مطبق الباذنجان يهزم زميلي.. هل تهزمنا البطاطا المسلوقة لاحقاً؟
أكلة المطبق صارت تكلف 3000 ليرة.. المطبق صار رفاهية ولا مش رفاهية يا مواطنين يابتوع رواتب الـ50 ألف؟
سناك سوري-رحاب تامر
افتقدت ازعاجات زميلي في العمل اليوم، لم يخبط قدمه بالأرض مدندناً كلمات أغنية تصدح في رأسه، لم يغنِ معها، ولم تكن “قريحته” مفتوحة للحديث، وإشغالي بينما أنا منهمكة في عملي خلف اللابتوب.
في الحقيقة، أدركت أنه حتى الإزعاجات اليومية، تُفتقد حين تغيب، «وليش كانن على غير عادتك اليوم»، سألته، «موهيك أريحلك»، أجابني، ثم عاد لشروده في سقف غرفة العمل التي تجمعنا.
بعيداً عن الفضول المؤذي، كنت أعلم أن هناك خطب ما لدى زميل العمل، «لك خلص احكي وغني واضروب رجلك بالأرض، بس روقنا مافي شي مستاهل»، قلت له في محاولة لفتح حديث معه.
-أنو رواق يا شيخة، مبارح كلفتني طبخة مطبق البتنجان 3000 ليرة، كيلين بتنجان بـ1400، وكيلو بندورة بـ400 ليرة، ونص كيلو بصل بـ450، ونص ليتر زيت بـ600 ليرة، وهي قررنا نتغدى من قريبو والولاد تمقرفوا من الطبخة، تخيلي كمان إنو على هالمعدل إذا بدي آكل كل يوم مطبق باتنجان بدي راتب 100 ألف بالشهر بس للأكل.
لم أعلم ماذا سأقول له، أأخبره أن الدنيا حرب وحصار، وأستعير من الحكومة خططها، وما تنفع التبريرات التي أمقتها إن لم تكن ستحدث أي تغيير في الواقع، وماذا يمكن أن يكون الحل حقاً، في الحقيقة لا شيء يهون الأمر في هذه اللحظات، لأنه العجز، العجز ولا شيء غيره.
-تخيلي إنو قياساً براتبي الحالي يلي هو 50 ألف وكسور، لازم قضيها أنا وعيلتي كل يوم بطاطا مسلوقة وخبز، لك حتى بدون بصل أو سلطة، بربك الله قالها، بشرفي خجلان من ولادي.
اقرأ أيضاً: السوريون واستثمار “الباذنجان”: “وحياة عينك ما منسيبك”!
مرة ثانية، لم أعلم ماذا أرد عليه، اكتفيت باستعادة تصريحات رئيس الحكومة “عماد خميس” يوم أمس حين قال إن الحكومة ماتزال تدعم المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن، فما هي تلك المواد، هل قصدت الخبز فقط.. استدركت وسألته، شو رأيك بفنجان قهوة، فأومأ رأسه بالإيجاب، وحين هممت بالقيام وإحضار القهوة من بوفيه العمل، رمقني بتلك النظرة متبعاً إياها بعبارة: “مو عيب أنا بجيبها”، صمتت، أنا الجندرية ابتسمت له ابتسامة اعتذار، وبانتظار قهوته كان رأسي ممتلئ بعبارة: “يا لعزة نفسنا”.
هامش: فلنعد بالذاكرة إلى حديث وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “عاطف النداف”، تحت قبة مجلس الشعب قبل أسبوعين، حين قال إنه خرج في أحد الأيام من مكتبه عند الثالثة فجراً وهو منهمك بالعمل ومثله باقي أعضاء الفريق الحكومي، أيضاً فلنستذكر حديث رئيس الحكومة “عماد خميس” لقناة السورية حين قال إنهم يتمنون لو يكون اليوم 24 ساعة ليعملوا أكثر، نستذكر كل هذا ونقول لهم: تحبوا الله ارتاحوا لبقى تعملوا!.
هامش تاني: اليوم هزم صحن مطبق الباذنجان زميلي، ماذا عن قادم الأيام، هل تهزمنا البطاطا المسلوقة هي الأخرى؟، طبعاً نحن الذين لا ننفك نقول: الله يجيرنا من الأعظم.
اقرأ أيضاً: خميس: لسنا حكومة مثالية لكننا اجتهدنا (تصليح الامتحان عند الشعب؟)