كيف لم تنتبه الحكومة لشبهة اختلاس الـ350 مليار.. هل هو ذكاء الفساد أم تهاون الرقابة؟!
ببلادنا الحيطان لها آذان.. والفيسبوك إلو عيون.. إلا الفساد ما لو شي وإلو كل شي
سناك سوري-رحاب تامر
يحتار “جمعة الفرنكاتي” في أمره منذ سمع عن قصة الـ350 مليار ليرة تلك، التي يُتهم فيها مسؤولون سوريون والتي أدت إلى الحجز على أموالهم المنقولة وغير المنقولة وأموال زوجاتهم، بحسب ما يوضح كتاب رسمي منتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
«لك هدول 350 مليار ليرة، يعني ما نهن ألف وألفين، مليون ومليونين، حتى ما يبينوا»، يقول “جمعة الفرنكاتي” في نفسه، دون أن يخفي استغرابه من أن لا ينتبه أحد في الحكومة التي تقول إنها تحارب الفساد منذ اللحظة الأولى لتوليها مهامها في البلاد.
-لك يا سعاد، يا سعاد، تعالي لهون
-خير خير شو فيه
-تعي بدي أسألك سؤال، هلا أنا وإنت متجوزين من 5 سنين، إذا أنا احتلت عليكي ما بتعرفي؟
-كيف يعني تحتال، والله إذا عينك بتطلع لبرة بشيلها، ودير بالك بحس فورا، ما في كذبة بتتخبى
-أها، يعني فكرتي صحيحة، إذا إنت سعاد يلي ما معك ابتدائي بتحسي، لكن شو بحكي عن حكومة كاملة وجهاز رقابي كامل ما حسوا؟!.
-عمتخوفني بكلامك لك جمعة
-لا تخافي ما ضل شي مخبى، ما سمعتي قصة صفقة الـ350 مليار ليرة
-ولي، ولي، ولي ولي ولي، شبك لك رجال اسكوت، لك اسكوت الحيطان بتسمعنا هلا
-ومن شو بدي خاف إذا صفقة بـ350 مليار ليرة ماتابعوهابوقتها ما شافوها، رح يسمعوني هلا أنا
-لك إي بيسمعوك وبيسمعوا أبوك بقبره إذا بدن، وبتروح فيها جريمة إلكترونية، خلص لك جمعة ما بفرط فيك أنا.
تغادر “سعاد” غرفة زوجها نحو المطبخ، فالمجدرة قاربت على النضج والمعدة الخاوية تصرخ مطالبة بالغداء، لتترك زوجها يتخبط مجدداً في أفكاره.
لا يحلم “جمعة الفرنكاتي” سوى بترميم منزله والانتقال إليه ليستريح من عناء الإيجار الذي يكلفه راتبه كاملاً ونصف راتب عمله الثاني، يقول في نفسه بينما يتذكر هذا الأمر، «مليونين ليرة، لك مليونين ليرة من الـ350 مليار كانت حلت أزمة عيلتي كلها، وكنا رح نطير من الفرحة، لك الله 350 مليار ليرة، شو بيعملوا بهالمصاري كلها على شو بيصرفوها، بس بدي افهم».
يذكر أن قيمة الصفقة التي يتم الحديث عن فساد فيها 350 مليار، إلا أن قيمة الفساد بالصفقة غير معروف بعد، قد يكون كامل المبلغ وقد يكون أكثر وقد يكون جزء من المبلغ وهذا المرجح.
اقرأ أيضاً: أنباء عن حجز أموال وزير وتوقيف معاونه بقضية فساد بمئات المليارات!