ماذا تعرفون عن “رضا” هل صادفتموه يوماً؟!
اقرأ وخبرنا كم مرة تكرر هالمواقف معك كل يوم؟
سناك سوري-رحاب تامر
«عمهلك شوي عالباب، لا تخبطوا-ي يا أخي/تي»، عبارة كررها سائق (التاكسي سرفيس) التي أستقلها إلى عملي يومياً، تلك العبارات كانت مرفقة بالكثير من “الأف” و”أستغفر الله”.
انبرى رجل غاضب يقول للسائق:
-لك عمي على شو ضاربنا منية من الصبح طول بالك شوي
-على شو بدي طول بالي يا دوب من أسبوعين دافع للباب 30 ألف تصليحات، لك ما قدرت سجل لبنتي بالروضة لأقدر وفر مصاري
-لا حول ولا قوة إلا بالله بدها صبر لك عمي، بدها صبر، الله يرزقك ويرزقنا
تصل إلى وجهتك وتتأنى كثيراً خلال إغلاق باب التاكسي، إنه يعني الكثير، يعني عاماً كاملاً في حياة طفل صغير يجلس في منزله بانتظار نيله لأبسط حقوقه في التواجد مع أقرانه في الروضة، ها، قد سمعت مؤخراً أن هناك قانون سوري عصري جديد لحماية حقوق الطفل!.
في الموقف المعتاد كان زملائي ينتظرون باص العمل، لكن السائق كما العادة أتى في اللحظة الأخيرة، بعد أن “اهترت” أرجل المنتظرين من الوقوف لمدة تتجاوز الثلث ساعة وربما أكثر.
-ليش تأخرت يا أبو محمد هيك ما بيصير، المدير قلك تجي قبل الوقت بعشر دقايق والدنيا جاي على شتوية ومطر
-إي قلولوا للمدير أبو محمد ما بيجي غير عالتمانة، ما بيكفي ما عمتعطوني حقي كامل ونقصولي مصاري عقدي، بكرة بدي اترك
يسود الصمت قليلاً، وربما كثيراً، لا يقطعه سوى استرسال السائق بالحديث عن خسارته اليومية خلال تعاقده مع المؤسسة الحكومية، الركاب أحسنوا الإصغاء، هم مثله يخسرون يومياً، لكنهم لا يملكون أن يهددوا مثله أبداً، شتان بين سائق متعاقد وموظف مضطر!.
تدخل عملك محاولاً جرّ ابتسامة رضا صباحية، لا تجدها وأنت تسمع زملائك على دور البصمة يتحدثون عن همومهم، كلها عن الأمور الاقتصادية وصعوبة الحياة، والمؤونة والأقساط، والرواتب يلي نزلت بفعل الدولار والأسعار التي لا تتوقف عن الصعود.
الحياة هنا كئيبة حقاً، كيف سيمضي أولئك إلى أعمالهم، كيف سينجزونها، أين “رضا المواطن” الذي جابت لوحات رضاه الشوارع خلال الحملة الحكومية، ربما سافر “رضا” مع الذين هاجروا سواء إلى “أوروبا” أو إلى العالم الآخر.
اقرأ أيضاً: الحكومة تطلب رضاك في كل شارع دمشقي عزيزنا المواطن