مجلس عزاء بدون قهوة للعزيزة جرة الغاز: صمدت 45 يوماً!
من يكافح “الفساد البسيط” هذا تبع إنو الغاز متوفر بالسوق السودا بسعر 60 لـ80 ألف لجرة الغاز؟
سناك سوري-وفاء محمد
مضّت عدة أيام على آخر مرة اشتغل فيها فرن الغاز في منزلي، لقد لفظت أسطوانة الغاز “العزيزة” أنفاسها الأخيرة قبل 4 أيام، عقدنا لها مجلس عزاء أليم، لم نستقبل فيه المعزّين لعدم توافر القهوة التي تحتاج غازاً!.
للأمانة “والسما تشهد”، أننا عاملنا العزيزة أسطوانة الغاز بكل رفق ولين ومودة، وإلا كيف كانت لتصمد 45 يوماً، أجل استطعنا الحفاظ عليها طيلة 45 يوماً، من خلال تقنين الطبخ، واستخدام استراتيجيات ناجحة مثل إعداد طبخة تكفي يومين، واستثمار أوقات التغذية الكهربائية لاستخدام الطباخ الحراري.
مثلاً، في الصباح ممنوع شرب القهوة فور الاستيقاظ وإنما شربها عند مجيء الكهرباء، ممنوع سلق البقوليات على الغاز إنما انتظار التغذية الكهربائية لاستخدام الطباخ، ممنوع استعمال الفرن لإعداد الفطائر أو أي نوع آخر يحتاج فرناً، كونه يستهلك الكثير من الغاز، وتأجيل كل هذه الأنواع من الأطعمة ريثما يتوفر الغاز أقله كل شهرين مرة.
لكن العزيزة التي أعلنا وفاتها، لم تكن لتصمد طويلاً، أمام مطبق الباذنجان، والمجدرة، ومفركة البطاطا، والبرغل ببندورة، (راحت وشو بيضل غير الهم والغم).
اقرأ أيضاً: حكومة عرنوس وضعت توفير المحروقات والغاز والكهرباء ضمن أولوياتها.. والنتيجة؟
منذ 4 أيام ونحن نبحث عمن نستعير منه جرة غاز، لكنها “العزيزة” التي لن يفرط بها أحد مهما كان الظرف شديداً، ومهما بلغ الحب والود منتهاه، وحين نفضنا يدنا، قلنا فلنتوجه للسوق السوداء، (إي وبلاها 30 ألف ليرة هالمرة، المهم ما نبقى بدون غاز)، هكذا قلنا في أنفسنا.
30 ألف شو؟، قالها لنا أحد الذين يبيعون أسطوانات غاز سوداء”، مضيفاً أن سعر الـ30 ألف كان في الشتاء قبل اشتداد أزمة الغاز، وقبل زيادة الرواتب مؤخراً، مطالباً بمبلغ 60 ألف ليرة ثمن الجرة!، (إي وستين عمرو الغاز، وبلاه وطلاق بالـ3 كمان، قال ستين ألف قال).
للأمانة لم نيأس أبداً، وبحثنا لدى بائع آخر، لكنه طلب 80 ألف ليرة هذه المرة، (يمكن الغاز عندو تازة أكتر)، وهكذا سكرنا “عالسيرة” بشكل نهائي، بانتظار “الجرة الحلم” من النوع المدعوم الأبيض والتي كانت آخر مرة حصلنا عليها بتاريخ 11 أيار الفائت، أي قبل أكثر من شهرين بقليل.
وهنا لا يسعني سوى أن أستحضر كلام رئيس الحكومة “حسين عرنوس”، في لقائه قبل مدة قصيرة، على شاشة السورية الفضائية، حين قال إنه لا ينكر وجود فساد، لكن ليس بهذه الضخامة التي يتحدثون عنها، وأنا أشاركه الرأي، ربما هناك فساد من النوع البسيط كما في فساد وجود الغاز بالسوق السوداء وبمبالغ خيالية، وطالما أنه بسيط يفترض أن ضبطه وإيجاد حلول له أمر بسيط كذلك!.
اقرأ أيضاً: في أزمة الغاز :متعهد يستلم 300 أسطوانة ويحتكرها