محسن ومحمد.. ابتكرا تطبيقاً لمساعدة المكفوفين على تناول الأدوية
مشروع تقني ولد من تجربة شخصية يغير حياة المكفوفين وينال المركز الأول في ملتقى SYNC Syria

واجه “محسن مقلة” مشاكل في تناول أدويته بشكل آمن كونه كفيفاً، وفي كل مرة كانت تراوده الشكوك بأنه أخطأ في تناول أدويته، وحتى بعد زواجه بقيت تلك الصعوبات تؤرق تفكيره، فكيف سيهتم بأطفاله إن مرضت زوجته أو غابت عن المنزل؟
سناك سوري-متابعات
محسن الذي يعمل في مركز المعلوماتية للمكفوفين في جامعة دمشق، ومدرساً للمعلوماتية في مدرسة بسمة أمل، خرج بابتكار تطبيق على الهاتف المحمول يقرأ اسم الدواء بمجرد توجيه الكاميرا على العبوة، وبالفعل تعاون مع صديقه “محمد حسن” وهو مبرمج وتحقق له ما أراد.
يقول “محسن” في تصريحات نقلتها منصة “إرادة” التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، إن هذا الابتكار دفعه مع صديقه للمشاركة في مسابقة ماراثون الشركات الناشئة التي نظمتها UNDP Syria، ليتأهل مشروعهما إلى النهائيات من بين أكثر من 270 فريقاً.
خاض الشاب منافسة شرسة، وحين أعلن عن فوز مشروعه، شعر أن هذا النجاح ليس له وحده، وقال: «هو لكل شاب سوري يحلم بإحداث تغيير. لقد كان إثباتاً أن المكفوفين قادرون على التفوق متى أُتيحت لهم الفرصة».
حالياً، يتولى محسن إدارة العلاقات العامة والشؤون المالية، بينما يركز محمد حسن على البرمجة وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، ومعاً، تجاوزا الصورة النمطية التي تحصر الكفيف بين العجز أو الموهبة الخارقة، وقدما نموذجاً مختلفاً لرائد أعمال يخلق فرصاً لأقرانه من ذوي الإعاقة وغيرهم.
لم يتوقف طموح الشابان عند الفوز بالماراثون، حيث شاركا في ملتقى SYNC Syria الذي أقيم في دمشق قبل نحو شهر، واختير مشروعهما ضمن أفضل 10 مشاريع من أصل 90 مشروع مقدماً.
ولم يكن هذا أفضل ما حصل، ففي لحظة إعلان النتائج، اعتلا الشابان الكفيفان المنصة العملاقة، ليتلقيا التهاني بفوز مشروعهما تطبيق Medicine Reader بالمركز الأول.