الرئيسية

لا أستطيع النوم قبل الكتابة عن اليوم العالمي للمرأة

سناك سوري – لينا ديوب

ما بين المزح والجد، يتناول العديد من الرجال الاحتفال بيوم المرأة بالاستخفاف، والسؤال عن حق الرجال بيوم خاص بهم، ويعرضون لقصص معاناة رجال من زوجاتهم أو أمهاتهم، ويقولون إن المرأة ليست كائنا مثاليا.
لو أخذنا سبب هذا اليوم فهو انتفاضة عاملات ضد ظلمهن في الأجور وساعات العمل في مصانع في أمريكا، لكنه جاء فرصة ليكشف الظلم الواقع على النساء في حياتهن العائلية والاجتماعية، وهذه ليست بدعة اخترعتها النساء، وانما واقع معيشي تؤكده تحملها لأعباء الدور الانجابي، مقابل قوانين تمييزية وأعراف وتقاليد وشرع تبقيها في المكان الأضعف، وما التعديل الأخير لقانون الأحوال الشخصية وعدم إقرار قانون أسرة جديد برمته إلا انعكاس لمجتمع تهيمن فيه الإيديولوجيا الأبوية وتلعب التربية التقليدية دورا كبيرا في بقاء وإعادة إنتاج الممارسات الاجتماعية التمييزية. إن دخول المرأة إلى التعليم والعمل من الباب الواسع، لم يغير كثيرا حتى اليوم ذلك الحضور الدائم والراسخ لأعراف وقيم السلطة الأبوية الممجدة والمؤسسة لتفوق الرجل، ولم تزل المرأة محبوسة في إطار الكائن الأضعف، وهي صورة راسخة في الوعي الجماعي.

اقرأ أيضاً: في يوم المرأة العالمي.. هي تحتاج حياة لا احتفال على أنقاضها!

وما احتجاج بعض الرجال على هذا اليوم، إلا انعكاس للخلل الاجتماعي تجاه المرأة والرجل معا، وتخوف الرجل من مكانة قادمة تناضل النساء للحصول عليها، هذه المكانة في البيت والشأن العام، وعموم الفضاء الذي يحتكره الرجال، والذي تتحكم به حكومات غير ديمقراطية وغير مهتمة بإشراك حقيقي للجميع، إن سماح المجتمع للمرأة بالدخول إلى ميدان العمل دون تغيير في النظرة إليها جعلها تعيش تحت ضغط العنف المخاتل، اللامرئي، الذي يكون في النهاية راسخا في اللاشعور بحيث نكاد لا ندركه، لكنه متاح وتضعه النساء موضع سؤال.
ذلك العنف يأتي على الرجال بطريقة مختلفة، أن النساء ستقاسمهن الفضاء العام والاقتصاد، لكن أي فضاء وأي اقتصاد؟ وخاصة بعد الحرب وبعد الذي عصف بالبلاد!
لا وقت اليوم إلا لتحالف الرجال والنساء، للنضال معا لوقف التراجع في كل جوانب الحياة، وابتكار طرق لترتيب الأولويات سواء كانت الحفاظ على ما تبقى من دولة، أو العمل على نهوض المجتمع من جديد وتنميته، أو الاستمرار بالنضال من أجل حياة سياسية أكثر مشاركة وديمقراطية وسيادة القانون على الجميع رجال ونساء، وعندها يخصصون أياما للاحتفال بها.

اقرأ أيضاً: عن المرأة.. إذا الشمس ساطعة والعصافير تزقزق .. لم كل هذا الشقاء؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى