مصطفى طلاس.. وزير دفاع لثلاث عقود ونهاية خارج سوريا
ذكرى وفاة صاحب الصدر الممتلئ بالنياشين والأوسمة
احتفظ وزير الدفاع السوري الراحل العماد أول “مصطفى طلاس” بمنصبه لمدة 32 عاماً. وهي أطول فترة أمضاها وزير دفاع في منصبه في تاريخ الدولة السورية
سناك سوري _ دمشق
ولد وزير الدفاع السوري الراحل يوم 11 أيار عام 1933. في مدينة “الرستن” بريف “حمص” وتلقّى في مدارسها تعليمه الابتدائي والإعدادي. وتوفي في الـ27 من حزيران عام 2017.
انتقل إلى مدينة “حمص” ودرس فيها المرحلة الثانوية، وانتسب في سن الخامسة عشرة إلى حزب “البعث” في بداياته عام 1947. وذلك قبل أن يلتحق بالكلية العسكرية فيها سنة 1952، حيث التقى خلال وجوده في الكلية بالرئيس السوري الراحل “حافظ الأسد”. وبدأ معه صداقةً استمرت طوال حياتهما.
تخرّج “طلاس” عام 1954 من الكلية الحربية برتبة ملازم، ومع استلام “البعث” للسلطة في “سوريا” عام 1963 وبداية الصراعات داخل تيارات الحزب. شارك “طلاس” في حركة 22 شباط 1966 التي أطاحت بالرئيس الأسبق “أمين الحافظ” ووصل بعد هذا التاريخ. إلى منصب قائد المنطقة الوسطى واللواء المدرّع الخامس.
بحلول العام 1968 تم تعيين “طلاس” رئيساً لأركان الجيش السوري ونائباً لوزير الدفاع آنذاك الرئيس الراحل “حافظ الأسد”. واتخّذ “طلاس” عام 1970 موقفاً حاسماً بوقوفه إلى جانب الرئيس “الأسد” خلال “الحركة التصحيحية” التي أعقبها وصول “الأسد” إلى رئاسة الجمهورية.
32 عاماً في منصبه
تولّى “طلاس” منصب وزير الدفاع منذ العام 1972 واستمر في موقعه على مدار 32 عاماً وهي أطول فترة أمضاها وزير دفاع في منصبه بتاريخ الدولة السورية. وشارك في حرب تشرين 1973 ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي.
إلى جانب وزارة الدفاع أصبح “طلاس” عضواً في القيادة القطرية في حزب “البعث” عام 1975. وتزوّج من “لمياء الجابري” التي أنجب منها أبناءه “فراس” و”مناف” و”ناهد” و”سارية”. كما أبدى “طلاس” اهتماماً بالكتابة وأسس داراً للنشر حملت اسمه أصدر عبرها عدداً من المؤلفات عن مذكراته وخبراته العسكرية إضافة إلى مواضيع تتعلق بالشعر والتاريخ. ومنها كتابه “فطير صهيون” وكتاب مذكراته “مرآة حياتي” وكتاب “كذلك قال الأسد”.
صاحب الصدر الممتلئ بالنياشين والأوسمة تقاعد من منصبه الوزاري عام 2004 برتبة عماد أول. قبل أن يغادر “سوريا” عام 2011 متجهاً إلى “فرنسا”، ورغم إعلان ابنه “مناف” عام 2012 انشقاقه عن الجيش السوري واتخاذه موقفاً معارضاً للسلطات السورية على غرار شقيقه “فراس”. فإن “طلاس” الأب التزم الصمت حيال الأزمة السورية إلى أن توفي في 27 حزيران 2017 في العاصمة الفرنسية “باريس” عن عمر يناهز 85 عاماً.
وتداولت وسائل الإعلام إبان وفاة “طلاس” صوراً تظهر نعشه ملفوفاً بالعلم السوري وشعار الجيش السوري الذي انتمى إليه “طلاس”. طوال حياته بينما وقف ابنه “مناف” وعدداً من أحفاده لقراءة الفاتحة أمام النعش. وقيل إنه دفن مؤقتاً في “باريس” إلى أن تتمكن عائلته من نقل جثمانه إلى “سوريا”.