كيف استبدلت أمي الكهرباء بالشمس لحفظ المؤونة؟
طُرق تخزين البقوليات وورق العنب..حلول بديلة في غياب البراد
نغوص جميعنا في المنزل من صغيرنا لكبيرنا بين أوراق العنب وحبوب البازلاء والفول. بينما ترسم والدتي خطة جديدة لحفظ المؤونة حتى الشتاء بظل غياب الكهرباء. إعداد المؤونة طقسنا الجميل الذي يحاول الحفاظ على نفسه ولو بالحد الأدنى حالياً.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
وبعد الكثير من حوادث رمي المؤونة نتيجة تلفها بسبب غياب الكهرباء المفاجئ. تعلّمنا الدرس جيداً “وبطلنا نتفاجأ متل هدوك”. وعدنا للطرق القديمة بحفظ المؤونة، “ويا هلا ومرحب بتراث الأجداد يلي اضطرينا نحافظ عليه”.
بعيداً عن فزلكاتي الصحفية وإسقاطاتي “يلي الله يستر منها”، كانت والدتي تتحايل على الظروف المحيطة، فبعد الانتهاء من الفرط والفرز. تتوجه لغسل البقوليات (مثل البازلاء والفول) وتجفيفهم، ووضعهم بعد ذلك على النار.
وذلك ضمن قدر معدني فيه مياه، مخلوطة بالسكر والملح، بمعدل ملعقتي ملح صخري وملعقة سكر لكل ليتر. وتركها على الغاز قليلاً وهو ما يسمى وفق اللهجة المحكية “التهبيل”. وعندما تبدأ بالغليان، تسارع بوضع الخضراوات ضمن عبوات زجاجية وإغلاقه بإحكام.
ومن الطرق الأخرى التي حفظت بها المؤون هي الاستعانة بالظروف الجوية، فبعد أن تقوم بغلي المكونات. ها هي تجففها، ومن ثم تضعها تحت أشعة الشمس ليوم كامل.
وفي اليوم التالي تقوم بنقلها إلى مكان “مهوي” لا تصله الشمس للحفاظ على لونها، وبعد جفافها تعبّأ ضمن أواني الحفظ مع معلقة ملح فقط، للحفاظ على جودتها بحال تعرضت لأي مصدر رطوبة.
فهناك عدة طرق تتبعها والدتي جميعها، رغبة منها في تلبية أذواقنا، بعضنا يحب نكهتها يابسة وآخرون يفضلونها محفوظة بالمياه.
بالنسبة لورق العنب محبوب الجماهير، الكثيرون لا يستثيغونه مخللاً بالماء والملح. ولأن تفريزه بات حلماً صعب المنال، وخاصاً بمالكي لوائح الطاقة الشمسية. كان لا بدّ من العودة إلى الطريقة القديمة بالضغط.
وتقوم هذه الطريقة على قطاف أوراق العنب، ثم إزالة العود الصغير عليها، وتركها لمدة يومين حتى تذبل قليلاً دون يباس. ثم تسطيرها ولفّها على شكل مثلث ووضعها في مرطبان زجاجي، وكبسها بطريقة الضغط بحيث لا يتواجد أي فراغات تمتلئ بالهواء.
بعد ذلك يتم إغلاق العبوة بإحكام. وتشميعه عبر تذويب الشمعة وملء الفراغات بالقرب من الغطاء بمادة الشمع ومن ثم تركه للاستخدام شتاءً.
وبذلك نحاول نحن السوريون في كل مرة، التغلّب على ما تفرضه علينا ظروف البلاد العامة. والاعتماد على الحلول البديلة والإسعافية. وليس فقط بتخزين مؤون الشتاء، وغالباً ما تشمل تلك السياسة غالبية الشؤون الحياتية.