال التظاهرات إذ جددت المطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254. وإحداث تغيير سياسي في البلاد فضلاً عن تحسين الواقع المعيشي. بينما كان لافتاً ظهور شعارات رافضة لتطبيق مبدأ “الإدارة الذاتية” في “السويداء” وتؤكد رفض أي محاولات انفصالية أو ما شابه ذلك.
وبدا لافتاً عدم صدور أي موقف رسمي من السلطات السورية تجاه ما يحدث في “السويداء”. حيث اقتصر الأمر على مقالات من صحف رسمية وشبه رسمية. دون تصريح أحد المسؤولين في الحكومة السورية عن رؤية “دمشق” للحراك.
تصعيد يستبق التغيرات العالمية
يعمّ التصعيد خطوط الجبهات والمناطق السورية من “إدلب” و”حلب” غرباً إلى معارك دير الزور شرقاً. إلى “السويداء” جنوباً، في وقتٍ تحتدم فيه التغيرات العالمية مع حديث عن إمكانية إعادة إحياء الاتفاق النووي بين “إيران” و”الولايات المتحدة”. إلى جانب عودة العلاقات الإيرانية السعودية. وعودة “سوريا” إلى الجامعة العربية، وعدم التوصل إلى سبيل لإعادة تفعيل اتفاقية الحبوب الأوكرانية. واستمرار الحرب في “أوكرانيا” بمزيد من التصعيد بين “روسيا” والغرب.
هذه التحوّلات ومآلاتها تلعب دوراً هاماً في ما يحدث على الساحة السورية. وسط محاولات الأطراف أن تستبق أي تغيّر بخطوة تفرض حضورها على طاولة التفاوض قبل وضع التصور النهائي لحل الأزمة السورية في نظر اللاعبين الدوليين والأطراف السورية الفاعلة على الأرض.