مسلسل “بدون قيود” يتناول تزوير الهويات والموت في المعتقلات
“بلا قيود” يتخطى الرقابة ويتجاوز الخطوط الحمر
سناك سوري – نجيب الشوفي
استطاع مسلسل “بدون قيود” الخروج من دائرة الرقابة بتناوله لقضية الاعتقال التعسفي والموت في المعتقلات وتجاوز هامش الحرية في سوريا بشكل واضح من خلال عرضه لمشاهد “قُبَل حارة” وربما هي الأولى في العصر الحديث للدراما السورية.
كما استطاع اللعب على وحدة المكان والزمان التي اضطرَت الكثير من الكتاب والمخرجين الدراميين لمراعاة التوجه السياسي للمشاهدين وانقسامهم فيما بينهم على العمل الدرامي ذاته فإذا ما أردت صنع عمل درامي من الداخل السوري فسيكون ذو وجه موالي وإذا أردته في الخارج فسيكون ذو وجه معارض، وعلى هذا الشكل تحددت سمات العمل الدرامي السوري خلال الحرب حيث أصبح الجمهور ينفر من أي حالة إيجابية يظهرها العمل في الطرف السياسي الآخر.
لقد طرح “بدون قيود” ثلاث قضايا مركزية “الهوية، الانتماء، المبادئ” كل واحدة منها تسيطر على شخصية من العمل وترسم لها خطوط سيرها ضمن سيناريو الأحداث المتفرق جداً والجميل في عشوائيته المدروسة، فتناول قضايا مهمة مثل “تزوير الهويات، سرقة الأملاك الخاصة، الاعتقال التعسفي، الموت في المعتقلات، اللجوء”، ولهذا الأمر ربما عندما تشاهد العمل سترى نفسك مكان أحد هذه الشخصيات أو أنك تنتمي لأحد هذه القضايا وربما ستعيش هذه التجربة فالعمل سيُشعل في داخلك الاكتشاف الذاتي والذاكرة المنسية من المعاناة في الحرب، فهو يجسد حالةً سوداوية جداً انقسم الجمهور حولها فمنهم من اعتبرها واقعية ومنهم من اعتبرها مبالغ فيها.
اقرأ أيضاً: هل هذا الكريسميس الحزين يفتقدنا؟
لقد استغنى العمل عن موضوع العرض والتسويق وأصبح ذو أوجه متعددة فنياً شملت تعدد في أوجه النص، الأحداث، الإخراج، وحتى طريقة العرض وطول حلقات المسلسل فيمكنك مشاهدة حلقة لمدة 3 دقائق وأقل ويمكنك مشاهدتها سويةً لتصبح داخل حلقة مسلسل تقليدية من ثلاثية درامية تشكل العمل.
كما شكل مغامرة كبيرة بالنسبة لشركة “Clandestino Films” خاصة في ظل جهلهم لاحتمالية نجاح هذا العمل من عدمه لكنهم ربما وجدوا فيه بادرة ثورة جديدة في الدراما العربية بشكل عام واللبنانية والسورية بشكل خاص وذلك في ظل سيطرة شركات الإنتاج التلفزيوني على نوعية وشكل الأعمال الدرامية التي تتوافق مع القنوات التلفزيونية والتي تفضل أعمالاً طويلة نسبياً وتحظى بنسب مشاهدة عالية.
اقرأ أيضاً: ممدوح عدوان كتب عن حيونة الإنسان ودافع عن الجنون… 13 عاماً على الرحيل
وتدور أحداث العمل حول ثلاث شخصيات رئيسية “العقيد وفيق الحكيم” و”المهندسة ريم سلامة” و”الأستاذ الخصوصي كريم” التي تشكل قصص منفصلة ضمن سياق درامي متكامل يجمعهم خلال العمل داخل “فرع الأمن السياسي” فلا يربط بينهم إلا صدف درامية تترك لك الكثير لتتوقعه خصوصاً في بداية العمل، حيث تخوض كل شخصية متغيرات حياتها نتيجة قرار تتخذه حيث سيبدو العمل غامضاً، بعيداً عن بداية مشتركة ونهاية مشتركة لهذه الشخصيات، التي تعيش الماضي في مخيلتها وهنا نذهب معهم في رحلة لمشاهدة الماضي.
العمل من إخراج اللبناني “أمين درة” أما السيناريو فهو مشترك بين اللبناني “باسم بريش” والسوري “رافي وهبي”، ومن تمثيل “رافي وهبي” و “عبير الحريري” و “ينال منصور” كشخصيات رئيسية في العمل، وقد حقق العمل شهرة كبيرة ربما لأنه كسر الشكل النمطي للدراما وربما لأنه عمل جريء في كل شيء حتى في الرحلة الذهنية التي يحاول أن يأخذك بها فلا يمكنك فصل الإحساس عن العودة إلى الماضي عندما تشاهده.
برومو المسلسل: