أخر الأخبارالرئيسيةسناك ساخن

ماذا لو سمع ممدوح عدوان وحيدر حيدر وعبد العزيز الخير خطاب وزير الثقافة؟

تصريحات محمد صالح تثير عاصفة من الغضب.. ومثقفون وناشطون يرون فيها تقويضاً لمفهوم الثقافة

لو كان “حيدر حيدر” صاحب كتاب “وليمة لأعشاب البحر” على قيد الحياة كيف كان ليرد على خطاب وزير الثقافة؟ وماذا عن “ممدوح عدوان” هل كان سيصمت ويكتفي بنشر فقرة من كتابه “حيونة الإنسان”؟ حسناً وماذا لو أن نظام الأسد لم يغيّب “عبد العزيز الخير”، كيف كان الأخير سيرد ربما كان سيكتفي بقراءة تلك التصريحات بمنظار نضاله الطويل من أجل وطن يتسع للجميع، لا وطن يُقسم الناس بحسب أصولهم وطبقاتهم.

سناك سوري-دمشق

ففي تسجيل قصير عليه لوغو تطبيق “سناب شات”، خرج وزير الثقافة السوري محمد صالح متحدثاً بعبارات فجّة، طغى عليها التعميم الطبقي والفوقية الاجتماعية، ما أثار موجة عارمة من الانتقادات من مثقفين وناشطين وحقوقيين، رأوا في حديثه استخفافاً بتاريخ السوريين وكراماتهم، ونسفاً لمفهوم الثقافة بوصفها فضاءً للعدالة لا منصة للتمييز.

الصحفية في موقع العربي الجديد، “جلنار العلي”، قالت في منشور لها: «ما تحدث عنه السيد وزير الثقافة ألا ينطبق على كافة مكونات وطوائف الشعب السوري؟ ألا يوجد بكل طائفة طبقتين، طبقة مسحوقة وأخرى استفادت من النظام وارتشت؟ نعم، وبالدليل القاطع».

وانتقدت العلي الطريقة التي تم فيها وصف الشرف، قائلة: «لقد اكتشفت أن زوج الامرأة التي كانت تساعد والدتك شريفاً لأن زوجته تعمل في المنازل، حسناً، ضحايا الساحل السوري الذين كانوا يعيشون في منازل غير صالحة للمعيشة ويعيشون تحت خط الفقر المدقع، شرفاء إذاً وفقاً لنظريتك أليس كذلك؟ إذاً أين حقوقهم وأين قاتليهم؟».

كما وجهت العلي تساؤلات مباشرة إلى الوزير بشأن التعميم على الطائفة، فقالت: «هل حددت هذه الطائفة بشريف فقير، أو مجرم غني؟ ماذا عن المحامين والأطباء والمهندسين والصيادلة والمعلمين والأدباء والمثقفين، الذين يعيشون بمستوى مادي جيد في هذه البلاد بجدهم وتعبهم؟ هل هم حالات شاذة؟ أم أن شهاداتهم وأعمالهم تنضوي تحت بند الإجرام أيضاً؟».

وختمت بالاستشهاد بالنص الدستوري قائلة: «ورغم كل الانتهاكات والمخالفات الدستورية سنذكرك بأن البند الثاني من المادة السابعة من الإعلان الدستوري يقول: “تلتزم الدولة بتحقيق التعايش والاستقرار المجتمعي وتحفظ السلم الأهلي وتمنع أشكال الفتنة والانقسام وإثارة النعرات والتحريض على العنف”».

من جهته، علّق الناشط أنس جودة على التصريحات المثيرة للجدل، وانتقد ما وصفه بالمنظور الإقصائي الذي تحمله كلمات الوزير، معتبراً أن هذا الخطاب ينتمي إلى رؤية قديمة تتعامل مع الريف السوري بشكل دوني، مضيفاً: «قصر النظر لا يستطيع أن يرى أناساً محترمين خارج المنظور التاريخي الساقط الذي كان يرى في الريف كله إما خادماً في البيوت و فلاحاً في الحقل أو قاطع طريق، هذا المنطق الذي جابهته الكتلة الوطنية جزئياً عبر الشراكة السياسية، وكان من أعمق أسباب الثورة الاجتماعية التي حملتها الأحزاب القومية واليسارية في الخمسينات».

وختم جودة بالقول: «كلام “سعادة” الوزير هو العداوة مع الشعب بحد ذاتها وليس فقط مع طائفة بعينها، وإذا كان فيه شيء مفيد فهو إخراج كل العفن والقذارة مرة واحدة حتى نتخلص منها للأبد…».

أما الناشطة حنين أحمد، فكتبت عبر حسابها الشخصي: «أول ما سأقوم به حين يصبح لدينا دولة وقضاء محترم، هو رفع دعوى على وزير الثقافة بشكل مباشر، ولو ملكت المال لرفعت دعوى عليه اليوم في أي بلد يحترم نفسه، أشعر بالعار من أنه يمثل وزارة في بلدي».

وطالب ناشطون وناشطات وزير الثقافة بتقديم اعتذار مستعجل عن تصريحاته، بينما طالبه آخرون بالاستقالة، وسط دعوات لترك الخطابات الطائفية وتجريمها.

زر الذهاب إلى الأعلى