كمال بلان سفير الفن السوري في روسيا

“بلان” لـ سناك سوري: يسمونني سفير الفن والثقافة السورية لكني أعمل بدون راتب أو أجر
سناك سوري – رهان حبيب
يحرص الموسيقار والفنان المسرحي السوري “كمال بلان” أن يصل بموسيقاه إلى كل المتاحف الروسية فهي رسالته في الحياة التي نذر نفسه لها حتى مع غياب مركز ثقافي سوري في “روسيا”، آملاً أن يصل يوماً ما مستوى التمثيل الثقافي السوري فيها إلى مستوى التثميل الدبلوماسي فالثقافة من وجهة نظره بوابة اللقاء بين الشعوب وفرصة التلاقي التي حاول بناء دعائمها بجهود شخصية حتى أنها حمّلته أعباء مالية كبيرة.
يتحمل “بلان” مبالغ مادية لإنتاج مشاريعه الفنية ولايوجد من يدعمه مادياً فأكثرية العرب والسوريين منهم في “سوريا” بعيدين نوعاً ما عن المسرح حسب ما أكده في حديثه مع سناك سوري، ويضيف:«أقيم العديد من الفعاليات الموسيقية والفنية في المناسبات الوطنية وغيرها، يسموني هنا سفير الفن والثقافة السورية وينسون أني لا أقبض رواتب وإنما أقوم بواجبي الوطني».
“بلان” الذي انهمرت دموعه متأثراً بتحية الجمهور الطويلة لعزفه على العود، عندما قدم فقرة فنية بالزي العربي عام 1999 أمام الفرقة الحكومية الأكاديمية الروسية للآلات الشعبية، في صالة “تشايكوفكسي”، كان قد أوفد إلى “روسيا” للدراسة ومارس إلى جانبها هواياته الفنية التي لم يتمكن من صقلها أكاديمياً بانتسابه لـ “الكونسرفاتوار” فاعتمد على الموهبة التي جعلت منه لاحقاً قائد فرقة موسيقية، و عازف و ممثل مسرحي نال جوائز عالمية أهمها فوزه بالمرتبة الثانية عام 2019 بالمسابقة الموسيقية العالمية في معهد الموسيقى الشهير عالمياً باسم “غنيسينا” في موسكو والتي شارك فيها باسم “سوريا” من بين 135 متسابقاً.
اقرأ أيضاً:أغنى رجل في التاريخ .. أمير البزق السوري “محمد عبد الكريم”
لم يعمل “بلان” باختصاصه في الهندسة بعد تخرجه لأن الفن أخذ كل وقته فهو ليس موسيقياً فقط بل ممثل أيضاً، ومصمم رقص مسرحي، و يعتز بأنه فنان سوري حمل “دمشق” في قلبه وغنى لها في أوبريت “ألحان دمشقية” وحكى بالفن للشعب الروسي عن “دمشق” العريقة التي لم تتسم بطابع ديني ولا سياسي بقدر ما اتسمت بالحضارة والإنسانية على مر العصور.
بعد أن أنهى دراسته عاد ابن مدينة “السويداء” إليها لكنه أوفد مرة ثانية بمهمة عمل فاختار الاستقرار في “روستوف” الروسية في العام 1973 ومنها أبحر في عالمه الفني مستفيداً من معرفته الواسعة بالمجتمع الروسي واهتمامه بالفنون والموسيقا الراقية، و شكل فرقة موسيقية عربية وجمع عازفين روس وعلمهم كيف يعزفون الموسيقا العربية، ويضيف:«حاولت نشر الموسيقا العربية بتشكيل فريق متناغم ليكون عماد مشروعي للتعريف بالنوتة العربية وموسيقانا بقوالب عدة أهمها المسرح مستعيناً بتاريخنا العريق لأعود لقصة “بعل” و”أوغاريت” و”الآرامية” التي ناقشتها بنصوص مسرحية إلى جانب “السريانية”، وحكيت من خلال المسرح وتشكيلة الموسيقى والتمثيل مع الزي المناسب لكل مرحلة حكاية سورية وما تعاقب عليها من حضارات».
أفكاره الفنية أدخلت آلة العود للموسيقى التصويرية في مسرحية “الأحلام الملونة للحمار الأبيض” بمسرح الأمم في “موسكو” وعمل مع مسرح “تيريزا دوروفا” لتأدية الأدوار وعزف الموسيقى، وشارك في الموسيقى التصويرية لثلاثة أفلام روسية ومثل في عدة أفلام ومسلسلات روسية بأدوار راوحت بين البسيطة والجادة، منها مسلسل “الوطن” من إخراج “بافيل لونغين”.
في رحلة حلمه لاعتلاء كل المسارح الروسية قدم “بلان” على مسرح “دوروفا” الموسيقى السورية الفلكلورية ونال جوائز هامة عندما شارك بثلاث أعمال موسيقية من تأليفه وعزفه وبمشاركة الفنان الروسي الدكتور في الموسيقى “أنطون بوكانوف” والمغنية الأوبرالية الفنانة “أولغا آيسينا” الحاصلة على لقب فنانة الشعب.
السوري الذي دخل عقده السابع ومازال مستمراً في أداء رسالته الفنية عزف في نادي ألف ليلة وليلة و على مسرح أوتستراد، وغنى الموشحات الأندلسية وكل أنواع الغناء العربي، أسس مدرسة للرقص الشرقي وأنتج المسرحيات الراقصة في عدد من مسارح “موسكو” كما أشرف على توزيع العديد من الموسيقى والأغاني العربية القديمة والمشهورة إضافة لألحانه التي ألفها بنفسه مثل ملحمة “حزنت “دمشق” “جبينك عالي يا سوريا” “طير يا حمام” “أوعا تنام أوعا تنام أنت بجنة أهل الشام” “شوق الحمام اشتقنالك يا شام” من كلمات “سعدو الذيب” كما اشترك بمسابقات أدبية باللغة الروسية وحصل على ميدالية ” شكسبير” في مسابقة الريشة الذهبية الروسية، وكُرّم وهو يرتدي طربوشه الشامي الأحمر الذي يرافق زيه باستمرار.