أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

لجنة التحقيق تتسلّم تقريراً يوثّق أكثر من 1000 ضحية لمجازر الساحل

مقاتلون أجانب وفصائل موالية للحكومة على قائمة الاتهام .. ومهلة عمل اللجنة تنتهي غداً

أعلن “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” أنه سلّم تقريره عن جرائم الساحل وحماة إلى لجنة تقصي الحقائق وتضمّن توثيقاً لشهادات ضحايا المجازر وأنماطاً ممنهجة من العنف الطائفي.

سناك سوري _ دمشق

وقال المركز في تقريره أنه وثّق 1060 ضحية تعرّضت للقتل خارج إطار القانون بين المدنيين، بينهم 671 ضحية في “اللاذقية” و245 في “طرطوس” و144 في “حماة”، وخسر معظم الضحايا حياتهم خلال العمليات العسكرية بين 6 و9 آذار 2025، بما في ذلك 71 امرأة و61 طفلاً وطفلة.

وأفاد التقرير أن خسائر الأمن العام بلغت 218 عنصراً، وتم تحديد ما لا يقل عن 61 موقع لعمليات قتل ومجازر في مناطق مختلفة من اللاذقية وطرطوس وحماة، إضافةً إلى أن أحداث الساحل رافقتها عمليات اعتقال وتعذيب ومعاملة لا إنسانية شملت نمطاً متكرراً من الشتائم الطائفية والضرب بحق المدنيين، إضافة إلى تعرّض النساء والأطفال لترهيب نفسي وجسدي يرقى إلى التعذيب والمعاملة اللا إنسانية، شمل التهديد بالقتل وتوجيه السلاح إلى رؤوس الأطفال لترويعهم.

انتهاكات القوات النظامية والمقاتلين الأجانب

وأكّد تقرير المركز أن تشكيلات مسلحة تابعة لوزارة الدفاع السورية أو موالية لها، ومقاتلين أجانب تورطوا في ارتكاب الانتهاكات، واستخدمت مجموعة كبيرة من الأسلحة بما في ذلك رصد استخدام الجيش السوري لمروحية ألقت أجساماً متفجرة قرب الكلية البحرية شمال “جبلة”.

وإلى جانب عمليات النهب وتدمير الممتلكات، فإن نمط الانتهاكات يشير إلى ارتكابه على أسس طائفية، حيث أفاد شهود أنه غالباً كان يتم سؤال الضحية عن طائفته قبل القتل، وتأخر السلطات السورية عن التدخل لوقف الانتهاكات.

كما أشارت بعض الشهادات إلى عدم ثقة أهالي الضحايا بعمل لجنة التحقيق أو بمنظمات حقوق الإنسان لغياب ضمانات حماية الشهود وضمان السرية، فيما لعب غياب الإعلام الرسمي دوراً سلبياً في وقتٍ انتشرت فيه الأخبار المضللة وخطاب الكراهية، واستخدمت المنابر للدعوة إلى النفير العام ضد الطائفة العلوية، بينما أكّد عدد من الناجين أن جيرانهم من الطائفة السنية قاموا بحمايتهم وتهريبهم، كما استقبلت عائلات علوية جرحى الأمن العام والمصابين أثناء الاشتباكات.

الأحداث الميدانية

يقول التقرير أن الأحداث اندلعت يوم 6 آذار حين أطلق مجهولون النار على عناصر الأمن العام لمنعهم من اعتقال مطلوبين في قرية “بيت عانا” بريف “اللاذقية”، وتلا ذلك هجمات نفذتها مجموعات يُعتَقد أنها مرتبطة بالنظام السابق، لكن هجماتها كانت منسّقة ومتزامنة استهدفت مواقع عسكرية ومدنية وطرقاً في “اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة”.

وقامت هذه المجموعات وفقاً للتقرير بقتل 75 عنصراً من الأمن العام والشرطة والمدنيين وأسرت قرابة 200 عنصر وأصيب آخرون بجروح، واندلعت اشتباكات عنيفة خلال اليوم الأول سيطرت إثرها “المجموعات المرتبطة بالنظام السابق على الأحياء الشمالية والشرقية من “جبلة” واقتحمت الأحياء الجنوبية ونفذت عمليات قتل طائفية ضد المكون السني.

واستعرض التقرير تفاصيل الأحداث بناء على الشهادات التي جمعها، وأبرزها تعرّض قرية “أرزة” بريف “حماة” يوم 7 آذار لهجوم عنيف على يد مجموعة مسلحة عقب تحريض علني ضد القرية من قبل الشرعي “أبو جابر الخطابي” الذي دعا إلى تهجير أهالي “أرزة”، ما أدى لارتكاب مجزرة راح ضحيتها حوالي 25 رجلاً من القرية، كما قتلت امرأة داخل منزلها بعد أن رفضت إخلاء المنزل.

أنواع الانتهاكات

تقرير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير عرض بالتفاصيل نوعية الانتهاكات المرتكبة من جرائم قتل خارج إطار القانون إلى الاعتقال والتعذيب والمعاملة اللا إنسانية أو المهينة وتدمير الممتلكات المدنية والاستيلاء عليها وصولاً إلى التهجير القسري للسكان.

كما يشير التقرير إلى ضعف الاستجابة الحكومية لكشف حقيقة ما جرى من انتهاكات، على الرغم من قرار الرئاسة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للوقوف على حقيقة الانتهاكات، وكان من المفترض أن تنتهي مهمة اللجنة في نيسان الماضي إلا أنه تم تمديد عملها لـ 3 أشهر إضافية غير قابلة للتمديد تنتهي غداً 10 تموز.

التوصيات

ويختم المركز تقريره بجملة توصيات للجنة التحقيق تدعو للتركيز على الضحايا في جميع مراحل التحقيق، وضمان مشاركة المجتمع المدني وتمكين المنظمات من الوصول إلى اللجنة والتعاون معها، وتعزيز شفافية عمل اللجنة من خلال إصدار تقارير دورية ونشر معلومات واضحة حول تقدم التحقيقات، ونشر تقريرها النهائي بشكل علني ومفصّل.

أما التوصيات الموجّهة للحكومة السورية فشملت ضمان حقوق جميع الضحايا دون تمييز وضمان المحاسبة والشفافية وحماية الأدلة والشهود وعائلات الضحايا، وضبط الأجهزة الأمنية والسلاح خارج الدولة ومكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف.

الجهات المشتبه تورطها في الانتهاكات

ووفقاً للشهادات التي جمعها المركز فإن الجهات المشتبه تورطها في الانتهاكات تشمل فصيل “سليمان شاه” و”فرقة الحمزة” و”جيش الإسلام” و”فرقة السلطان مراد” وكتائب تابعة لـ”هيئة تحرير الشام” وتتبع حالياً لوزارة الدفاع “الكتيبة 400” ومجموعات مسلحة من قرى مجاورة.

زر الذهاب إلى الأعلى