حكايا الملاعب: هتفنا لهم جبلاوية.. فرقصوا لنا ورمونا بالورد

بكر نصور.. المشجع الذي بكى فرحاً بفوز “جبلة” بعد خسارته في الشوط الأول..
سناك سوري – عمرو مجدح
في عمر 10 سنوات حضر ابن مدينة “جبلة” ومشجع ناديها “بكر نصور” أول مباراة على مدرجات ملعب “جبلة” بين نادي “جبلة” ونادي “تشرين” وعلى الرغم من عدم تذكره نهايتها ونتيجتها إلا أن لكرة القدم في خياله قصة عشق طويلة بدأت منذ مراحل طفولته الأولى حيث كان يشاهد والده وهو يتحدث بحماس عن الدوري والفريق والمباريات.

اعتاد “نصور” الذهاب لحضور المباريات مع والده كما قال لـ “سناك سوري”، حيث كانا يبقيان عند المنصة في حال حدوث حالات شغب كما هو معتاد تجنباً للاشتباكات الدائرة، ويضيف:«مازلت أتذكر مباراة “الوثبة” و”جبلة” عندما انتهى الشوط الأول 2_ 0 لصالح “الوثبة” وكانت المفاجأة في الشوط الثاني عندما قلبنا النتيجة لصالحنا وفزنا 3-2، بكيت يومها من الفرح ومن الضحك، وأنا أشاهد والدي لأول مرة يقفز فرحاً كما لو كان طفلاً صغيراً، ويحضن مشجعي النادي وأشخاص لا يعرفهم ولا أنسى ملامحه أثناء المباراة بعد كل هدف وهو يصفر ويشتم ويشجع ويهتف “جبلاوية، يمين شمال رقصهم ياجمال” ويقصد هنا “جمال الرفاعي” وعندما انتهت المباراة رقص اللاعبين وركضوا على أرضية الملعب ورموا على الجماهير الورود ونحن نهتف لهم “جبلاوية، جبلاوية”.
يتذكر “نصور” بحزن المباراة التي هبط فيها نادي “جبلة” رغم مرور كل تلك السنوات فيقول: «أتذكر الجماهير على المدرجات وكل واحد منهم يحمل جهاز الراديو ويشاهد المباراة وهو يستمع لمباراة نادي “الجزيرة “لكن للأسف يومها بقي الجزيرة وهبط “جبلة”، سالت دموعي مع الكثير من جماهير النادي وقرر والدي من “حرقة قلبه” ألا يحضر أي مباراة لنادي “جبلة” وقد فعلها فعلاً وابتعد عن الملاعب لكني مازلت أنتظر مكالمته المعتاده في منتصف كل مباراة وهو يسأل عن النتيجة».

مع بداية الأزمة السورية كبر “نصور” لكن الدوري كان قد توقف ثم انحصرت المباريات بين “دمشق” و”اللاذقية” وكان يذهب بانتظام لحضور المباريات التي تقام في مدينة “اللاذقية”، وعندما تحسنت الأوضاع وعاد الدوري لسابق عهده وعادت الجماهير السورية إلى المدرجات سافر خلف نادي “جبلة” إلى كل المدن والمحافظات من “حماة” إلى “حمص” و “حلب” وصولاً إلى “دمشق”.
اقرأ أيضاً:حكايا الملاعب.. مشجع النواعير الذي أَبعَدَهُ وَلَعهُ بالكرة عن لعبها
كل مباريات “جبلة” كانت مهمة بالنسبة للمشجع الجبلاوي لكن هناك لحظات لا تنسى منها السلبي والإيجابي حسب قوله :« أتذكر عندما كنا في الدرجة الثانية وأول مباراة كانت ضد “المصفاة” تعادلنا 1-1 بأداء سيء ثم تعادلنا مع نادي “الساحل” وتغير المدرب من “أكرم علي” إلى “عمار الشمالي” فزنا 8-0 على نادي “السلمية” بـ “حماة” كذلك فزنا 3-0 على نادي “قمحانة” وعدنا للتعادل مع نادي “الساحل” بـ”طرطوس”، في تلك المباراة التي شهدت الكثير من الشغب فزنا على “السلمية” 7-0، أول مباراة ضد نادي “جرمانا” بعد تأهلنا للتجمع النهائي وفزنا بهدف “علي مسلم” بالدقيقة 97 لتصبح النتيجة 2-1 “خلاني الهدف حس حالي عم طيير”».

من اللحظات الإنسانية التي لا ينساها “نصور” في مباراة “جبلة” و”النواعير” العام الماضي عندما كرم نادي جبلة الطفل المشجع “عبد القادر عبد العال” الذي يخوض حرباً مع المرض ويعرفه أبناء وجماهير “جبلة” محاولين مع النادي تحقيق واحدة من أمنياته الصغيرة، يصف تلك اللحظات فيقول:«بدأت المباراة بتحية العلم للفريقين ثم دخل الطفل “عبودة” كما نلقبه أرضية الملعب بدأنا بالهتاف له ” عبودة عبودة كل “جبلة” عينا عليك عبودة، عبودة الله من عندو يحميك”، كانت الكرة في منتصف الملعب وقام الطفل “عبودة” بركلها معلنا بداية المباراة، كنت سعيداً بحضور هذه المباراة بالذات وزرع الفرح في قلب ذلك الطفل حتى لو من خلال الهتاف».
اقرأ أيضاً:حكايا الملاعب.. مشجع الكرامة الذي ورَّث ابنه حب النادي