الرئيسيةشباب ومجتمع

كورنيش طرطوس لا ينام.. ليلاً للساهرين وصباحاً للرياضة والصيد

بائعو القهوة والصدفيات يستغلون ساعات الصباح الأولى على كورنيش طرطوس

تبدأ الشابة الثلاثينية “بسمة حسن” يومها بممارسة رياضة المشي على كورنيش طرطوس منذ ساعات الصباح الأولى. في طقس اعتادته منذ عدة أعوام، لتكون واحدة من أشخاص كثر يمارسون أنشطة صباحية على الكورنيش الذي يكتظ في ساعات المساء والليل بأهالي المدينة وزوارها.

سناك سوري – تيماء يوسف

“بسمة” تمارس الرياضة الصباحية إما بمفردها أو مع صديقاتها، كما تقول وتضيف لـ”سناك سوري”، أنها تكمل نشاطها الصباحي بالجلوس على شاطئ البحر لتتأمله مع كوب قهوة وأغاني فيروز قبل أن تشتد أشعة الشمس. واصفة البحر بصديقها المفضل للفضفضة و الوقت معه يمضي دون ملل.

بسمة حسن تنهي مشوار الرياضة الصباحي مع فنجان قهوتها – سناك سوري

ممارسة الرياضة الصباحية منذ السادسة صباحاً أمر شائع على كورنيش طرطوس أحد أبرز معالم المدينة. وها هما الصديقان “فارس ابراهيم” و”أحمد داوود”، يجدان فيه المكان المناسب لممارسة رياضة الركض كل يوم. منذ أن انتهيا من امتحانات الشهادة الإعدادية، كما قالا لـ”سناك سوري”، وأضافا أن بدء يومهما بهذا النشاط يمنحهما الحيوية لإكمال اليوم بسعادة.

الصديقان فارس ابراهيم واحمد داؤود وممارسة الرياضة على الكورنيش صباحاً – سناك سوري

باب رزق صباحي

عند زيارة كورنيش طرطوس صباحاً، لا يمكن تجاهل الحياة الصباحية النابضة بالتفاصيل. مثل بائع الصدف الذي يتواجد بالقرب من ميناء “جزيرة أرواد”. الذي يفرد بضاعته من الأعمال اليدوية المشغولة من الأصداف البحرية.

عند زيارة كورنيش طرطوس صباحاً، لا يمكن تجاهل الحياة الصباحية النابضة بالتفاصيل. مثل بائع الصدف الذي يتواجد بالقرب من ميناء “جزيرة أرواد”

لكن قبل فرد التحف والأشغال اليدوية المصنوعة من الصدف، اعتاد “نادر بدعه” 69 عاماً، ممارسة رياضة المشي أو الركض لمدة تزيد عن الساعة أحياناً. كما يقول لـ”سناك سوري”، ويضيف أن طول الكورنيش يسمح له بممارسة الرياضة براحة. واصفاً نشاطه بالممتع ويدفعه لحب الحياة أكثر خاصة بالنسبة لعمره.

بعد إنهاء الرياضة الصباحية ينصرف الرجل الستيني لفرد بضاعته وافتتاح بسطته التي يعمل عليها منذ 35 عاماً. وعلى الرغم من ضعف الإقبال على شراء الصدفيات إلا أنه مستمر بالعمل بها كحرفة تراثية اعتادها ويحب الحفاظ عليها.

نادر بدعة يفرد أصدافه على الكورنيش – سناك سوري

إلى جانب بائع الصدفيات، يقف “عبد الله حنحور” 66 عاماً، الذي يبيع القهوة على البسكليت منذ 20 عاماً. ورغم أن “حنحور” يعمل بأعمال أخرى بحسب المتوفر، إلا أنه يلجأ إلى الكورنيش حينما تتوقف أعماله، فالكورنيش بالنسبة له مصدر رزق دائم. ويأتي يومياً من السادسة صباحاً ويستمر حتى الـ11 صباحاً قبل أن يعود لمنزله مع اشتداد حرارة الشمس، ويتابع عمله مساء.

ويشترك “حنحور” مع الآخرين بأسباب اختياره للكورنيش صباحاً، بالإضافة أنه يجد إقبال الناس أفضل من وسط المدينة. لكن رغم ذلك يرى أن بيع القهوة على البسكليتات هي ضربة حظ و ذلك بسبب كثرة انتشار المقاهي على الكورنيش.

عبد الله حنحور أمام عربة القهوة – سناك سوري

صيد السمك الصباحي

لا يمكن أن يخلو صباح كورنيش طرطوس، من بعض هواة صيد السمك بالسنارة، الذين يتوزعون على الصخور بانتظار أن تغمز السنارة معلنة عن سمكة عالقة. كحال “راتب الخطيب” 66 عاماً مهندس مدني الذي يأتي بين الفترة والأخرى لممارسة هوايته بصيد السمك. ويأخذ غلته لتكون طعام غداء للأسرة فالصيد ليس مهنته ولا يبيع أسماكه.

يقول لـ “سناك سوري” أنه يشحن نفسه بالطاقة الإيجابية و يتخلص من ضغوط الحياة عبر هذا النشاط الذي يعلم التأني و الصبر. وبالإضافة لصيد السمك يأتي أحياناً أخرى للسباحة مما يشعره بالراحة.

ورغم انتشار المقاهي والمطاعم من كل الفئات الشعبية وذات العدة نجوم على كورنيش طرطوس، إلا أنه مايزال يتسع لجميع الناس من كل الطبقات الاجتماعية. وهذا أكثر ما يميزه خصوصاً عن كورنيش اللاذقية الذي تنتشر فيه المطاعم باهظة الثمن. دون أن يكون هناك جزء كبير لعامة الناس من مرتاديه.

زمالة سناك سوري 2024

استراحة صباحية لشرب القهوة على كورنيش طرطوس – سناك سوري

زر الذهاب إلى الأعلى