سناك سوري-خاص
في الـ10 من شهر آذار الفائت، أعرب وزير المالية “كنان ياغي” عن تفاؤله بقرب الخلاص من الوضع الاقتصادي الضاغط، مؤكداً في تصريحات نقلتها تشرين المحلية حينها، أن هناك فرجاً قريباً يلوح في الأفق دون أن يوضح معطياته لهذا التفاؤل.
لا يبدو أن الفرج القريب على حد توصيف الوزير، قد وصل حتى بعد مرور نحو 7 أشهر على تصريحه، فالأوضاع المعيشية الضاغطة مازالت على حالها، وأجج من ضغطها رفع أجور النقل ما كبّد المواطنين والطلاب المزيد من الأعباء المالية، دون أن تغطي زيادة الراتب الأخيرة الحاجات الأساسية لغالبية المواطنين.
“ياغي” سبق له أن بشرّ شهر كانون الأول من العام الفائت، بأن العام القادم أي 2021 أفضل من العام الحالي مالياً، مؤكداً أن تصريحه هذا بناء على معلومة وليس تخميناً أو تكهنات، وأضاف أنه متفائل في أن يكون العام القادم، «عام خير يتم فيه طي جزء من الصعوبات الاقتصادية».
2021 عام خير يتم فيه طي جزء من الصعوبات الاقتصادية وزير المالية كنان ياغي
للأسف خابت وعود وزير مالية السوريين، الذي سبق أن أكد بأن وزارة المالية هي وزارة جباية، متسائلاً “لماذا الاستغراب من ذلك”!.
وزير مالية السوريين لم يكن الوزير الوحيد المتفائل بالعام الحالي 2021، الذي كان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السابق “طلال البرازي” من أوائل المبشرين بالفرج به، حين قال منتصف شهر كانون الأول من العام الفائت، إن العام 2021 القادم هو عام انفراج، وعلى اعتبار أن الفرج المنشود لم يصل، بينما غادر “البرازي” منصبه، هل يستطيع المواطن اليوم أن يقول إن “البرازي” أخذ وعود الفرج ورحل؟!.
في ظل انتظار تحقق وعود المسؤولين بالفرج، كان السوريون بغالبيتهم يعانون، مع الكهرباء والمياه والغلاء لا يملكون من أمرهم شيئاً سوى التمني، ليطلّ عليهم وزير كهربائهم “غسان الزامل” ويقول إنه «من المتوقع أن يكون موضوع الكهرباء مقبولاً في الصيف، ومن المتوقع أن يكون الوضع في الشتاء القادم أفضل من الماضي لكن سوف يبقى هناك تقنين».
للأسف فإن توقعات “الزامل” خابت بالمطلق أيضاً، وعانى السوريون من تقنين وصف بالجائر حتى من قبل بعض المسؤولين أنفسهم، ووصلت ساعات قطع الكهرباء لأكثر من 21 ساعة يومياً بغالبية أيام الصيف الحارقة، وبناء عليه فإن غالبية المواطنين الموعودين بوضع أفضل كهربائياً خلال الشتاء القادم، غير متفائلين بالأمر، في وقت تعمل الحكومة على تشجيع الناس بتركيب الطاقة البديلة لتوفير الكهرباء، إلا أن ارتفاع كلفتها سيكون عائق لدى السواد الأعظم من السوريين.
ربما لا يعرف السوريون ماذا ينتظرهم خلال عام 2022 القادم، لكنهم بالتأكيد قد يكونون أقل تفاؤلا من مسؤوليهم الحكوميين، الذين نام المواطنون على وعودهم واستفاقوا على همّ تأمين اللقمة.
اقرأ أيضاً: توقعات فلكي لسوريا 2021: إنه عام خبي بيضاتك القادم أعظم