الرئيسيةتقارير

مربّو الدجاج بالسويداء يودّعون طيورهم: خسارة أليمة وبيع رمزي بانتظار الانفراج

مربّو الدواجن يبيعون طيورهم بأثمان رمزية بعد نفوق جماعي وتعطّل المسالخ بسبب الأزمة

تحدث عاملون في قطاع الدواجن بمحافظة السويداء عن خسائر فادحة تعرضوا لها، بعد اضطرارهم للبقاء قسراً في منازلهم، وعدم قدرتهم على الوصول إلى مداجنهم، حيث نفق عدد كبير من الدواجن عطشاً وجوعاً خلال الاشتباكات التي استمرت نحو 10 أيام في وقت سابق من تموز الجاري.

سناك سوري-رهان حبيب

ومع بدء سريان الهدنة وعودة الأهالي تدريجياً إلى الأسواق، خرج أصحاب المداجن ليفاجأوا بحجم الكارثة؛ فلم يجدوا أمامهم خياراً سوى عرض ما تبقّى من الطيور للبيع بأسعار رمزية، في محاولة للتقليل من الخسارة، وتقديم خدمة للأهالي في الوقت ذاته، بعد توقّف المسالخ وخروج محال اللحوم عن الخدمة نتيجة انقطاع الكهرباء وتداعيات الاشتباكات.

في شوارع المدينة وبلداتها، ظهرت سيارات تنقل الطيور الحية، وتبيعها بأسعار تراوحت بين 15 ألفاً و35 ألفاً للطير الواحد، وهو مبلغ لا يكاد يغطي ثمن المحروقات اللازمة لنقلها، بحسب ما يقول مربّي الدواجن “غسان فليحان”، مؤكداً أن الدافع الأول ليس الربح، بل تجاوز المحنة بأقل الخسائر.

ويضيف لـ”سناك سوري”: «هذا القطاع كان من بين الأكثر تضرّراً، فقدنا مئات الطيور، وضاعت جهود أشهر واستثمارات مالية كبيرة، المداجن تضررت أيضاً بسبب الاشتباكات، واليوم لا نملك أفقاً لاستئناف العمل في ظل غياب الأعلاف والمحروقات، لذا اخترنا بيع ما تبقّى بانتظار الانفراج، ولمساعدة الناس أيضاً، فالكل خاسر والأمل ما يزال قائماً».

من جهتهم، تفاعل الأهالي مع المبادرة بروح من التضامن، وسجّلت حالات تعاون لافتة، إذ تبرع البعض بذبح الطيور، وآخرون ساهموا بنقلها أو شرائها لتوزيعها على الجيران، في مشهد من التكافل يعكس طبيعة المجتمع المحلي وقت الأزمات.

المبادرة التي بدأت عقب انتهاء الاشتباكات فوراً، سرعان ما تراجعت نتيجة شح المحروقات وندرتها بانتظار وصولها إلى المحافظة.

أخيراً، تظهر تطورات الأزمة يومياً بصور جديدة، كلها تنبع من الجرح نفسه، عنف لم يبقِ منشأة اقتصادية أو قطاعاً غذائياً إلّا وترك بصمته المؤلمة عليه، لتبقى الحاجة قائمة للحلول لا المسكنات.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى