مصوّرة نادرة… زينة الجزاع تجول بعينيها في شوارع دير الزور وأفراحها
تجدونها في كل مكان...زينة الجزاع تحوِّل القرض الطلابي لمصدر دخل مستدام
تجول عينا “زينة الجزاع” في شوارع دير الزور وأفراحها ومناسباتها لتوثيق كل ماهو جميل، وتسجل اسمها في لوحة الفتيات النادرات اللواتي يعملن بالتصوير في المحافظة.
سناك سوري-عائشة الجاسم
قبل 3 سنوات، كانت الشابة “زينة أحمد الجزاع” تحاول الحصول على كاميرا لتبدأ العمل عليها، فاستدانت ثمنها. واليوم باتت تلك الكاميرا مصدر دخلها والمورد المالي الذي يساعدها على إتمام دراستها الجامعية.
“زينة” 23 عاماً طالبة بكلية الاقتصاد، قالت لـ”سناك سوري”، إن التصوير بالنسبة لها هواية وشغف، بدأت حكاية تحويله إلى فرصة عمل بعد نجاحها بالثانوية. حيث بحثت عن عمل تحصل من خلاله على مورد مالي، فوجدت نفسها أمام خيار واحد هو العمل بالتصوير.
موهبة التصوير لا تكفي تحتاج “قرض الكاميرا”
لكي تعمل في التصوير تحتاج لكاميرا ميزانيتها أكبر من قدرة الشباب في معظم الجغرافية السورية وليس فقط في دير الزور. إلا أن “زينة” وجدت بالقرض الطلابي فرصة للحصول على ثلثي ثمن الكاميرا.
ومن ثم استدانت الـ200 ألف المتبقية فاشترتها وبدأت التعلّم عليها مستفيدة من فيديوهات يوتيوب حتى أتقنتها.
تقول “زينة” إن القروض الطلابية تهدف لمساعدة الطلاب في تأمين مصاريف دراستهم. وشراء الكاميرا بالنسبة لها يعني فرصة عمل يمكنها أن توفر لها دخلاً طوال فترة الدراسة. وتضيف بحديثها لـ سناك سوري لقد حولت القرض الطلابي إلى فرصة تمويل مستدامة.
شراء الكاميرا لا يكفي.. ماهي ردة فعل المجتمع؟
تعد “زينة” واحدة من فتيات قلّة يحملن كاميرا ويصوّرن في دير الزور. فمعظم الفتيات يخشين ردة فعل المجتمع قبل القيام بهذه الخطوة.
و”زينة” كانت واحدة منهن فقد خافت ردة فعل المجتمع، وتصف خوفها بأنه كان العائق الأول لها في بداياتها. لكنها سرعان ما اكتشفت أن هذا العائق لم يكن كبيراً كما اعتقدت فتخلّت عن نظرتها المسبقة وانخرطت في سوق العمل.
تعد زينة واحدة من فتيات قلة يعملن في مهنة التصوير ويحملن كاميرا في محافظة دير الزور. حيث لايزيد عددهن عن أصابع اليد الواحدة
«إنني اليوم أحظى بدعم المجتمع» تقول “زينة” وتضيف لولا دعم هذا المجتمع لما تمكّنت من تأمين زبائن لعملي، فأنا اليوم أعمل وأسدد القرض وأوفر مصاريف دراستي.
مشيرةً في الوقت نفسه لأهمية التشجيع الذي يعتبر أمراً ضرورياً لكل الشباب الراغبين بدخول سوق العمل. فهو يشكّل لهم حافزاً ويقيهم من الهواجس السلبية التي يمكن أن تعترضهم. مثل الخوف من الفشل والخوف من نظرة المحيط بحال الفشل.
زينة لا تنتظر التخرج لكي تعمل
في كل مكان من دير الزور تجد “زينة” بالأعراس والحفلات، تصور العرسان والضيوف وتوثق الحدث. وإذا ذهبت إلى الجامعة تجدها مع كاميرتها توثق المناسبات وتقديم الأطروحات.
وبينما تمشي في السوق ربما تراها هناك مع كاميرتها تلتقط بورتريه للناس لتحفظ وجوههم في صورة تذكرها دير الزور طويلاً.
تقول “زينة”:« لا نمتلك رفاهية الانتظار لما بعد التخرج من الجامعة لكي نعمل، لكن هذا لا يعني أن العمل مع الدراسة سهل أيضاً». وتضيف أنها رسبت في سنتها الدراسية الثانية بسبب عدم التوفيق بين العمل والدراسة لكنها اليوم وجدت حلولاً لتنظيم الوقت بين الأمرين المهمين في حياتها.
زينة جزاع المصورة الفخورة بنفسها
باتت كاميرا زينة الجزاع صديقة لها، كما ساعدتها على اكتساب مورد مالي يساعدها وعائلتها كذلك علاقات اجتماعية واسعة في سنٍ صغير. وهذا ما يدفعها للشعور بالفخر بنفسها.
وعن المنافسة في سوق العمل تقول “زينة” إنها تركز على المنافسة التي ترى أنها يجب أن تكون ودية.
تقول “زينة”:«أشجّع كل الشابات أن يبحثن عن فرصهن الخاصة، وأن يسعين لخلقها دون انتظارها فهي لن تأتي بدون أن يطورن من أنفسهن وقدراتهن».
يذكر أن العديد من الشباب والشابات باتوا يقبلون على المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر لتحقيق مستقبلهم وتأسيسه. والعثور على مورد مالي يساعدهم وسط الظروف المعيشية الحالية، التي وبسببها لم تعد معظم العوائل قادرة على تحمّل أعباء مصاريف دراسة الأبناء.