“كمال الفقيه” أسس أول عيادة عينية وتبرع بمعداته للهلال
الفقيه درس الطب بين الوحدة والانفصال… ووثق الحياة الصحية في السويداء
سناك سوري – رهان حبيب
يستعد الطبيب “كمال الفقيه” من أبناء مدينة “السويداء” لطباعة الكتاب الأول من نوعه في المحافظة كوثيقة لتفاعلات الحياة الصحية فيها، والذي يضم رصيد ذاكرته في العمل الطبي منذ العام 1967 وحتى اليوم، إضافة للكثير من الأحداث والأفكار والأسماء الموثقة منذ أن كانت تسمية الطبيب بالمداوي بترخيص من سلطات الاحتلال الفرنسي وقبلها العثماني، مستعيناً بذاكرة كبار أهالي الريف والمدينة.
مسيرة “الفقيه” المهنية الذي عاصر أحداثاً مفصلية بدأت كطبيب مقيم في المشفى الوطني بالمحافظة، لكن لدراسته الطب رواية خاصة يقول عنها: «كنت من بين 31 طالب في الشعبة الوحيدة للفرع العلمي بمدينة “السويداء” وقد أوفدت خلال الوحدة بين “سوريا ومصر” إلى جامعة “عين شمس” للدراسة فيها حيث درست ثلاث سنوات لكني عدت بعد الانفصال وأكملت دراستي في جامعة “دمشق” وتخرجت منها».
اقرأ أيضاً:“روز الريشاني” تُرضي شغفها باستنطاق كبار السن: كي لا تذهب قصصهم أدراج الذاكرة
ويضيف في حديثه مع سناك سوري:«في عام النكسة كنت طبيباً مقيماً في مشفى “السويداء الوطني”، وقد نلت وسام السادس من تشرين تكريماً لخدماتي خلال حرب تشرين التحريرية حيث لم يكن يتجاوز وقتها عدد الأطباء في المشفى الوطني عدد أصابع اليد».
رحلة التخصص في مجال طب العيون بدأت من “ألمانيا” بعد حرب تشرين، لكنه عاد لمدينته ليؤسس فيها أول عيادة عينية في العام 1977، يقول: «لأكثر من عقد من الزمن كنت طبيب العينية الوحيد بالمحافظة أداوم في الليل والنهار، إلى أن جاءت الطبيبة “خلود معروف” بعد 5 أعوام من عملي وحيداً لنكمل معاً مسيرة خدمة مرضى العينية بالمحافظة وتقديم العلاج اللازم لهم».
في بداية السبعينيات تشارك “الفقيه” مع عدد من الرفاق مثل الدكتور”نزار ملحس” و “عبدي الأطرش” فكرة تأسيس شعبة للهلال الأحمر في المحافظة ومازال إلى اليوم يؤدي عمله فيها متطوعاً مسخراً أدوات عيادته وخبرته الطبية لخدمة العمل الهلالي أيضاً، يقول “الفقيه”:«اتسمت أجواء العمل بالمثالية خاصة أن الأهالي تفاعلوا مع فكرة تأسيس الشعبة بروح العطاء والتكافل والمحبة، فالمجتمع الذي زرع في نفوسنا بذرة الخير والعمل كان حاضنة إنسانية راقية لعملنا الهلالي».
العام 2002 مرحلة عمل جديدة قرر فيها الطبيب التقاعد من عمله في عيادته الخاصة وقدم معداتها هدية لشعبة الهلال الأحمر لكنه استمر في العمل بالعيادة التابعة للهلال ويعمل فيها يومين أسبوعياً، لكنه يستعد قريباً للتقاعد من مجلس إدارة الهلال وسوف يستمر بالعمل في العيادة.
شهادة رفاق الدرب
يؤكد المدير السابق للهلال الأحمر “هايل القنطار ” في حديثه مع سناك سوري إن للطبيب “الفقيه” بصمات مشرقة في تأسيس الهلال الأحمر بالمحافظة وتطوير عمله، وقد برز كواحد من الهلاليين أصحاب النظرة المستقبلية الثاقبة في المجالات الإدارية والطبية، مما أهله لعضوية مجلس إدارة الفرع لسنوات طوال، بذل فيها الجهد لإنجاح خطط الفرع، وقدم عيادته مجاناً للهلال الأحمر وخصص يوماً بالأسبوع لمعاينة المرضى مجاناً فيها، كما تم انتخابه لتمثيل المنظمة في أكثر من مؤتمر دولي حظي فيها بإعجاب المؤتمرين للأفكار الإنسانية الخلاقة التي عرضها، منها مشاركته في مؤتمر دول الشرق الأوسط في “كينيا” عام 2006.
مهام أخرى
يشار إلى أن “الفقيه” شغل خلال سنوات حياته مهام أخرى منها مدير صحة “السويداء” وعضو النقابة المركزية للأطباء لأربع دورات كما مثل جمعية أطباء العيون في عدد من المؤتمرات العلمية والطبية التي طورت تجربته العلمية وخبرته الطبية إلى أن تقاعد من العمل النقابي في العام 2013، كما عرف عنه حبه للسينما واستضاف في منزله أعضاء النادي السينمائي بالمحافظة في الوقت الذي غابت فيه دور السينما عنها.
اقرأ أيضاً:فادي الشعار مهندس سوري يُدخل أنواع جديدة من الخل للأسواق