أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

للأسبوع الثالث على التوالي الخوف يبعد الطلاب عن مدارسهم في الساحل السوري

تعطل العملية التعليمية مؤشر استمرار الوضع المتدهور في الساحل السوري

للأسبوع الثالث على التوالي مايزال عشرات آلاف الطلاب بالساحل السوري بدون تعليم، نتيجة المخاوف المستمرة من تكرار المجازر الدموية التي أودت بحياة قرابة 1400 مدني في حصيلة غير نهائية. وتعد العملية التعليمية أهم مؤشر على استمرار سوء الأوضاع في الساحل السوري وعدم عودة الاستقرار إليه بعد المجازر التي حدثت وسط شهادات الأهالي عن استمرار الانتهاكات بأشكال مختلفة. وعدم تمكن السلطات السورية من ضبط الأوضاع وطمأنة الأهالي.

سناك سوري-خاص

وفي إحدى المدارس بناحية الفاخورة بريف اللاذقية، لم يداوم صباح اليوم الأحد سوى طالبان شقيقان من أصل 120 طالباً وطالبة في المدرسة، بحسب مديرها مضيفاً لـ”سناك سوري”، أن والد أحد الطلاب اتصل به أمس السبت ليسأله عن الأمن وإن كان يستطيع إرسال طفله، وجاء جواب المدير محتاراً بين مسؤولية لا يريد تحملها بحال حدث شيء، وبين واجبه الوظيفي كمدير مدرسة، وقال: «حتى بيوتنا لم تعد آمنة ومازال الطريق طويل لنسيان ما حدث والخروج من الخوف».

لا يختلف الحال في 4 مدارس أخرى على الخط ذاته، إذ شهدت عودة خجولة لبعض الطلاب الذين لم يتجاوز عددهم أصابع اليد، ما أدى لعدم إعطاء الدروس أيضاً.

في مدارس ناحية المزيرعة، مايزال الوضع على حاله فقط المعلمون والمعلمات يداومون بينما يتغيب الطلاب عن الحضور، والحال ذاته في القطرية ومزار القطرية، كذلك في الهنادي وفيديو المتاخمتان لأوتستراد جبلة اللاذقية.

قالت معلمة إن دوام الطلاب خطر عليهم لوجود زجاج على المقاعد والأرض في مدرسة بمدينة اللاذقية مضيفة أنهم راسلوا مديرية التربية لإجراء الإصلاحات اللازمة فكان الجواب: “اطلبوا من الجمعيات”!

ولا تغيير يذكر على قريتي “الصنوبر” و”المختارية” اللتين شهدتا أفدح المجازر بحق الأهالي، ومن تبقّ منهم على قيد الحياة حرق منزله واضطر للجوء إما للقرى المجاورة أو لعند أقارب وأصدقاء.

أما في مدينة اللاذقية، فقد شهدت مدرسة ابتدائية على أوتستراد الثورة عودة جزئية لطلابها، وقالت إحدى المعلمات في المدرسة إن نسبة الدوام اليوم الأحد وصلت إلى نحو ربع عدد الطلاب تقريباً، ويتواجد في كل شعبة نحو 8 أطفال بالمتوسط، مقارنة بصفر طالب الأسبوع الفائت.

وفي مدرسة “نديم رسلان” الإعدادية والثانوية قالت معلمة إن دوام الطلاب خطر عليهم لوجود زجاج على المقاعد والأرض، مضيفة لـ”سناك سوري”، أنهم راسلوا مديرية التربية لإجراء الإصلاحات اللازمة فكان الجواب: “اطلبوا من الجمعيات”!

جبلة وريفها

في مدينة جبلة ماتزل معظم مدارس حي الجبيبات بلا طلاب، مقابل عدد من الطلاب في مدارس أخرى مثل الفيض، كذلك يغيب الطلاب عن مدرسة “شعبان علي”.

وفي الريف القريب الوضع مشابه، ففي قرية “الرعوش” وعلى الرغم من أنها لم تشهد أي أحداث دموية، إلا أن الأهالي مايزالوا غير قادرين على إرسال أبنائهم للمدرسة، التي تفتتح يومياً بكادرها التعليمي دون طلاب، كما قال موجه تربوي من القرية، مضيفاً أنهم بتواصلهم مع الأهالي أخبروهم أنهم يفضلون الانتظار لما بعد عطلة العيد.

وفي قرية “بسيسين” نادى الجامع صباح اليوم الأحد وطالب الأهالي بإرسال أبنائهم، ومع ذلك لم تلقَ الدعوات أي استجابة تذكر.

يختلف الحال قليلاً في مدارس القرى الجبلية البعيدة، والتي تشهد نسبة دوام مقبولة مقارنة بباقي القرى القريبة على الطرق الرئيسية والتي شهدت معظمها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على يد فصائل متشددة ارتكبت جرائمها على أساس طائفي.

بانياس وريفها

مايزال من تبقى من أهالي حي القصور الحي المنكوب، يحاولون استعادة حياتهم الطبيعية ما أمكن، وسط مأساة الموت وحرق المنازل والمحلات، يغيب الطلاب عن المدارس مثل “جلال خدام” ومدرسة “المتفوقين”، والوضع ذاته في القرى خصوصاً “بارمايا” التي شهدت أعمال عنف كبيرة بحق المدنيين.

يقول أحد سكان الحي ممن نجوا لـ”سناك سوري”، إن الخوف مايزال سيد الموقف، ولا أحد مطمئن لإرسال أطفالهم للمدرسة، كما أن معظم المعلمات من القرى وحركة النقل شبه متوقفة ولا سبيل لوصول المعلمين إلى المدارس حالياً.

أحد أهالي بانياس: الخوف مايزال سيد الموقف، ولا أحد مطمئن لإرسال أطفالهم للمدرسة.

ريف حماة الغربي

يبدو الوضع الدراسي هذا الأسبوع أفضل بكثير بالعديد من قرى مصياف مقارنة بالأسبوع الفائت، ففي قرية “دير شميل”، عاد جزء من الطلاب إلى المدارس الخمسة المتواجدة القرية ومحيطها. وفي “الرصافة” شهد اليوم الأحد عودة للطلاب بعد انقطاع دام أسبوعان بالمدرسة الابتدائية التي تعرضت للتخريب والسرقة وفق شهادات أهالي بالقرية.

كذلك الحال في مدارس “أصيلة” الأربعة، أما في “التويم” فهناك مدرسة واحدة للابتدائية والإعدادية، وهي ماتزال مغلقة بسبب نزوح الأهالي من القرية منذ ليلة المجزرة ولم يعودوا إلى قريتهم بعد نتيجة الخوف.

الحال عينه في مدرسة أرزة بريف حماة الغربي والتي لم يعد طلابها إليها ولم يعد أهالي القرية حتى إلى منازلهم التي هجروا منها قسراً.

العديد من الأهالي الذين التقاهم سناك سوري خلال إعداد هذه المادة، أكدوا أن مناطقهم ماتزال تشهد انتهاكات متنوعة منها اعتقال بعض الشبان أثناء مرورهم على الحواجز على أساس بشكل تمييزي واضح وعلى أسس تمييزية. وكذلك يجبر بعضهم على العواء قبل اعتقالهم. كذلك فإن مئات الشبان الذين تم اعتقالهم يجهل مصيرهم وأماكن احتجازهم ولم يتم عرضهم على قاضٍ ولم يسمح بتوكيل محامين لهم ولا بزيارة ذويهم.

كما أن الهجوم على حي الضاحية في مدينة جبلة وإحراق بعض السيارات وما تبعه من هجوم على قرية قرفيص أول أمس أعاد المخاوف من جديد لدى الأهالي الذين لم يشعروا بعد بالطمأنينة ولم يتسلموا الإجراءات الحكومية بعد ولا الجهود اللازمة لنشر الطمأنينة لدى الأهالي ووقف الانتهاكات وهو ما يشعرهم بالمزيد من الخوف والقلق.

يذكر أن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن قرابة 100 ألف طالب وطالبة في عموم مناطق الساحل السوري وريف حماة الغربي لم يعودوا إلى مدراسهم منذ يوم الخميس 6 آذار.

زر الذهاب إلى الأعلى