مدير الشؤون السياسية ينفي مصادرة الرئيس الشرع مفاتيح سيارات المسؤولين
رويترز: إقفال مكتب جمال الشرع ومنع الجهات الحكومية من التعامل معه بقرار رئاسي
نفى مدير الشؤون السياسية في ريف دمشق “أحمد محمد ديب طعمة” صحة ما أوردته وكالة “رويترز” حول اجتماع الرئيس السوري “أحمد الشرع” مع مسؤولين حكوميين وتوبيخهم بسبب سياراتهم الفارهة، وقال أنها “معلومات مغلوطة”.
سناك سوري _ متابعات
وقال “طعمة” في تغريدة عبر منصة X أنه حضر الاجتماع المذكور مع الرئيس السوري في “باب الهوى” لكن “الشرع” لم يتطرق إلى ما ورد في التحقيق، حول توبيخ المسؤولين على اقتناء سيارات فارهة، ومصادرته عدداً من مفاتيح تلك السيارات.
وأكّد “طعمة” أنه لم يسمع هذه الرواية خلال حضوره الاجتماع كاملاً، مضيفاً أن سيارته قديمة كحال الكثيرين وقد تعطّلت في ذلك اليوم، ما دفعه لتركها في “إدلب” والعودة مع أحد الأصدقاء وفق حديثه.
ووصف مدير الشؤون السياسية اللقاء بأنه كان من أجمل الاجتماعات، حيث عقد في مكان كان يحتضن اجتماعات مكثفة لحل الإشكاليات في تلك الفترة، مشيراً إلى أن “الشرع” تحدث عن الذكريات ثم انتقل للواقع وتحدياته ورؤيته لـ”سوريا”.
وبحسب “طعمة” فإن “الشرع” «قدّم بعض النصائح كأبٍ يرعى أبناءه ويحميهم، وكان خطابه مليئاً بالرعاية والطيبة، ومازحنا أيضاً، دار نقاش ودي تضمن العديد من الأسئلة من الحاضرين. ومن جملة ما تحدث به ونصحنا بشأنه هو ضرورة الانتباه لهفوات السلطة ومآلاتها، وأهمية الحفاظ على ثمرة السنوات وتضحيات الثورة السورية. ولم يتطرق أبداً إلى أي شخص بخصوص ما ورد في التقرير، ولا عن سياراتهم أو غيرها من المغالطات التي جاءت فيه».
ماذا قالت رويترز؟
وقال تقرير “رويترز” إن “الشرع” سأل المسؤولين ما إذا كانوا قد نسوا أنهم أبناء ثورة وضعفوا أمام الإغراءات بهذه السرعة، حيث أمر الرئيس السوري موظفي الدولة الذين يملكون سيارات فارهة بتسليم مفاتيحها وإلا سيواجهون تحقيقات بتهمة الكسب غير المشروع.
ونقلت الوكالة عن اثنين من الحاضرين إن عدداً من المفاتيح جرى تسليمها عند الخروج من الاجتماع، فيما قالت وزارة الإعلام السورية بحسب “رويترز” إن “الشرع” رتب اجتماعاً ودياً غير رسمي في “إدلب” مع قادة سابقين ومسؤولين وشخصيات بارزة، تطرق للتحديات السياسية والأمنية والحاجة لتغيير ثقافة الاستثمار التي أرساها النظام السابق، حيث أكد على عدم التسامح مع أي شبهة فساد بين موظفي الدولة.
إقفال مكتب جمال الشرع
ينقل التحقيق عن 6 مصادر مطلعة تشمل مسؤولين حكوميين ورجال أعمال، أن الرئيس السوري أمر بإقفال مكتب افتتحه شقيقه “جمال الشرع” بعد سقوط النظام في “دمشق” لإدارة أعماله، كما صدرت تعليمات من الرئيس للجهات الحكومية بعدم التعامل مع شقيقه.
وقالت مصادر الوكالة أن السبب يتعلق باستغلال “جمال” لقرابته بالرئيس، لترتيب اجتماعات مع مسؤولين لتحقيق مصالحه الشخصية، حيث أكّدت الوكالة أن مكتب “جمال الشرع” مقفل بالشمع الأحمر، وهو ما أكدته وزارة الإعلام أيضاً مع إشارتها إلى أن “جمال” لا يشغل أي منصب رسمي.
حملة مكافحة الفساد
قال أحد الصناعيين السوريين لـ رويترز إنه دفع 100 ألف دولار لإطلاق سراح أحد العاملين لديه، ثم أبلغ أن عليه دفع 100 ألف دولار أخرى إذا أراد السماح للموظف باستئناف العمل، وقال آخر إنه دفع 25 ألف دولار لإطلاق سراح موظف.
في حين، قالت وزارة الإعلام إن هذه الممارسات ليست منتشرة على نطاق واسع، وأن بعض المشتبه بتلقيهم رشوة أحيلوا إلى تحقيق فوري.
مصادر مطلعة قالت أن السلطات السورية تحاول توجيه التسويات التي يتم إجراؤها مع أشخاص متهمين بصلات مع النظام السابق، عبر لجنة للمكاسب غير المشروعة تشكّلت في أيار الماضي، قبل تحويل الأصول إلى صندوق ثروة سيادي جديد قيد الإنشاء، لكن اثنين من المحامين العاملين في الصندوق الناشئ تم القبض عليهما ووضعهما قيد التحقيق بشأن تهم فساد، كما أفادت وزارة الإعلام أن بعض أعضاء لجنة الكسب غير المشروع احتجزوا أيضاً للتحقيق بمخالفات مشتبه بها.
يذكر أن “طعمة” اكتفى بنفي المعلومات الواردة في التحقيق حول توبيخ المسؤولين بشأن سياراتهم ومصادرة مفاتيح عدد منها، لكنه لم يشِر إلى مسألة استبعاد “جمال الشرع” بالنفي أو التأكيد.








