كادت توقعات العرّافة اللبنانية “ليلى عبد اللطيف” بخصوص سوريا ومن قبلها توقعات سائق التاكسي، أن تفائلني، لولا رفع الدعم الذي يشغل بالي. وتأخري عن دوامي لأني لم ألحق بالباص.
سناك سوري-رحاب تامر
“الحل قادم بعد 7 أشهر” تقول العرافة اللبنانية في لقائها عبر قناة الجديد قبل يومين، وتسكب المزيد من التفاؤل في صفحات الفيسبوك. فالانفراجات الاقتصادية قادمة، والأسواق ستزدهر، وأيضاً السياحة ستكون غير مسبوقة، وأعتقد أن التوقع الأخير سيتحقق لا محالة.
أعود بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، ما قبل 10 أيام من توقعات ليلى عبد اللطيف المُفائلة لبلدي سوريا. حين أخبرني سائق التاكسي أن الانفراجات القادمة ستنسينا وجع الـ”11 سنة” الماضية. وسنعود سعداء ولن نستيقظ صباحاً “لناكل همّ شراء ربطة الخبز”.
وأنا “والله” وما لكم عليي يمين، كنتُ لأكون سعيدة جداً لولا دموع جارتي “أول مبارح”. وهي تخشى ألا يكون مبلغ الدعم النقدي كافياً لشراء الخبز والمازوت والغاز.
والآن لا أطيق الانتظار للذهاب إليها وإخبارها بألا تقلق لأن العرافة اللبنانية وسائق التاكسي أخبروني بقرب الانفراجات. وبأن سوريا التي نعرفها ستعود، ومين بيعرف يمكن نرجع نقدر “ناكل” من نفس نوعية الطعام التي نصدّرها مثل زيت الزيتون والأغنام. وسوف لن نحزن إذا ارتفع سعر البصل والثوم. حتى البطاطا المقلية ستعود إلى موائدنا لأن الزيت سيتوفر بسعر مقدور عليه في الأسواق المنتعشة المرتقبة.
ورغم أننا نحن السوريون تعودنا على عدم تحقق التوقعات من أي جهة كانت، فلا الكهرباء تحسنت بحسب التوقعات. ولا الأسعار انخفضت بحسب التوقعات. لكن دعونا نكمل في فقرنا وفاقتنا حتى انقضاء السبعة أشهر هذه، فمن شرب البحر لن يغصّ بساقية صغيرة مدتها 7 أشهر.