كيف تحول”أسامة الأحمد” من عامل النظافة إلى أستاذ جامعي؟
سناك سوري-متابعات
ينظر الأستاذ “أسامة عبد الكريم الأحمد” إلى تجربته بكثير من الفخر، كيف لا وهو الذي يقف اليوم ليشرح لطلبته محاضراتهم في مدرجات قسم اللغة العربية، وهو الذي كان سابقاً مختصاً بتنظيف تلك المدرجات من عام 1998 حتى عام 2004، حين بدأ بتغيير حياته كاملة وكان له ما أراد.
قال “الأحمد” في مقابلة له مع تلفزيون الخبر: «بعد أن قضيت الربع الثاني من عمري أعمل بمهن مختلفة مرة في سوق الهال، وآخرى ناطور، وثالثة عامل تنظيفات، ها أنا أبدأ الربع الثالث من عمري كأستاذ جامعي في قسم اللغة العربية بكلية الطب البيطري بجامعة حماة».
حصل “الأحمد” على الشهادة الإعدادية عام 1991 ثم عمل بمختلف أنواع المهن ليعمل في جامعة حماة كعامل تنظيفات من الفئة الخامسة، هناك بدأ الإلهام على يد الدكتور “محمد العمادي” عميد كلية الطب البيطري آنذاك، والذي شجع “الأحمد” على التقدم لامتحانات الشهادة الثانوية بعدما لمس به سرعة البديهة والتعلم وبالفعل تقدم الأحمد للامتحانات ونجح، يضيف: «دخلت بنتيجة المفاضلة العامة كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة حماة للعام الدراسي 2009/2010، و بعد مضي أربع سنوات تخرجت بمعدل جيّد، وبترتيب جيّد أهّلني للتدريس في أي كلية بسوريا غير مختص».
لم يقف الحلم هنا، فبعد التخرج خضع “الأحمد” لدورة بالحاسوب، ليعدل وضعه بعدها إلى الفئة الأولى ويتسلم شعبة شؤون الطلاب عام 2016، وأهَّله معدله الجيد للتدريس في نفس الكلية كما ينص النظام الداخلي للجامعات.
خلال فترة الدراسة التي تزامنت مع الحرب صادفته الكثير من العقبات التي لم تثنه عن تحقيق هدفه بمساعدة أمه، يقول “الأحمد” متحدثاً عن العقبات التي واجهته: «أثناء دراستي واجهتني مصاعب النزوح من بلدتي صوران، ومصاعب تجمّع أسرتي كاملة في بيتي، حيث وصل عددنا الى حوالي 60 شخص لمدة سنة ونصف، كانت دراستي تبدأ الساعة 11 ليلاً حتى أذان الفجر».
وكأي طالب علم كانت والدته تسانده معوضة عن دور الأب المتوفى، يقول “الأحمد: «لم يستطع والدي أن يراني كما تمنى، أستاذاً في قسم اللغة العربية بجامعة حماة، ولكن لربما يزوروني مرة في أحلامي، وأخبره عن هذا الحلم الجميل الذي تحوّل إلى حقيقة، فأبي كان يتمنى أن يراني أستاذاً للغة العربية في الجامعة منذ عام 1985».
33 عاماً من الانتظار لتحقيق الحلم الذي تحقق فعلاً ليصبح قصة نجاح سورية أخرى لم تقتلها الحرب ولا الظروف الصعبة، “الأحمد” قصة ملهمة تساعدنا على إخراج ذلك المارد المختبئ خلف ضعفنا، “الأحمد” أخرجه فماذا ننتظر نحن؟!.
اقرأ أيضاً:مغنية الطفولة السورية ”رشا رزق“ نحو العالمية