كورونا يرفع حدة القلق الامتحاني.. نصائح لتجاوزه
في دراسة لمركز القياس والتقويم.. متوسط درجة القلق لدى طلاب شهادة التعليم الأساسي والثانوية العامة (3.3) من 4
سناك سوري – ولاء شرقاوي
على الرغم من أنها درست كل المواد إلا أن طالبة الثانوية العامة “بتول” بدأت تشعر بحالة من القلق والتوتر وفقدان الحماس للدراسة الذي كان موجوداً أيام الدراسة مع اقتراب موعد الامتحانات النهائية.
تقول في حديثها مع سناك سوري:«درست كل المواد لكنني أخشى نسيانها فأخسر الفرع الجامعي الذي أرغب دخوله على علامة واحدة»، وعلى عكسها فإن “حسين” شهادة التعليم الأساسي لايشعر بالقلق من الامتحان يقول:«ربما لأني خضت التجربة سابقاً إلا ان أكثر ما شغل تفكيري متابعة أخبار الكورونا وترقب ما سيحصل وهل سيكون هناك امتحانات أم لا».
قلق الأهل
لا تعلم والدة بتول ( ربة منزل – 38 عاماً) المتوترة أصلاً بسبب الخوف على أبنائها من فايروس كورونا وثقل أعباء الحياة المعيشية، كيف تخفف الضغط الذي تعيشه ابنتها قبل الامتحانات، وتقول في حديثها مع سناك سوري:« أنا نفسي لا أتوقف عن التفكير، لم نصدق أن انتهت الحرب إلا وجاءت الكورونا لتجهز على ما تبقى فينا نفسياً ومادياً، أحاول استيعاب ابنتي في هذه المرحلة وتهيئة جو للدراسة، لا أستطيع أن أقدم لها شيئاً آخر غير ذلك».
وعلى الرغم من أن ابنها لايعترف بشعوره بالتوتر، إلا أن “أماني” والدة حسين (خياطة -51 عاماً ) تحاول جاهدة تشجيع ابنها على الدراسة كونه ملول ولا يدرس لفترة طويلة لكنه حسب تعبيرها عصبي ويتعامل بخشونه مع أخته الجامعية، مشيرة إلى أنها سبق وأخذته لطبيب نفسي أجرى له جلسات إرشادية فهي تسعى جاهدة تعويض غياب الأب بسبب الانفصال وتحقيق حلم نجاح ولدها فتحرض خياله تارة بالحديث عن فرحهم لحظة صدور النتائج وتعده تارة أخرى بهدايا مما يحب ويتمنى .
اقرأ أيضاً:سوريون خلال الامتحانات.. فرض قانون الطوارئ في المنزل لا ضيوف ولا خروج!
المدرسون قدموا مساعدة ودعم عن بعد:
يرى مدرس الفلسفة “ماهر صالح” أن قلق الطلاب كان بسبب خوفهم من جزء المنهاج الذي لم يتمكنوا من أخذه في المدرسة بالإضافة لتعطيل باقي أفراد الأسرة فترة الحجر الصحي انعكس على جو الدراسة داخل المنزل، معتبراً أن التوتر والضغط قد خف مع صدور تعليمات وزارة التربية حول القضايا المتعلقة بالامتحان، لافتاً إلى أنه أنشأ خلال فترة الحظر مجموعات مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي لطرح الأسئلة من قبل الطلاب والإجابة عليها من المدرسين مع تزويد الطلاب بما يحتاجوه من معلومات سواء من خلال الملفات المكتوبة أو الفيديوهات للدروس والندوات التعليمية التي بثتها الفضائية والمنصة التربويتين .
جهود حكومية :
مركز القياس والتقويم في وزارة التربية أنجز دراستين لقياس مستوى القلق الامتحاني في ظل كورونا وتوصلت الدراسة الأولى حسب الدكتور “رمضان درويش” مدير المركز، إلى أن متوسط درجة القلق لدى طلاب شهادة التعليم الأساسي والثانوية العامة (3.3) من أربع درجات وهو مؤشر إلى قلق حاد، فيما كانت مستويات القلق الامتحاني لدى طلبة التعليم النسوي أعلى من بقية طلبة التعليم المهني حسب الدراسة الثانية، إذ بلغت لديهن(3.2)، وبلغت لدى طلبة التعليم الصناعي(2.9)، وطلبة التعليم التجاري(2.89).
اقرأ أيضاً:كورونا لايمنع معلمي سوريا في عيدهم من متابعة عطائهم
التشخيص والعلاج:
القلق الامتحاني حالة طبيعية حسب المختصين وهو نوعان: إيجابي محفز وهو الميسر لعملية التعلم وسلبي معطل يعيق الدراسة وهو ما يجب البحث في أسبابه لمعالجته، و هنا توضح الدكتورة “رغد زنتوت” الإختصاصية النفسية أن مشاعر الخوف والتوتر خارج الحد الطبيعي تؤدي إلى تشتت الانتباه وضعف التركيز وضعف القدرة على تخزين المعلومة والاحتفاظ بها واسترجاعها وهو ما قد يعود لأسباب أهمها:«ضعف الدافعية للتعلم وعدم استثمار الوقت بالشكل الأمثل، و خوف الطالب من الفشل نتيجة ضغط الأهل بالسعي إلى المثالية أو اللجوء للمقارنات، و ضعف تقدير الذات بالتركيز على جوانب الضعف في شخصية الطالب، إضافة لوجود معاناة سابقة من خبرة امتحانية محبطة».
وتضيف:«أحد هذه الأسباب أو كلها يصل بالطالب إلى المعاناة من عوارض صحية تتمثل إما بالأرق الليلي أو الشرود والتشاؤم والعصبية أو ارتجاف في الأطراف أو صداع وزيادة في خفقان القلب والتعرق بالإضافة لشد في العضلات ونقص أو زيادة في الشهية للطعام، الأمر الذي يتطلب التدخل للتخفيف من القلق الامتحاني وذلك بتنظيم أوقات الدراسة وممارسة الاسترخاء خلال فترات الاستراحة والاهتمام بالنوم الكافي والغذاء المتوازن وممارسة الرياضة مع توفير الأهل لجو إيجابي يرفع من ثقة الطالب بنفسه ويحفزه على الدراسة».
قلق الطلاب الامتحاني الذي لا ينتهي إلا بصدور النتائج مهما اختلفت أسبابه والعوامل المحرضة على ظهوره يبقى حصيلة نظرة مجتمعية ترى في الامتحانات وسيلة للتقييم وليس التقويم، الأمر الذي يتطلب جهداً حكومياً وأهلياً إضافياً لتغيير الواقع بما ينعكس إيجاباً على الصحة النفسية للطلاب.