لينا فتّاح.. تُنافس الرجال بالنجارة
النجارة “لينا فتاح” حظيت بدعم من زوجها وأسرتها وافتتحت ورشتها الخاصة بالنجارة
سناك سوري – عبد العظيم عبد الله
كسرت “لينا فتّاح” من أهالي مدينة “الحسكة” النمطية، وافتتحت ورشتها الخاصة بالنجارة، المهنة الي أحبتها وتعلقت بها منذ الصغر.
تمارس “فتّاح” التي بلغت عامها الـ 48 عملها بالنجارة في منزلها ويساعدها بذلك أولادها خلال عطلتهم الصيفية، كما تقول وتضيف لـ”سناك سوري”: «أحببت هذه المهنة منذ الصغر ولم أهتم يوماً لكلام الناس، كونها حسب ما يُقال مهنة محصورة بالرجال خاصة في منطقتنا»، مشيرة إلى أن سعادة كبيرة تغمرها أثناء عملها الذي تسعى لتطويره بشكل دائم.
ممارسة هذا العمل بدأت منذ مراحل الدراسة الأولى، حين كانت “فتّاح” تصنع قوالب للصور وأشياء أخرى بسيطة من الخشب مستعينة بتوالف البيئة، ومع الوقت ازداد تعلقها بها وأرادت أن تنجز من خلالها شيئاً جديداً يلغي احتكار الرجال لبعض المهن، وينافسنه بها، مؤكدة أن للمرأة القدرة على القيام بالكثير من الأعمال التي يستهجنها البعض ومنها النجارة مثلاً.
لم تتبع “فتّاح” أية دورات تدريبية و في البداية كانت تنتقل مع ورشتها وأدواتها البسيطة إلى منازل الأهالي لتقوم ببعض الإصلاحات الصغيرة لهم ودهان الموبيليا أيضاً، مشيرة إلى أنها منذ أربع سنوات تمكنت من خلال منحة خاصة حصلت عليها من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من استكمال عدتها الخاصة التي اقتصرت سابقاً على منشار عادي وأدوات الفك والتركيب الخاصة بالخشب.
اقرأ أيضاً: أماني حمصي.. امرأة سورية تصيد الطيور والطرائد
حظيت السيدة بدعم من أسرتها منذ البداية حيث تقول أن أخوها وزوجها كانا في البداية يأخذان القطع التي تحتاج القص لمكان آخر حيث لم تكن لديها الأدوات اللازمة حينها، وذلك بعد أن تعطيهم القياسات المطلوبة لتقوم هي في منزلها بجمع وتركيب القطع بالشكل الذي تريده وحسب طبيعة كل قطعة، لافتة إلى أن أولادها وهما صبيان بعمر 14 و 12 عاماً يساعدانها بالعمل لكن التركيز حالياً على دراستهما حيث يعملان في أوقات العطل الدراسية.
تهتم “فتّاح” برضا زبائنها وتسعى للتخفيف عنهم حيث تزور البعض منهم في منازلهم للقيام ببعض الإصلاحات في حال احتاجوا لتخفف عنهم أجرة نقل البضائع من وإلى الورشة، لافتة إلى أن «بعض النسوة يرغبن بتعلم هذه المهنة ويتحمسن لها كثيراً عندما يرون شغلي بها، وأنا لا أمانع تعليمهنّ متى أردنّ ذلك».
الاستفادة من التوالف الخشبية مهمة تتقنها “فتّاح” حيث تعيد إحياء الكثير من القطع منتهية الصلاحية، التي يحضرها لها السكان من منازلهم وهو ما أكسبها ثقتهم، فهي أيضاً مثل غالبيتهم ابنة طبقة كادحة تحس بحاجة المواطنين وتسعى لخدمتهم في إصلاح أثاثهم وتوفير الكثير من المال عليهم خاصة في ظل ظروف الغلاء الحالية.
يذكر أن الحرب ساهمت بكسر النمطية بما يخص عمل النساء، اللواتي بتنّ يمتهنّ أعمالاً كانت حكراً على الرجال لسنوات، مثل قيادة سيارات الأجرة، والشاحنات، وحتى قراءة عدادات الكهرباء.
اقرأ أيضاً: خولة شابة في 23 من العمر تعمل عتالة