مصير مجهول ينتظر السوريين في السودان .. استغاثات بلا إجابة
بعد سقوط 11 ضحية منهم .. السوريون عالقون وسط المعارك بلا ماء ولا كهرباء
لا يزال المواطنون السوريون في “السودان” يواجهون مصيراً مجهولاً مع استمرار المعارك في البلاد وصعوبة إنقاذهم من الوضع الأمني المتردي.
سناك سوري _ دمشق
وأعلنت وزارة الخارجية أول أمس أنها وجّهت السفارة السورية في “الخرطوم” إلى تسجيل أسماء الجالية السورية الراغبة بالإجلاء وفق الإمكانات المتاحة بحسب البيان.
في حين. قالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا” اليوم أن 4 طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني. وصلت بعد منتصف الليل إلى مطار “ماركا” العسكري في “السودان”، وأقلّت 343 مواطناً من جاليات “الأردن” و”فلسطين” و”العراق” و”سوريا” و”ألمانيا”.
بينما وجّه سوريون لا زالوا عالقين في “السودان” نداءات استغاثة لإنقاذ حياتهم مع استمرار المعارك بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن سيدة سورية قولها أنها فقدت الاتصال مع شقيقها منذ 4 أيام. بعد أن أخبرها في مكالمة هاتفية أن وضعه مع عائلته صعب جداً، حيث يصعب عليهم الخروج من المنزل بينما انقطعت عنهم الكهرباء والماء ولم يعد لديهم ما يكفي من الطعام.
وقالت مصادر للصحيفة أن عدداً من العمال السوريين تعرضوا لطعنات بالسكاكين لدى خروجهم مع عائلاتهم يوم الجمعة من مبنى السفارة السورية في “الخرطوم”. مشيرة إلى أن عدد الضحايا السوريين ارتفع إلى 11 شخصاً منذ بداية المعارك بينهم 4 فقدوا حياتهم خلال الهجوم على السفارة السورية قبل 5 أيام.
صفحة “دليل السوريين في السودان” على فايسبوك. وجّهت نداء استغاثة للدبلوماسيين المعنيين بشؤون السوريين. وقالت أن الوضع ازداد سوءاً في مناطق مختلفة من “السودان”. لا سيما بمناطق تمركز السوريين قرب مواقع استراتيجية تدار فيها المواجهات المسلحة.
وأشارت الصفحة إلى أن الوضع يزداد تفاقماً حيث وصل الرصاص والصواريخ إلى البيوت. بينما انقطعت المياه والكهرباء منذ الساعات الأولى للمعارك.
بدورها نشرت صفحة الاتحاد الوطني لطلبة “سوريا” في “السودان” رابطاً لاستمارة إجلاء المواطنين إلى “سوريا”. تتضمن طلباً لمعلومات شخصية تشمل الوضع الاجتماعي وعدد الأولاد ومنطقة السكن وما إلى ذلك.
وقال الشاب السوري “محمود البكار” إنه لم يتمكن من الخروج مع عائلته من “الخرطوم”. مشيراً إلى أن عائلات سورية خرجت إلى ولايات أكثر أماناً بعد أن دفعت مبالغ طائلة.
وأضاف “البكار” في حديثه لموقع قناة “الحرة” أن هناك الكثير من العالقين دون وضوح المصير الذي ينتظرهم. بينما قالت الطبيبة السورية “هبة المهيد” أن الوضع الأمني بات سيئاً جداً وأن شبكة الانترنت باتت منقطعة بنسبة 90%. مشيرة إلى أن العصابات قد تدخل في أي لحظة إلى المنازل لممارسة القتل والنهب.
وأوضحت “المهيد” أن سوريين كثر ناشدوا عدة سفارات لنقلهم إلى “بورسودان” أو ولاية الجزيرة لكنهم لم يتلقوا رداً بعد. مشيرة إلى انقطاع الحوالات المالية الذي زاد من كارثية أوضاع السوريين وقالت أن كلفة الانتقال من “الخرطوم” إلى ولايات أكثر أماناً وصلت إلى 300 دولار للشخص الواحد.
وتشير أرقام غير رسمية إلى أن عدد السوريين في “السودان” يصل إلى 90 ألف شخص. يقيم معظمهم في “الخرطوم”. وقد وجدوا في “السودان” ملاذاً آمناً خلال السنوات الماضية هرباً من الحرب في بلادهم. لكن قدر الحرب لاحقهم مع اندلاع المعارك الأخيرة بين الجيش والدعم السريع.