تعرف على قصة الطفل… وعلى لعبة “مريم” ومخاطرها وتفاصيلها وأبعادها في هذا التقرير
سناك سوري-رهان حبيب
ترك الطفل “تمام أبو مغضب” من قرية “أبو زريق” بريف “السويداء”، أهله في ألم وحيرة من أمرهم، بعد أن فارق الحياة منتحراً بشنق نفسه بوشاح صوفي في غرفته.
والده “مروان أبو مغضب”، يؤكد أن طفله كان هادئاً، مؤدباً، ولم يقم بأي تصرف غير طبيعي قبل إقدامه على الانتحار، يضيف الوالد لـ”سناك سوري”: «يبدو أن تمام استغل فرصة غيابنا ليلعب على آيباده، ولا أتصور أنه قرر الانتحار كان طفلاً مؤدباً وهادئ، لم أضطر لتأنيبه فقد كان لطيفاً ينجز دراسته ويهتم بها، وقبل وقت قصير من خروجنا استقبل زوارنا في المنزل وضيفهم القهوة، المشكلة أننا لم نلاحظ علائم تدل على ذلك، كان يستعجلني لشراء مستلزمات المدرسة للعام الجديد، واتفقنا أن نذهب إلى السوق معاً لنشتري احتياجاته، ما رأيته يشبه الكابوس ويدخلني نفق الشك والسؤال فهل يمكن للعبة أن تسلبني طفلي الذي بنيت عليه آمال كبيرة؟».
أقارب الطفل أكدوا أن آخر نشاطات الطفل، كان اللعب بـ”لعبة مريم” عير الآيباد الخاص به، ومع كثرة الأحاديث عن انتحار أطفال آخرين في الوطن العربي بسبب هذه اللعبة، زادت فرضية أن تكون هي السبب في انتحار الطفل “تمام” البالغ من العمر 13 عاماً.
ما يؤكد فرضية أن تكون “لعبة مريم” هي السبب في انتحار الطفل، هو ما قالته والدته “وحيدة أبو مغضب”، عن كون طفلها كان يحب قضاء الوقت بمفرده، ليلعب مع ألعابه من دمى وأرانب ودببة صوفية، يربطها بوشاحه الصوفي الذي استخدمه في الانتحار، تضيف: «لم يكن لديه أصدقاء، يقضي أوقاتاً طويلة لوحده، يهتم بدراسته فهو متفوق ومنذ سفر أخته كان يحلم بالسفر مثلها وقد أراد التفوق ليدرس بمدرسة المتفوقين في السويداء».
ترفض الأم تصديق أن طفلها المجتهد قد انتحر، تضيف: «آمال كثيرة كنا نرتبها معاً في السفر والتفوق والمستقبل، كان رفيقي ولم يذكر لي شيء عن أي نوع من الألعاب، كنا نتابع المسلسلات والبرامج نتسلى ونمضي أوقاتنا لا أعرف كيف اختار الغياب ولا أصدق أن ما حصل قراره شعرت أنه لعب بطريقة خاطئة فهذا الوشاح يبقى بين يديه».
“لعبة مريم” خطر حذرنا منه!
يقول رئيس جمعية “خطوة” للإرشاد الأسري والاجتماعي “سمير البني”: «بعد إثارة عدد من المرشدات النفسيات من خلال جمعيتنا لموضوع لعبة “مريم” التي ظهرت من خلال استطلاعات شفهية مع الطلاب أن لها حجم متابعة كبير من قبل هذه الشريحة، تمت الإضاءة على مخاطر ألعاب الموبايل بشكل عام ولعبتي “مريم” و”الحوت الأزرق” بشكل خاص، كونها تدخل الطفل عبر مراحلها المتعددة في حالة استلاب وتخضعه لأوامرها، ومعظم مراحل اللعب بها دموية وتفرض على الطفل سلوك غير اعتيادي بعد أن تشكل عنه قاعدة بيانات تبعاً لمجموعة أسئلة يجيب عنها الطفل في بداية اللعبة، وتمكنها من اكتشاف الكثير عن واقعه وشخصيته».
يؤكد “البني” أن إحدى المرشدات في الجمعية عرضت مسرحية للأطفال تخصصت بشرح اللعبة ومخاطرها، يضيف: «لا نستغرب أن تكون خلف وفاة أطفال بحوادث غريبة وقد كانت اللعبة محور لقاءات بحثية نفذتها الجمعية لتكون ضمن خطة عمل المرشدات خلال العام الدراسي القادم ليست لعبة “مريم” فحسب، بل كافة ألعاب الموبايل كونها لا تقل خطرا عن اللعبة المتهمة اليوم، والحل بوعي الأهل والمتابعة كخطوة أولى لتحصين الطفل من الانسياق وراء هذا النوع من الألعاب».
اقرأ أيضاً: لعبة “الحوت الأزرق” تقتل طفلاً في دمشق!
“لعبة مريم” صناعة سعودية واتهامات لمؤسسها!
مدرس تقانات الحاسوب “شادي المجدلاني” الذي أعد فيديو توضيحي خاص عن اللعبة، بعد انتشار خبر انتحار “تمام” يقول لـ”سناك سوري”: «مؤسس اللعبة “سليمان الحربي” وهو مبرمج معتمد من مؤسسة بحوث الذكاء الإصطناعي يقيم في محافظة الجبيل بالسعودية، اتهم بأنه ممول من عدة جهات لغزو عقول الشباب العربي ودفعهم للانتحار».
يضيف: «تعتمد طريقة اللعبة على البعد النفسي، حيث تستخدم مؤثرات صوتية ومرئية تثير جواً من الرعب في نفس مستخدمها واللعبة عبارة عن فتاة ضائعة في الغابة ويجب عليك أن تساعدها للعودة إلى منزلها وأثناء عملية المساعدة تبدأ الفتاة بطرح مجموعة أسئلة على اللاعب بطريقة غير مباشرة من أجل الحصول على معلومات مختلفة عنه بعد ذلك تطلب منه الفتاة دخول منزلها للتعرف على والداها وتستكمل الأسئلة حيث يعتبر كل سؤال له خيارين، مثل ما اسمك، ما عمرك، عنوانك، جوالك؟، هل أبدو جميلة؟، هل سوف تساعدني؟، هل تراني شريرة؟».
بطلة اللعبة “مريم”، تعود وتطرح على لاعبها الأسئلة من جديد للتأكد تماماً من صحة المعلومات التي حصلت عليها أول مرة، كما يقول “المجدلاني” ويضيف: «بعدها تغوص في اللعبة لتطرح أسئلة سياسية شخصية ضمن أحداث متقاربة جداً من الواقع تحت تأثير صور وموسيقى مخيفة تثير جواً من الرعب والاندماج للاعب، وعندما يظن اللاعب أنه انتهى من اللعبة غالبا ما تقوم اللعبة بإصدار أصوات مخيفة ليلا تزرع الخوف والقلق في نفسية اللاعب وقد تصدر أصواتا باسمها أو معلومات خاصة باللاعب سبق وأن حصلت عليها منه في المراحل الأولى».
يوجز “المجدلاني” مخاطر اللعبة بالقول: «يكمن خطرها في القدرة على معرفة الوصول والحصول على المعلومات الشخصية، وتحفيز الأطفال على إيذاء أنفسهم والتأثير على أسلوب التفكير وسلوكيات الطفل، واستخدام وسائل تسويقية سلبية عن طريق اللعبة، ثم الدخول في متاهات سياسية بسببها».
وسبق أن أثارت اللعبة ذعراً كبيراً في الأوساط العربية بعد إقدام شاب مصري يدعى “محمد” على الانتحار بسببها مطلع شهر نيسان الفائت، علماً أن الشاب المصري كان يدرس الحقوق ويبلغ 21 عاماً من العمر.
باتهام “مريم” بالوقوف خلف انتحار الطفل “أبو مغضب”، بات على الأهل عدم ترك أطفالهم للتكنولوجيا ومتابعتهم عن قرب وتوعيتهم لمخاطر اللعبة ومحاولة اقناعهم الابتعاد عنها، والإشراف المباشر على الألعاب التي يمارسونها من أجل تجنيبهم الخطر.
اقرأ أيضاً: السويداء تستقبل العيد بالحزن والحداد والأطفال يبحثون عن الفرح