مصطفى ديوب.. من طوارئ الإسعاف إلى الحياكة بالنول
مصطفى ديوب موظف في طوارئ الإسعاف.. قرر تعلّم الحرفة التراثية للحفاظ عليها
يعتمد “مصطفى ديوب” على إعادة تدوير بقايا أقمشة المفروشات، والملابس باختلاف أنواعها خصوصا الصوفية منها، لصناعة البُسُط على النول اليدوي الخاص به في مدينته “مصياف”.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
في محله الواقع بجوار القلعة منتصف المدينة، يحرص الأربعيني “ديوب” على حياكة كافة أنواع البُسط بأحجام وألوان مختلفة. حسب ما تمليه عليه توقعاته الذهنية حول الشكل المراد تصميمه. كما ذكر لسناك سوري.
غابت الحياكة على النول كمهنة تراثية عن أجواء المدينة الواقعة غرب محافظة “حماة”. ليسعى “ديوب” إلى إحيائها مجدداً منذ عامين. بعد أحاديث مطولة خلال جلساته مع أصدقائه عن أهميتها وضرورة استعادتها، على اعتبارها من الحرف القديمة التي تم الاستعاضة عنها بالمكنات والآلات الحديثة.
الانترنت والكبار.. مراجع ديوب في تعلم النول
يعمل “ديوب” بطبيعة الحال في طوارئ الإسعاف، أي بعالم يختلف تماماً عما يقدمه الآن، وعند بزوغ فكرة العمل على النول. ومباشرته بالبحث عن حلول لتنفيذها على أرض الواقع، لجأ إلى كبار السن ممن يملكون بعض المعلومات عنها.
إضافة للانترنت الذي تعلم منه أساسياتها وباشر بتطبيقها مع موهبته وشغفه بإتمام العمل على أكمل وجه. يقول لسناك سوري، مؤكداً أنه الوحيد في المدينة الذي يعمل بحياكة البُسط على النول باستخدام بقايا الأقمشة والخيوط، مع وجود نول آخر في قرية “دير ماما” إلا أن اعتماده قائم على الحرير.
أي لم يرث “ديوب” المهنة عن جد أو أب، وتجديدها نابع عن رغبته بالحفاظ على الحرف التراثية بأي طريقة. ما دفعه لتصميم النول من خشب الزان وبجودة عالية، ليبقى مقاوما وقتا أطول بحال رغب غيره العمل عليه لاحقاً.
ولم يكن الهدف من إعادة إحياء هذه الصنعة ربحي بالنسبة لـ”ديوب”، فرغم جودة القطعة الناتجة وغلاء بعض الخيوط المستخدمة في الحياكة. والتي يجب أن تكون ذات جودة عالية ومتينة كونها ستتعرض للشد والضغط خلال الصناعة، إلا أنها أقل سعراً من البسط الموجودة بالأسواق على حد قوله، وتمتاز بأنه من النادر أن يتم إيجاد قطعة شبيهة بالأخرى. باعتبار أن حياكتها تتم بشكل مباشر دون تخطيط مسبق للشكل المطلوب.
تجدر الإشارة إلى أن النول من الآلات النسيجية التقليدية اليدوية، ويعتبر العمل عليها واحد من الصناعات القديمة والتراثية. المهددة بالاندثار بعد التطور الذي شهده عالم الصناعة واللجوء للآلات الحديثة التي توفر الوقت والجهد.