الرئيسيةحكي شارع

مشهد جسر الرئيس يفتح جراح السوريين على الماضي والحاضر

بين ذاكرتين.... لسان حال الناس الله يفرج عالبلد

أعاد مشهد السوريين المجتمعين أمس الثلاثاء في “دمشق”، بانتظار خروج أبنائهم من السجون، الذاكرة إلى مشهد مشابه عاشته “سوريا”، عام 2018، حين انتظر الأهالي خروج أبنائهم من سجن “التوبة” التابع لفصيل “جيش الإسلام”، بعد انتهاء العمليات العسكرية في غوطة “دمشق” الشرقية، بالنظر إلى كم الوجع في المشهدين، فإن أي فوارق أخرى لا قيمة ولا أهمية لها.

سناك سوري-دمشق

واحتشد مئات الأهالي في “جسر الرئيس” بانتظار وصول أبناءهم أو سماع أخبار عنهم، بعد نشر بعض الصفحات للعديد من القوائم المفترضة التي تضم أسماء المعتقلين المشمولين بالعفو الرئاسي الصادر مؤخراً، مع ذكر أماكن محددة لتجمع المعتقلين الخارجين من السجون، ما دفع الأمهات والأبناء والزوجات والأهالي عموماً للتوجه بحثاً عن أي بارقة أمل، ليظهر الخذلان ذاته الذي سبق أن عاشه السوريون إبان انتظارهم لأبنائهم وآبائهم وأمهاتهم المفترض أنهم كانوا سيخرجون من سجن “التوبة” عام 2018.

الصحفي “سامر ضاحي”، استذكر مشهد الحشود المنتظرة في صالة “الفيحاء” بانتظار وصول مخطوفي “عدرا العمالية” وكافة المخطوفين بالغوطة الشرقية، كذلك انتظار أهالي المفقودين في “حلب” الشرقية، وقال إن «مشاعر الأمهات لا تختلف أياً كان اصطفافهن السياسي لأنه ذات رد الفعل على فعل التغييب أياً كان الفاعل»، متمنياً الكشف عن مصير الجميع بدون استثناء، وأمل بزوال كل إكراهات الحرب.

اقرأ أيضاً: “أبو عامر” تقاسم الوجع مع مئات السوريين.. ابنه أيضاً لم يعد

بدوره الصحفي “محمد سليمان”، الذي تواجد في المكان، قال إن الحشود بدأت منذ فجر يوم الإثنين، مذكراً أيضاً بمشهد انتظار خروج الأسرى والمخطوفين من سجن التوبة، وقال «يعاد الجرح مجدداً ويختلف الوقت، والوجع واحد»، وعاد ليضيف في منشور آخر بعد خروج غالبية الأهالي المنتظرين: «ياخجلة الأمل».

سوء التنظيم وعدم وجود شفافية في الإعلان عن مواعيد أو كيفية خروج المشمولين بالعفو الرئاسي، أمر تحدث عنه الكثير من الناشطين في السوشيل ميديا، والذين تساءلوا عن أسباب عدم الوضوح رغم أنه من المفترض أنه ليس أمراً صعباً، وقال الإعلامي “نزار الفرا”: «ما المانع الفني للجهات القضائية المعنية من نشر قوائم رسمية بأسماء المسجونين المشمولين بالعفو، هذا أفضل من ترك الأمر للشائعات و الابتزاز ولدموع الانتظار غير المجدي».

الإرباك الكبير الذي تسببت به الصفحات التي نشرت قوائم أسماء المفرج عنهم، دفع البعض للمطالبة بمساءلة تلك الصفحات وأصحابها، مثل الصحفي “فراس القاضي”، الذي دعا لمحاسبة أصحاب تلك الصفحات بحال تبين أنها نشرت أسماء وهمية، وقال: «أرجو أن يتدخل قانون الجريمة الإلكترونية ويحاسب أصحابها، إذ أن منح الأمل الكاذب لهؤلاء الناس ومن ثم كسر قلوبهم وأرواحهم أهم وأخطر بكثير من شتم مسؤول على رأس عمله».

وكان مراسل سناك سوري في “دمشق”، قد أكد أن كل ما يتم تداوله من شائعات، حول وجود باصات نقل الخارجين من السجون، وتجمعات عند جسر الرئيس، هو أمر عار عن الصحة، وكل ما يتم نشره عبر وسائل التواصل لا تأكيدات رسمية له.

بدورها وزارة العدل، أصدرت بياناً قالت فيه، إنه تم إطلاق مئات المشمولين بالعفو خلال اليومين الماضيين، وأضافت أن الإجراءات مستمرة لإطلاق سراح الموقوفين، والذين سيخرجون تباعا خلال الأيام القادمة.

يجمع الغالبية أن لا أحد يستطيع إنصاف السوريين اليوم، سوى أنفسهم وقدرتهم على المسامحة والمصالحة، والمضي قدماً كرمى للضحايا وحفاظاً على ما تبقى من المستقبل، وهذا لا يلغي وجود خطاب رافض للصلح والمصالحة وحتى للعفو ومن كل الاطراف.

اقرأ أيضاً: ترقّب لإطلاق سراح الموقوفين .. ودعوات لإصدار قوائم رسمية بالمفرج عنهم

 

زر الذهاب إلى الأعلى