كيف أختار فرعي الجامعي وماهي حاجة سوق العمل السورية؟
خبير تنموي: التعليم الجامعي في "سوريا" تم تفصيله على أساس حاجة القطاع العام
سناك سوري-صفاء صلال
كيف يستطيع الطالب الناجح بشهادة الثانوية تحديد اختصاصه الجامعي؟، وما حاجة سوق العمل في “سوريا” خلال العشر سنوات القادمة؟، أسئلة طرحها سناك سوري على خبراء اقتصاديين وتنمويين، في محاولة لإيجاد أجوبة تساعد طلاب الثانوية على اختيار تخصص جامعي، مناسب لسوق العمل السورية.
لا يمكن الحديث عن الاختصاص الجامعي المناسب واحتياجات سوق العمل دون العودة إلى أسباب الاختلال الكبير بين مخرجات النظام التعليمي الجامعي ومدخلات سوق العمل، حسب “مبارك” الذي يرجع أسباب الفجوة لعدة نقاط: «المحتوى النظري القديم الذي يدرس في الجامعات والذي لم يعد بمقدوره تلبية احتياجات سوق العمل الذي يستمر بالتطور، كما أن التعليم الجامعي السوري تم تفصيله على أساس خدمة القطاع العام لرفد مؤسساته بالكوادر الخريجة التي يحتاجها».
اقرأ أيضاً: في “سوريا” خريجة مكتبات تعمل في منشأة دواجن
يتحدث “مبارك” عن عدة عوامل تتحكم برغبات الطالب وهي:
العامل المجتمعي: والذي تتحكم به النظرة المجتمعية التي أدت للتنميط بالرغبات وتركيز على فروع دون غيرها.
عامل السهولة: أي سهولة الوصول لفرص العمل تذهب بالطالب لخيارات أسهل ومجالات عمل تلتزم بها الدولة.
العامل الجندري: الذي يحكم توجهات التسجيل في المفاضلة بالنظر لعديد من الفروق بين الذكر والأنثى.
العامل الاقتصادي: كرسته المفاضلة الجامعية بحكم الموقع الجغرافي الذي يناسب طالب عن غيره.
ويوضح “مبارك” عاملاً إضافيا وهو أن، “سوريا” خلال العقد الأخير باتت دولة مصدرة للعمالة، وهو عامل مهم يحكم خيارات الدراسة للطالب الذي يمتلك إمكانية السفر، في حين يرفض الخبير التنموي القول إن “سوريا” بلد انعدمت فيه فرص العمل ويرى أن البلاد سوق استثماري لكل الاختصاصات الجامعية خلال العشر سنوات القادمة، على اختلافها، منوهاً لمشكلة كبيرة تعاني منها البلاد اليوم وهي عدم الرغبة بدخول المعاهد التقنية حتى أن البلد ستخسر فئة خريجي تلك المعاهد ما لم يتم تحفيز الطلبة للدخول إليها.
اقرأ أيضاً: خنق التعليم المهني – أيهم محمود
الأهم مساعدة الطالب على تحديد أين يرى شغفه وحبه بالفرع الجامعي الذي يريد دراسته، ويضيف: «”أسهل.. أوفر.. أقرب.. أفضل.. أحسن.. مسموح.. غير مسموح.. “، عبارات يرددها المجتمع بكثرة للطلبة الناجحين بالشهادة الثانوية في سوريا قبل اختيارهم الفرع الجامعي الذي يودون دراسته، وغياب كامل عن سؤال الطالب ماذا يحب أن يدرس ؟ لذا على الطالب تحديد اهتماماته وقراءة سوق العمل ومتابعة التطورات وتنمية المهارات فالشهادة الجامعية وحدها لا تكفي»، يستشهد “مبارك” بمقولة «الشهادة التي تمنحك إياها الجامعة تثبت أنك درست الهندسة لكنها لا تثبت أنك مهندس».
ماهي حاجة سوق العمل السورية؟
من جهتها تقول الدكتورة “ديمة سليمون” أستاذة في تقنيات التعليم” لـ”سناك سوري”، أن مرحلة اختيار الفرع الجامعي من المراحل “الحساسة” وتحتاج لوجود توجيه وإرشاد مهني منوهة أن الواقع التعليمي الحالي مفصول تماماً عن متطلبات سوق العمل مرجعة السبب لعدم تدريس الطلاب للتربية المهنية لتساعدهم على اختيار المهنة المناسبة.
تشير “سليمون” لضرورة تفعيل مادة “التوجيه المهني” من مرحلة التعليم الاعدادي حتى المرحلة الثانوية، لمساعدة الطلبة على تحديد ميولهم والاختصاص الذي سيدرسونه بالإضافة لمساعدة الطالب على تقيم ذاته، وتزويده بكل المعلومات التي يحتاجها للتخصص الذي يرغب به وما ستزوده به هذه المهنة مستقبلاً من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية.
وتضيف أن “سوريا” تعاني اليوم من نقص واضح في الاختصاصات الطبية بالدرجة الأولى، نظراً لهجرة عدد كبير من الأطباء للخارج وترى يجب تزويد وزارة التعليم العالي بإحصاءات دقيقة من قبل وزارة الصحة للتخصصات التي تحتاجها البلاد.
وتؤكد أن البيئة المحلية تفرض نفسها للربط بين الاختصاص الجامعي وسوق العمل فمن يقطن ببيئة غنية بالنفط، من الأفضل أن يدرس الهندسة البتروكيميائي أو معهد للنفط، ومن يقطن ببيئة زراعية، يدرس الهندسة الزراعية، وتنوه أنها لا تستطيع الجزم بحاجات سوق العمل أو ترتيب أولوياتها فلكل بيئة متطلبات وحاجات، لكن بالعموم فإن “سوريا” تحتاج لمختلف الاختصاصات الجامعية في سوق العمل مستقبلاً.
اقرأ أيضاً: قرار دمج اختصاصات الهندسة الزراعية.. تطوير أم تدمير؟