كفاءات نسائية عالية في مجلس المعلوماتية.. لكن التوازن الجندري لا يزال مفقوداً

أعلنت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية مؤخراً عن تشكيل مجلس إدارة جديد في دمشق، ضم سبعة أعضاء بينهم سيدتان فقط، ما أعاد إلى الواجهة أسئلة قديمة حول غياب التوازن الجندري في مواقع القرار، حتى ضمن الهيئات التي يُفترض أنها تمثل التحديث والمعرفة.

سناك سوري-دمشق

وبحسب القرار فإن مجلس إدارة الجمعية الجديد في دمشق يضم سيدتان هنّ الأكاديمية “لارا قديد” رئيسة جامعة قرطبة الخاصة، وربى هاشم (المديرة الإقليمية لنجاح العملاء في شركة مايكرو سوفت).

من هي ربى هاشم؟

شغلت “ربى هاشم” منصب المديرة الإقليمية لنجاج العملاء في “شركة مايكروسوفت” في أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا منذ 2023، في الإمارات العربية المتحدة.

وتمتلك خبرة تمتد إلى أكثر من 16 عاماً في مجالها وتدرجت بالعديد من المناصب داخل مايكروسوفت مثل مديرة التميز ونجاح العملاء وقائدة الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وقائدة التميز لمبيعات المؤسسات في قسم حلول مايكروسوفت.

كذلك مديرة مركز مايكروسوفت للتكنولوجيا بين 2017 و2019، ومديرة التسويق في دولة قطر بين 2012 و2017، ومديرة التسويق واستراتيجية التصميم والابتكارات في الولايات المتحدة بين 2008 و2010.

عملت الأكاديمية السورية كذلك كمديرة حسابات في “شركة تريكوربراون” في الولايات المتحدة بين 1999 و2001، وتنفيذية مبيعات في الشركة ذاتها بين 1996 و1999.

“ربى هاشم” حاصلة على ماجستير في الاتصالات والوسائط الرقمية عام 2012 من “جامعة واشنطن” في الولايات المتحدة الأميركية، وبكالوريوس في إدارة الأعمال والتسويق من الجامعة ذاتها عام 2002.

من هي لارا قديد؟

أما الأكاديمية “لارا قديد” فهي رئيسة جامعة قرطبة الخاصة منذ عام 2021، كذلك أستاذة مساعدة بقسم هندسة نظم الحاسوب في كلية الهندسة والتكنولوجيا بالجامعة ذاتها.

وقبل أن تصبح رئيسة الجامعة الخاصة تدرجت في مناصب مثل نائبة رئيس الجامعة، وعميدة كلية الهندسة والتكنولوجيا، ونائبة عميد الكلية ذاتها، ورئيسة مكتب الشؤون العلمية والبحث العلمي بالتكليف.

“قديد” حصلت على دكتوراة في هندسة الحواسيب عام 2013، وماجستير في الهندسة المعلوماتية عام 2009، وإجازة في الهندسة الكهربائية والالكترونية عام 2000.

وإلى جانب “قديد” و”هاشم”، ضم مجلس الإدارة كل من عمار الجوخدار (عميد كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق)، شحادة الإبراهيم (المدير العام للهيئة الوطنية لخدمات تقانة المعلومات)، سنان حتاحت (نائب رئيس المنتدى السوري للاستثمار والأثر الاجتماعي)، فراس شيخ كريم (رئيس فرع إدلب للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية سابقاً) ومجد نعسان (خبير التحول الرقمي في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل).

رغم أن اختيار شخصيتين نسائيتين بخبرة أكاديمية وتقنية لافتة في مجلس إدارة الجمعية يشكّل خطوة مهمة على صعيد الاعتراف بكفاءة النساء في مجالات المعرفة والتحول الرقمي، إلا أن الحضور المحدود للنساء في تشكيل المجلس يطرح تساؤلات حول مدى التزام المؤسسات بتحقيق تمثيل حقيقي يعكس العدالة الجندرية، لا مجرد نسب رمزية في هيئات يُفترض أنها تصنع المستقبل.

في وقت تحتاج فيه سوريا إلى كل طاقاتها وخبراتها، يبدو أن تمكين النساء لا يزال يتحرك بخطى بطيئة خلف شعارات التحديث.