ما هو أصل عيد القوزلة في الساحل السوري؟
نار وشواء وكبب.. هل مازال بالإمكان إحياء هذه الطقوس؟

لسنوات عديدة احتفل العديد بعيد القوزلة أو عيد رأس السنة الشرقي بالساحل السوري في 13 كانون الثاني وهو يوم الاحتفال والذبائح. بينما يوم رأس السنة الشرقي هو 14 كانون الثاني. ورغم تغيّر الاحتفالات واندثار العديد من طقوسها، إلا أنها حافظت على الحد الأدنى حتى العام الفائت. لكن ومع استمرار ارتفاع الأسعار الكارثي ربما لن يستطيع العديد من المحتفلين إحياء طقوسها.
سناك سوري-خاص
وتتضمن طقوس عيد القوزلة أو رأس السنة الشرقي في الساحل السوري، إعداد الولائم المصنوعة من القمح والذبائح. مثل الكبة بلحمة والكبة بسلق، إضافة إلى شيّ اللحوم سواء غنم أو عجول. مع طقوس احتفالية أخرى تتضمن إشعال النيران وعقد حلقات الدبكة، إلا أن هذه الأخيرة اندثرت تقريباً. بينما تمّ الحفاظ على طقوس الطعام.
ويتراوح ثمن كيلو لحم الغنم بين 160 إلى 190 ألف ليرة، والعجل بين 150 إلى 165 ألف ليرة هذا العام، بارتفاع نحو ثلاثة أضعاف عما كان عليه العام الفائت. وهو ما يحول دون إحياء الطقوس المعتادة واقتصارها على الكبيبات بسلق عوضاً عن اللحمة لدى بعض العوائل.
وفي طرطوس تقول الجدة “مطيعة شداد”، أنهم كانوا يتحضرون للقوزلة قبل يومين من تاريخها. فيشترون الذبائح من خراف وعجول، والطحين بكميات كبيرة. وينتظرون بزوغ فجر 13 كانون الثاني، حتى تبدأ النساء بعجن الطحين وتخميره ووضع مختلف أنواع البهارات مع الفليفلة الحمراء المطحونة. وبعد حوالي الساعة ريثما يحمون التنور يعدن عجنه بزيت الزيتون وإضافة السمسم. ويقمن بلزق الخبز على جدران التنور، ومع أول إنتاج للخبز المشوش يبدأ الأطفال بالتوافد لتناول الخبز بنهم.

ما هو أصل عيد القوزلة في الساحل السوري؟
بحسب الكاتب والباحث السوري، “جورج كدر”، فإن لكلمة القوزلة جذور في العديد من الحضارات مثل السريانية والآشورية والاكادية. ومعناها الشهب والنار واللهب. ويضيف في تصريحات نقلتها “BBC“، أن صديقه الآشوري “نيسان لازار”، لفت نظره إلى أن الكلمة وردت في ملحمة “جلجامش” السومرية. وتعني المبشر والرسول. وكانت صفة ملكية.
يشير الباحث أنه ونظراً للقرب بين عيد الميلاد والاحتفال برأس السنة. فإن «المعنى السومري لهذه الكلمة يعطي بعداً آخر لهذا العيد كون المسيح كان الرسول والمبشر والمعلن عن الدين المسيحي، إن أردنا ربط هذا العيد بالتقويم الميلادي».
وورد اسم “القوزلة” في موسوعة العامية السورية، وقيل إنها كلمة آشورية تعني عيد البداية. وهو معنى قريب من كون القوزلة هي ذاتها عيد رأس السنة الشرقي.