مدارس صوران: منشان الله ارحمونا
مدير المجمع التربوي يقول أن العملية التعليمية بخير، والناس تستغيث.
سناك سوري – متابعات
لا تزال مدارس مدينة “صوران” بلا نوافذ وأبواب ومقاعد، ولا ندري إن كانت بلا طلاب ومدرسين، بعد أن تقطعت بها سبل الوصول إلى قلب وعقل مسؤولي التربية في “سوريا”، الذين يتغنون بالتعليم ومنجزات الوطن وطلابه رغم الحرب.
معجزة “صوران” التعليمية مازلت في ذاكرة الزميل “أحمد عبد العزيز الحمدو” عندما زار مدرسة “راكان سالم” الثانوية مطلع العام الماضي، عندما افترش الإداريون الأرض، ووضعوا بعض الحصر في قاعات بلا أية نافذة أو أبواب. ولكن الصورة لم تتغير بعد عام، فما زالت الغرف الصفية الستة في الطابق الثالث بدون باب ولا شباك بحسب مديرها “عبد الرزاق العليوي”، وهو ما ينطبق على غالبية مدارس المدينة عدا مدرسة واحدة، تحولت إلى مركز للإيواء بحسب صحيفة “الفداء” المحلية.
ناشطون في المدينة ناشدوا المسؤولين بلغة أقرب للتوسل من أجل الاطلاع على المدارس في المدينة، وخاصة من الداخل بعد تعميمات لمدراء المدارس بعدم التصوير، أو منع أحد من التصوير داخل الشعب الصفية، وقالوا: «هذا حال مدارس “صوران”، وبناؤها من الخارج بعد منعنا من تصويرها من الداخل بسبب تهديدات “تربية حماة” لكل مدير مدرسة بالعقوبة إن تم تصوير حالة الطلاب المزرية، وجلوس الطالبات على البلوك، وعلى حصر المعونة، وعلى علب التنك الفارغة، وكأننا عدنا الى عهد الكتاتيب. هذا حال “مدارس صوران” بلا نوافذ ولا أبواب، ولا ألواح كتابة، ولا وسائل تعليمية». مؤكدين إلغاء مادة “المعلوماتية” من التدريس في الصف الخامس والسادس والحادي عشر، لعدم وجود كمبيوتر واحد في عشرة مدارس، وفي مدينة تعدادها 45 ألف مواطن.
“محمد سالم العيسى” مدير المجمع التربوي في المدينة، تحدث لصحيفة “الفداء” بتفاؤل كبير، معدداً المدارس التي تم ترميمها على نفقة الدولة، أو “اليونيسيف”، وواصفاً العملية التربوية بالجيدة رغم نسب النجاح المتدنية التي حصل عليها الطلاب في الشهادات العلمية. حيث نجح طالبان فقط من أصل 24 طالباً في الفرع الأدبي، ولم تتعدَّ نسبة النجاح 30% بالعلمي، مقابل 70% في سنوات ما قبل الأزمة.
إقرأ أيضاً مدارس “حماة” بين الضعيف والجيد .. والمهم الافتتاح
بعيداً عن بروتوكول الوظيفة التي تقيد عمل مدير المجمع التربوي المتفائل بأن جودة التعليم تصل إلى 90 % في “صوران”، شرّح المدرس “عبد الله ع” (اسم مستعار) مشاكل التعليم بقوله: «إن النزوح وما خلفه من انقطاع عن التعليم أو عدم انضباط الطلاب أو عدم متابعة الأهل، كان أول الأسباب، وكذلك غياب الكثير من المدرسين عن ساحة التعليم، والفقر الذي كان سبباً هاماً كون غالبية الطلاب يذهبون للعمل بعد الدوام وينشغلون عن الدراسة.ولجوء المدرسين إلى العمل الإضافي بسبب تدني أجورهم، وضعف تركيزهم في المدرسة». واقترح تقديم إعانات مالية للمدارس، لتتمكن من استكمال ما يلزمها وتعويض ما فقد بسبب التخريب والسرقة، وتفعيل دور “الصحة المدرسية”، كون المنطقة موبوءة بـ”اللاشمانيا”، وتوزيع التجهيزات المدرسية على باقي المدارس، وإلغاء (الخيار والفقوس).
لكن المفاجأة التي تدعو للدهشة، وترسم خمسين إشارة استفهام، أن إحدى المدارس تم تحويلها إلى “مركز إيواء”، لكن أحداً لم يسكنها باستثناء عائلة واحدة، رغم تجهيزها بكل المستلزمات؟. ولا أحد يدري لماذا.
إقرأ أيضاً انقطاع الدعم يهدد مدارس حماة