أخر الأخبارالرئيسيةحكي شارع

مبادرة سواعد الخير تنقلب اتهاماً بطمس الأدلة من الأفرع الأمنية

هجوم على مبادرة تطوعية .. تدمير وثائق مغمسة بالموت

أثارت مبادرة أطلقها فريق “سواعد الخير” في مدينة “اللاذقية” قام أعضاؤه خلالها بطلاء جدران أحد الأفرع الأمنية في “اللاذقية” استياء ناشطين اعتبروا أنها طمساً لجرائم النظام.

سناك سوري _ دمشق

واعتبر ناشطون أن ما قام به الفريق من طلاء لجدران الزنازين يعدّ جزءاً من عملية طمس الأدلة، ومحو الذاكرة التي توثّق الجرائم والانتهاكات المرتكبة في سجون الأفرع الأمنية.

الصحفي “معتز عنتابي” كتب على فايسبوك أن “سوريا” بلاد التريند وفيها فقط تطمس الأدلة الجنائية داخل المعتقلات باسم المبادرات العشوائية، ويحلّ المؤثرون ضيوفاً على المحافظين عوضاً عن أهالي المفقودين.

وأضاف “عنتابي” أن جدران المعتقلات ليست مجرد شاهد أو ذكرى، بل دليل جنائي يستخدم في المحاكم وأي مساس فيه بأي شكل من الأشكال يدمر مصداقيته.

بدوره قال الناشط “زياد خياطة” أن مجموعة تطوعية قررت دخول أحد المعتقلات لطلاء الجدران والرسم عليها، مضيفاً (ما بعرف إذا بقصد بس هيك بيقرروا يطمسوا آثار الجريمة بكل ابتذال وقلة حيا وعدم احترام للمعتقلين وعذاباتهم وتضحياتهم، وكأنه سوريا أنهت مسار العدالة الانتقالية ولجان الحقيقة أنهت عملها وكلشي أدلة ووثائق تم جمعها).

وتساءلت الناشطة “رهف بيطار” قائلةً هل نحن أسقطنا الأسد أم سقط وبقي نظامه بيننا يصول ويجول، مشيرة إلى أن الحادثة طمست ما عاناه المعتقلين قبل وفاتهم في ذلك المكان على حد قولها.

أما الصحفي “إياد شربجي” فوصف الفيديو الذي يظهر مبادرة الفريق بالصادم، وقال أن الكتابات والرسوم التي تركها المعتقلون وتم طلاؤها تعتبر وثائق نادرة مغمسة بالموت وتلخص قصصاً ومآسٍ وأحلام وذاكرة يجب أن تتحول لمتحف حقيقي للأجيال، فيما تم محوها بدافع الحماس والمبادرة وبدون أي مسؤولية.

في المقابل، تناقلت صفحات محلية صورة لرسالة من الفريق تقول أنهم تواصلوا مع “الأمن العام” من أجل المبادرة وبدأوا العمل بعد أخذ كامل الأدلة والاستقصاءات بطلب من الأمن العام، ولم يتم العمل سوى داخل زنزانة واحدة.

وتابعت رسالة “سواعد الخير” أن المكان تم تخريبه وإحراقه، وأن “الأمن العام” يعمل حالياً على إعادة تأهيله لتحويله من سجن كان يخيف الناس إلى مؤسسة حكومية تخدم الشعب.

بينما حذفت صفحة “سواعد الخير” عبر فايسبوك المقطع المصور الذي كان يوثّق مبادرتها جرّاء سيل الانتقادات التي طالته، إلا أن صفحات أخرى احتفظت به وقامت بنشره على وسائل التواصل.

يشار إلى أن طمس الأدلة من السجون والمعتقلات كان مطروحاً منذ بداية التحرير حين تم فتح أبواب السجون وفي مقدمتها “سجن صيدنايا”، بشكل عشوائي أمام الجميع وتحوّلت إلى مواقع لتصوير فيديوهات السوشال ميديا، فيما كانت الوثائق الورقية حتى تتطاير وتضيع جراء حالة الفوضى.

زر الذهاب إلى الأعلى