اتخذت قضية “مركب الموت” زخماً واسعاً بين غالبية السوريين، الذين ومنذ إعلان الخبر مساء الخميس الفائت، وهم مستمرون بالبحث تارة. والتعاطف تارة أخرى، ومطالبة المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم والعمل على تحسين الواقع. بما يلغي فكرة “مراكب الموت” من أذهان السوريين الحالمين بغد أفضل خارج أراضي وطنهم المثقل بالهموم والعجز.
سناك سوري-دمشق
في حصيلة غير نهائية، أعلن وزير الصحة “حسن محمد الغباش” أمس الجمعة وصول عدد ضحايا المركب الغارق إلى 73 شخصاً. ووجود 20 شخص يخضعون للرعاية الطبية في مشفى “الباسل” بمدينة “طرطوس”. بينما انطلقت سيارات الإسعاف تحمل 7 جثامين لضحايا لبنانيين قضوا في المركب ووصلت جثثهم إلى سواحل “طرطوس”.
مقابل منشورات التعاطف والحزن التي خيمت على غالبية حسابات السوريين في السوشيل ميديا. برزت منشورات أخرى تلوم الضحايا أنفسهم على السفر بهذه الطريقة والتساؤل من أين جمعوا الأموال اللازمة. وهو ما استفز كثير من المعلقين بينهم الدكتور “نبيل زمام” اختصاص أوعية دموية في “اللاذقية” والذي قال: «نصيحة لكل من كتب منشوراً يتساءل فيه من أين أتى هؤلاء بدولارات الموت ليركبوا قوارب الموت. امسحوا هذه المنشورات واعتبروها تسرعاً منكم فهناك من يقرأ».
بينما قال “بيير” إنه من المؤلم سماع تعليقات من نمط ما الذي دفعهم لرحلة الموت وكيف دفعوا تكاليفها. وقال: «كل اليأس والإحباط والقهر والجوع والحرمان وفقدان الأمل من مستقبل مجهول دفعهم للقيام بهذه الرحلة. كل شيء في البلد دفعهم إلى هذه الرحلة. الفساد والجوع والقهر والحرمان والغلاء واليأس».
اقرأ أيضاً: 15 ضحية لغرق مركب قرب جزيرة أرواد .. ونداءات للمساعدة
المحلل السياسي “عمر خليل معربوني”، حملّ الضحايا المسؤولية عن موتهم. لكونهم سافروا بزوارق غير مجهزة للسفر ولا مضمونة. وأضاف: «بعيدا عن التشدق بالإنسانية ويا حرام ومدري شو. في ملايين غيرهم رغم كل الاوضاع الصعبة متمسكين بأرضهم. وفاهمين مين سبب الحرب ومين مساوي الازمة الاقتصادية وما مفكرين يفلو».
لكن حديث المحلل السياسي لم يعجب العديد من المعلقين، مثل “سمير” الذي اعتبره كلاماً غير منطقي ومن المعيب. أن يخرج من محلل سياسي «بعيد كل البعد عن هموم الناس ومعاناتهم وفقرهم».
بعيداً عن التجاذبات بين من حملّ الضحايا المسؤولية، وبين من دافع عنهم، تحول الفيسبوك إلى ساحة نعي. كل ينعى صديقاً أو جاراً أو زميل عمل.
وذهب قسم من التعليقات لتقديم الشكر لأهالي “طرطوس”، الذين تواجدوا بالقرب من المستشفى، ليقدموا خدماتهم ويفتحوا منازلهم. لأهالي الضحايا الذين جاؤوا بحثاً عن أبنائهم هل هم ناجون أم لا.
عدد الضحايا الأكبر كان من “اللاذقية” وكلّهم من الخريجين الجامعيين، وهو ما دفع العديد من ناشطي المدينة لإعلان الحداد عبر صفحاتهم الشخصية في فيسبوك. وعلى المقلب الآخر كانت صفحة المحافظة الرسمية تعلن عن عقد اجتماع تحضيري لتنسيق خطة العمال. لإقامة سباق دروب تشرين الدولي الثالث والبطولة العربية للأندية التي ستنطلق بتاريخ 26 أيلول الجاري.
اقرأ أيضاً: عزاؤنا لكم في مصابكم يا من تصمون السمع عن آلامنا