سناك ساخر

“اللاذقية”.. مهرجان الحمضيات بسجاد أزرق ومخزون بصري يضج بالفوضى

الفوضى البصرية في مهرجان الحمضيات بمدينة اللاذقية بتشبه فكرة تسويق هذا المنتج!

سناك سوري-خاص

لم يسعفني غوغل بالبحث عن الإتيكيت الذي يوجب فرش السجاد الأزرق “الموكيت”، ولم يسعفني البحث ذاته إلا عن معنى الموكيت في المنام لدى “ابن سيرين”، وأنا لا أحتفظ إلا بمعلومة وحيدة عن إتكيت فرش الموكيت الأحمر الذي يستخدم في المناسبات الرسمية والبروتوكولات الدبلوماسية كاستقبال زعماء الدول وكبار الشخصيات.

مهرجان الحمضيات الذي يفترض أنه مهرجان مرتبط بالزراعة والأرض والتراب مهرجان الحمضيات الذي يروج لها داخليا وخارجيا ويؤكد على عضوية المنتج وخلوه من أي مادة كيميائية أي أن الهدف وصلنا على أننا نتعامل مع مادة نظيفة وطاهرة خاصة أن المزارع الساحلي يسقيها بعرقه، ولسنا بحاجة للسجاد لنمشي عليه (على أرض المهرجان قصدنا) ونعلن قدسية الفاكهة البرتقالية.

اقرأ أيضاً: الحكومة تستبق أزمات تسويق التفاح والحمضيات بمجموعة إجراءات!

لقد برع المنظمون على إضفاء لون الحمضيات على موجودات المتحف الوطني المكان الذي يستقبل فعاليات المهرجان من أعمدة وأشجار وجدران وسيارات وكرنفال، حتى كدت أشعر أن الحمضيات عبارة عن قماش وخياط المهرجان ألبس الجميع من وحي المناسبة وغفل عن لون مفارش طاولات العرض والستاندات باللون الأخضر ربما كان يريد أن نخرج من المهرجان بذاكرة بصرية لونية ملأى بالإيجابية ربما.. ربما رغبة منه تساهم في نسيان المزارع لعقده النفسية التي عاناها خلال محاولة تسويق منتجه طيلة السنوات الماضية وما يزال يعاني.

ركن المشغولات التراثية في مهرجان الحمضيات

تساؤلات كثيرة تحيلني إلى أشد الألم ماذا لو أقيم هذا المهرجان في أرض زراعية أو وحدة زراعية تتبع لمديرية الزراعة هل كنا سنخبئ تراب الأرض التي أنجبت هذه الفاكهة بسجاد؟! لماذا لا نكترث إلا بالقشور؟ وسأسلم جدلا أن المتحف الوطني في اللاذقية المعلم الحضاري الذي يشكّل جزءاً من تاريخ هذه المدينة ونتغنى بقيمته التاريخية والتراثية والحضارية لماذا لجأنا لفرش السجاد في كل مداخله من باب المتحف حتى آخر جناح وطاولة عرض ما الطابع الذي أردتم إضافته لمهرجان الحمضيات بالسجاد الأزرق ربما لتهدأ النفوس بإيجابيات هذا اللون.

لا أنسى اهتمامكم برموز البيئة الريفية الزراعية من مناديل الحرير والزيّ الشعبي لنساء الريف واستحضاركم لتلك الحياة البسيطة بطريقة مبتذلة غابت عنها البساطة بسجادكم الأزرق.

اقرأ أيضاً وزير الزراعة: مهرجان الحمضيات عالمي ويوجه رسالة للعالم (التسويق محلي معوض الفرق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى