أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

محافظ حلب يرد على اتهامات التعاقد مع منظمة وهمية .. رجاؤنا الصبر وحسن الظن

عقد بـ 10 مليون دولار لتعبيد الطرق مع منظمة لحقوق الإنسان .. هل كان وهمياً؟

ردّ محافظ حلب “عزام الغريب” على الانتقادات التي طالت عقد اتفاقية مع “المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين” بقيمة 10 مليون دولار والاتهامات بأنه عقد وهمي.

سناك سوري _ متابعات

وقال “الغريب” عبر فايسبوك أنه تلقّى خلال الأيام الماضية عدة استفسارات حول جدية عمل المنظمة بعد عقد الاتفاقية معها، مؤكداً أن دور المحافظة الأساسي نقل احتياجات “حلب” لكل الأطراف الداعمة بلا تعب أو ملل، وهو ما تم فعله مع المنظمة عبر القنوات الرسمية من خلال الوزارات في “دمشق”.

وتابع “الغريب” أن المنظمة بدأت عملها أولاً في “إدلب” ونزلت إلى الأرض، واليوم تنتقل لبدء أعمالها في “حلب”، وإلى اليوم لم يصل للمحافظة إشعار بانسحاب المنظمة أو وقوع ما يخالف الاتفاق، وعلى العكس من ذلك فالتحضيرات المكثفة للعمل قائمة ومن المتوقع بدء التنفيذ خلال الأسبوعين القادمين بإشراف مباشر من المحافظة.

وأكّد المحافظ للأهالي أنه في حال حدوث أي تقصير أو عدم التزام بالتعهدات ستتم متابعة الموضوع فوراً بالإجراءات الرسمية المعتمدة، داعياً الأهالي إلى الصبر وحسن الظن فالمشروع كبير والجهود التي تبذل لخدمة “حلب” وأهلها.

وفي 29 آب الماضي، أعلنت “محافظة حلب” عبر صفحتها الرسمية توقيع اتفاقية مع “المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين” ممثّلة بـ”مروان محمد كنجو” لتنفيذ مشروع تأهيل وتعبيد الطرق العامة والمداخل الرئيسية لمدينة حلب بكلفة تقديرية تبلغ 10 مليون دولار.

وأشارت المحافظة إلى أن المشروع يجري بالتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية ومجلس مدينة حلب بهدف تحسين البنية التحتية وتسهيل حركة النقل بما يدعم الأهالي والقطاعات الاقتصادية ويسهم في دفع عملية إعادة الإعمار وفقاً للمحافظة.

هل كان الاتفاق وهمياً؟

لكن تحقيقاً استقصائياً أجرته منصة “تأكد” قال أن المنظمة التي تدعي امتلاك ترخيص ومقر في “الولايات المتحدة” كمنظمة غير ربحية، إلا أن البحث في قاعدة بيانات مصلحة الضرائب الأمريكية لا يظهر لها أي أثر، كما تغيب عن المنصات الرقابية المتخصصة وهي غير مدرجة في سجلات الاتحاد الأوروبي الذي تدعي الانضواء تحتها، فيما أظهر التحقق من السجلات البريطانية وجود الكيان المسجل في 2023 بعنوان ثابت في “أربيل” لكنه أغلق بعد أقل من عام.

كما شكّك التحقيق بموثوقية موقع المنظمة وأرقام هواتفها وعناوينها، وبينما تقول المنظمة أن أمينها العام هو “فريدريك شولمان” فإن العودة للسجلات القضائية الأمريكية تكشف أن “شولمان” أقرّ عام 2024 بالتآمر لارتكاب احتيال عبر الأسلاك ضد مؤسسة مالية، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة عام.

من جانب آخر، فقد مثّل المنظمة في توقيع الاتفاق مع محافظة حلب، “مروان محمد كنجو” لكن التحقيق الاستقصائي يقول أن “كنجو” معروف بإدارته لمنظمات محلية مرتبطة بالنظام السابق، وقد نال قلادة الصداقة الروسية السورية عام 2018 لجهوده في دعم ملفي الشهداء والجرحى والمفقودين في سوريا آنذاك.

ويخلص التحقيق بعد هذه المعطيات إلى أنها تفتح الباب أمام فرضية أن المذكرة ليست سوى اتفاق صوري مع كيان ورقي يقدّم نفسه بصفة دولية لإضفاء الشرعية على مشاريع يروّج لها على أنها “تعاون دولي”.

لكن محافظ حلب “عزام الغريب” تجنّب الرد على جزئيات التحقيق وتفاصيله مثل التحقق من موثوقية المنظمة أو الكشف عن تاريخ “كنجو”، واكتفى بوعود متابعة المشروع لمنع أي تقصير في التنفيذ.

زر الذهاب إلى الأعلى