لو أن الصحافة بخير..
مع ضعف تكاتف الإعلاميين وعدم النية في دعم الإعلام ستغلق الأبواب في كل يوم..
سناك سوري – خاص
وقف عدد من الصحفيين اليوم خائبين أمام المبنى الذي جرت فيه انتخابات نقابة الفنانين بدمشق، ممنوعون من الدخول، ينظرون إلى بعضهم بخجل، يتواصلون مع من يمكن أن يتواسط لهم فُرادا للدخول!
لم يكن هذا المشهد هو الأول من نوعه في سوريا، ولن يكون الأخير، إلا أن السؤال الذي لابد من طرحه: كيف يتم التعامل مع الصحفيين بهذا الاستهتار، ألا يعلم من طردهم، أنهم قادرون على فضح سلوكه السيء، وكشف أسبابه غير النزيهة، أو على الأقل محاسبته على منعهم من مراقبة شفافية الانتخابات وتشكيكهم بتلك الشفافية، أو أن يتوقع حتى أنه من الممكن أن يصل بهم الأمر إلى المطالبة بإعادة هذه الانتخابات التي لو كانت نزيهة حقاً لما غُيبوا عنها..
بالمقابل لا يجوز لنا أن نحمّل من قام بهذا الفعل كامل المسؤولية، ولا أن نوهمه بقدرة الصحفيين فعلا على محاسبته، فماذا فعل زملائهم الذين حضروا الانتخابات لاسيما من صحفيي المؤسسات الرسمية أو بعض المدعومين؟
هل تضامنوا معهم، هل رفضوا الدخول وترك زملائهم أمام الأبواب المغلقة؟
ثم أين هي نقابتهم نائمة في العسل، وهم يتسولون المعلومة ولا يجدوها؟
كيف لهؤلاء الصحفيين أن يكتبوا عن فساد نقابة أخرى وعدم نزاهة انتخاباتها، وهم الذين يفتقرون إلى نقابة تدافع عن أدنى حقوقهم؟
وفي النهاية يخرج من يقول: الحق على الإعلام!!
ماذا سيفعل إعلام مشتت، لا كلمة تجمعه ولا نقابة، أمام بلد يتغلغل الفساد في مفاصله، غير مؤمن بقدرة هذا الإعلام على المساعدة في تصحيح أي مسار.
ومع ضعف تكاتف الإعلاميين وعدم النية في دعم الإعلام، ستغلق الأبواب في كل يوم.. فلو أن الصحافة بخير لكانت البلد بخير أيضاً..
اقرأ أيضاً: فوز قائمة زهير رمضان بانتخابات نقابة فناني سوريا