بعضهم ليس معارضاً لنظام الحكم فحسب، بل حتى يرفض العلم الرسمي الحالي، ومع ذلك أتوا وشجعوا..
سناك سوري- رام أسعد
مازال الحدث الأهم في العالم، والذي يتابعه أغلب سكان الأرض في بدايته، ومازالت كرة القدم مصرّة على إخبارنا أنها لا تكتفي بدخول الشباك فحسب، بل أن لها قدرةً أيضاً على دخول القلوب التي فرقتها السياسة لتجمعها على حبها، وهذا ما حصل يوم الجمعة خلال مباراة منتخبي “إيران”، و”المغرب”.
فقد انتشر بعد المباراة العديد من صور مشجعي وجمهور المنتخب الإيراني على وسائل التواصل الاجتماعي، لحسناوات أجمل من حسناوات أوربا وأمريكا اللاتينية وعشاق يتبادلون القبل تحت العلم الإيراني ونظراً لطبيعة هذه الصور فقد نسي نشطاء الفيسبوك أن يعلقوا على مجريات المباريات وأبدوا أرائهم بهذه الصور العجيبة التي لم يتوقع أحد أن يتم إلتقاطها من جانب الجمهور الإيراني.
الملفت بالأمر أنه من شبه المؤكد أن العديد من هؤلاء يقيمون خارج “إيران”، والعديد منهم على خلاف شديد مع نظام “الحكم المحافظ” في “إيران”، ومع ذلك لم يعتبروا المنتخب “منتخب النظام” بل أتوا وشجعوه باعتباره منتخب وطنهم الذي ينتمون إليه.
أمر آخر انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وهو فيديو لـ”الشرطة الروسية” تقوم بمنع المشجعيين الإيرانيين من رفع علم “الشمس و الأسد” وهو علم إيران الرسمي أيام “الشاه”. (ذكرك هاد العلم بشي علم قصتو مشابهة عزيزنا القارئ!؟)
ولكم أن تتخيلوا ماذا فعل المشجعون الإيرانيون المعارضون جراء هذا الأمر.. لم يفعلوا شيئاً ببساطة دخلوا وشجعوا منتخب بلادهم تخيلوا.. الآن وبعد ما تقدم، أصبح بإمكانك عزيزنا السوري مؤيداً كنتَ أو معارضاً أن تفخر وترفع رأسك عالياً بين الأمم والشعوب فحتى سحر كرة القدم لم يستطع أن ينل منك، وبإمكانك أن تحمد الله لأن منتخبنا لم يتأهل، وإلا لكنا جعلنا العالم يندهش من أمرنا كما اندهش من أمر الجمهور الإيراني، ولكن بأسلوب مغاير تماماً وفي النهاية وبعد أن تفتخر وتشكر ربك تستطيع أن تفكر قليلاً وتنظر في أمر الشعب الإيراني الذي توّحد خلف منتخب بلاده لعلك تعتبر.
اقرأ أيضاً المونديال: سوريون ينتظرون مباراة الافتتاح بفارغ الصبر “المواجهة غير الرياضية”