الرئيسيةمعلومات ومنوعات

متى يكون الشعور بالذنب مفيداً جداً لنا؟

شي مرة حسيتو بهالشعور وكيف تصرفتوا معه؟

في دنيا المشاعر والانفعالات والعواطف. يعَدُّ الشعور بالذنب ضيفًا غير مرحب به، إذ تعتبَر تلك الرغبة السلبية التي تشعرنا بالانزعاج والاضطراب. ولكن هل يمكن أن يكون فعلاً مفيداً؟ وهل يمكن أن يكون قوة تُغيِّر حياتنا نحو الأفضل؟.

سناك سوري-استشارات طبية

لنتصور الشعور بالذنب كأداة، ينبهنا بلطف عندما نخطو خارج مسارنا الأخلاقي. فهو يمثل البوصلة الداخلية التي توجهنا نحو السلوك الصحيح، فهو رفيقنا السري. إنه الشعور الذي يقول لنا: “قد أخطأت، لكن يمكنك تصحيح أخطائك”، وهو يعكس تحمل المسؤولية عن أفعالنا. ويعكس نضجنا ونزاهتنا، (يعني خلينا نعتبره طريقة تطور شخصيتنا وحياتنا).

من ناحية أخرى، هناك شعور بالذنب آخر يبدو وكأنه رمال متحركة تبتلعنا، فهو يُشَعرنا بقلة القيمة. إنه الشعور الذي يجعلنا نختبئ في الظلال، خائفين من التصدي لأخطائنا. هو الشعور الذي يُمكن أن يحبط نمونا ويُعيق رحلتنا نحو الحياة التي نحلم بها.

ومع ذلك، يمكن أن يُنظر إليه كفرصة للتحول. فهو فرصة لتنظيف الفوضى التي خلقناها، ولا تعَدُّ تلك العملية عبئاً، بل هي فرصة للاحتفال بتحسننا ونموِّنا. إنها عمل شجاع يُعلن الالتزام بالتطور الشخصي. المهم ألا يزيد عن حده فيتحول إلى جلد للذات.

عندما نواجه هذا الشعور ونتحمل المسؤولية عن أفعالنا، فنحن لا نُصلح فقط ما انكسر، بل نعزز شخصيتنا. نحن نستعرض لأنفسنا وللعالم بأسره أننا مستعدون للتعلم والتطور وأن نصبح أفضل نسخة من أنفسنا.

في الحياة، يُعَدُّ الذين يواجهون أخطاءهم بشجاعة ويعملون جاهدين على تصحيحها هم الأبطال. إنهم يسلكون طريق الشجاعة والنمو، ويحققون النجاح في نهاية المطاف.

فلنتحوَّل لاستثمار شعورنا بدلاً من أن يعوقنا. فلنُعَدِّل النظرة نحوه ولنجعله دليلنا نحو الحياة المشرقة والمُشبعة بالإنجازات والتعلم من العثرات والأخطاء. لنستقبله كحليف لنمونا الشخصي. لنخطو اليوم خطوة واحدة لتنظيف أي فوضى والاحتفال بتطورنا، ونشاهد كيف تتحوَّل قصة حياتنا من مجرد تحدٍّ إلى قصة انتصار على الصعاب.

في الختام، لا نحتاج إلى الاستتار من الشعور بالذنب، فهو يرشدنا إلى ما يحتاج إلى إصلاحه من أجل صحتنا النفسية.

أعد المحتوى الدكتور “غدير برهوم” – موقع سناك سوري             

زر الذهاب إلى الأعلى