الرئيسيةيوميات مواطن

كيس أكلاتنا الطيبة ونحن صغار يطاله التضخم.. من 15 ليرة لـ13 ألف

كيس الأكلات يلي كنا نشتريه بمصروفنا اليوم يمكن اليوم غالبيتنا عاجزين نشتري متلو لولادنا

15 ليرة سورية معدنية كانت تخلق لنا أجنحة ونطير إلى الدكان لشراء كيس الأكلات مالذ منها. وطاب من البنجوس والبسكوت والبطاطا والكازوز.

سناك سوري – دمشق

أغلى كيس بطاطا كنا نشتريه أيام زمان بخمس ليرات سورية. لا أقصد كثيراً من الزمن لكنها ثلاثة عشر عاماً نسفت جميع الأرقام ومنحتها نظرة مختلفة فالخمطعش ليرة سورية اليوم لا تساوي شيئاً. وغير متداولة وكأنها انقرضت بين ثلاثة عشر عاماً وضحاها.

بيد أن الانقراض بمعناه العلمي يحتاج لآلاف السنين وعدة عوامل أخرى. لكن طاحونة الحرب وتبعاتها فعلت مالم تفعله كل قوى الطبيعة. قضت على كل شيء من أيام العز.

لم تكن الرحلة إلى الدكان لشراء «البسطة» كما نسميها أو «الأكلات الطيبة» ترتبط بوقت معين كنا قادرين على التوجه إليه بحيلة بسيطة على ذوينا. كأن نتدلل زيادة لنأخذ مصروفاً أكثر أو نحصل على علامات تامة خلال تحصيلنا العلمي أو نخفف المشاكسة كلها أفعال تستحق المكافأة .

الكيس الأسود الذي كنا نأخذه من البائع الذي يعلقه بطرف الطاولة الحديدية التي يجلس خلفها أو عند مدخل الباب. كان يمتلئ بالأشياء اللذيذة. التي لم نكن نسأل عن سعرها أبداً، وبـ15 ليرة، كنا نشتري كيس الشيبس بـ2 ليرة ونص، وبسكوتة دينغو، وكازوزة. ثمن كل واحدة منها 5 ليرات.

الكيس الأسود الحامل لأكلاتنا الطيبة أصبح ثمنه على البائع أغلى من قبل. وكيس البطاطا قفز من سعر ليرتين ونصف إلى أكثر من ثلاثة آلاف والأسعار في ارتفاع متزايد وحتى أنواع أكياس البطاطا مثل «اني تايم» و«آية » و«طبوش» وغيرها ذكرى من ذكريات الماضي.

الشوكولا أرخص قطعة 5 آلاف يرحم أيام شوكليتة عمار بخمس ورقات. والبسكويت يبدأ من ألفين ليرة ويزداد كلما زدادت نوعية المنتج والوطني غير الأجنبي. والكازوزة من 5 ليرات سابقا إلى 5000 ليرة اليوم. يعني كيس الأكلات ارتفع من 15 ليرة إلى 13 ألف ليرة سورية.

الألف ليرة الخضراء ما عاد تجيب شي عند البياع. ولا الخمسمية الزرقاء ولا القديمة أم طربوش حتى علكة الشعرواي صارت أغلى طبعاً إذا لقيتها.

أحلام الأطفال اليوم بشراء كيس أكلات لا تقل عن حلم رب الأسرة بشراء مستلزمات وجبة غداء كاملة على أصولها فالخيارين يحتاجان لتكاليف باهظة تعادل راتب الموظف الحكومي.

عذراً لكل أطفال الجيل الحالي. الحرب وتعقيداتها الاقتصادية إضافة لسوء إدارة الموارد والفساد جعلوا من كيس البسطة حلم المنال لعدد كبير من الأطفال السوريين . كيس الأكلات هو أقل حق من حقوق الطفولة علينا.

أخبرونا عن ذكرياتكم مع كيس الأكلات؟

زر الذهاب إلى الأعلى