انتخابات مجلس الشعبشخصيات سورية

كوليت خوري.. وأيام مع دمشق

كوليت خوري: تعبت من خيالي يعمّر “دمشق” وتعبت من “دمشق” تدمّر خيالي

سناك سوري – عمرو مجدح 

تقول الأديبة “كوليت خوري” عن مدينتها “دمشق”: «مدينتي موجودة منذ ماقبل التاريخ وهناك أسماء كثيرة لها وأكثر من خمسة عشر شرح حول سبب تسميتها أنا أختار دائما “ذو مسك” أي “المضاعف عطره”.

وتضيف في حوار إذاعي عبر شام اف ام، كذلك يقال أن “دمشق” هي دم الشقيق عندما قتل “قابيل”، “هابيل” يعني أن “دمشق” منذ أيام “آدم” و”حواء” إذاً “دمشق” لن ترحل وكل من يأتي إليها ويقيم فيها يصبح من شعبها هي رأساً تدمشق الناس لست مضطراً أن يكون عمر أجدادك خمسة آلاف سنة حتى تكون دمشقي يكفي أن تعيش فيها ثلاثين سنة وتتعمد بروحها فهي مدينة لا تعرف التعصب».

“خوري” وهي الدمشقية العتيقة التي ما إن تغادر مدينتها حتى تعود إليها وكأنها قد أقسمت أمام “قاسيون” أن لا رحيل فبقيت دوماً إلى جانب “دمشق” وخاضت معها حروبها الإجتماعية والثقافية والسياسية وتميزت عن الكثير من الأدباء أن اسمها لمع ونجحت كشاعرة وروائية من “دمشق” المدينة التي منحتها مفاتيح أبوابها…

تحكي عن “دمشق” في حوار مع مجلة “المعرفة” 1972 قائلة : «ما استطعت يوماً أن أنسلخ عن بيئتي ومدينتي والوطن. ما استطعت يوماً أن أغني إذا ارتفع في ذلك اليوم صراخ من بيت مجاور، ما استطعت يوما أن أضحك إذا كنت في ذلك اليوم قد رأيت وجهاً أعرفه يبكي، أنا إنسانة مختلطة بذرات هذه المدينة، لطالما بكيت ورقصت معها، ولطالما اغتربت معها وفيها، فلا تسلني ماهي الحدود بين تجربتي وكتاباتي، أنا جزء من هذه المدينة ومن هذا الوطن، وحين أكتب عن أي شيء في العالم، مهما كان بعيداً، يظل قلبي يزرع بين الأحرف والسطور آهاتي الشخصية وابتساماتي التي هي انعكاسات لهذه المدينة».

اقرأ أيضاً:غادة السمان لـ: كوليت خوري: عودي فرفيقاتك القديمات مثلي يفتقدنك

لـ “دمشق” مع كاتبة “أيام معه” حكايا أو كما قالت “قصتها معي قصة” وتابعت في ذات الحوار بنص من مخطوطة لإحدى رواياتها تقول فيها: «دمشق في الصيف.. ورائحة الياسمين حين يعبق بها الحر .. كالمرأة المعطرة حين تعرق بين ذراعي رجل، “دمشق” في الصيف.. والغبار الذي يعشش في النسيم.. كامرأة طوقت جيدها والزندين بالشذى.. واتشحت بالخضير.. ولابت في الصحراء تبحث عن حبيب، “دمشق” في الصيف.. والمياه الجارية أبداً رغم الشموس المحرقة، كالمرأة التي تبكي أبداً لأنها تتحرق لهفة وشوقاً وحباً، “دمشق”.. المرأة الأزلية.. كما تعيش في خيالي وحدي.. كم مرة بحثت عنها في الواقع فما وجدتها، وجدت امرأة مذعورة النظرات، ممزقة الملابس.. أعطوها فجأة مالاً وأماناً وحباً.. فسرقت المال ولم تشتر الملابس وهزئت بالأمان وتاجرت بالحب.. وظلت تعيش بأوهامها في سجن قديم متهدم، تعبت من خيالي يعمر “دمشق” وتعبت من “دمشق” تدمر خيالي».

“كوليت سهيل فارس الخوري” شاعرة وأديبة وروائية سورية جدها رئيس الوزراء السوري الأسبق فارس الخوري ولدت في مدينة “دمشق” عام (1937) تكتب بالفرنسية والإنكليزية إلى جانب لغتها الأم العربية، عملت محاضرة في جامعة “دمشق”، ومستشارة في رئاسة الجمهورية العربية السورية لشؤون الأدب وتعتبر واحدة من أبرز الأسماء الأدبية في العالم العربي.

اقرأ أيضاً:متى تنشر “كوليت خوري” رسائل نزار قباني؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى