![إعلام العصافير تزقزق](https://snacksyrian.com/wp-content/uploads/2025/01/canva.jpg)
تزداد حالة الهلع لدى كثير من الناس بمجرد سماع معلومة قد تكون مضللة، في وقت تغيب المصادر الرسمية الواضحة بشكل كبير عن المشهد، الأمر الذي يشكل بيئة خصبة لتناقل التضليل وما ينتج عنه من تحريض وخطاب كراهية، للأسف كثير من الناس يرون في أخبار الفيسبوك حقيقة من مبدأ “مافي دخان بلا نار”.
سناك سوري-وفاء أحمد
في صبيحة يوم 8 كانون الأول الفائت، سقط النظام وسقط معه بث قنوات الإعلام الرسمي السوري، التي كان من المفترض أن يتم الحفاظ على بثها وجعلها المصدر الأول للمعلومات والتصريحات، لكنها حتى اللحظة وحتى بعد مرور 27 يوماً ماتزال “خارج التغطية”، بينما لم تغيّر وكالة سانا للأنباء الرسمية شيئاً من سياستها، فيما عدا استبدال بعض المفردات لمواكبة المرحلة الجديدة فعبارة “المجموعات الإرهابية” غابت لصالح “النظام البائد”.
على سبيل المثال، وبينما انشغل الفيسبوك على مدى يومي الخميس والجمعة بحادثة مقتل شاب في طرطوس، وشائعات ظهور داعش في المدينة الساحلية، لم تذكر سانا أي خبر عن الحادثة، واكتفت بنقل خبر الاحتفالات بنجاح الثورة أمس الجمعة. ولا يختلف الحال في صفحة المحافظة الرسمية بالفيسيوك، التي كان من المفترض أن تكون منبراً واضحاً للمعلومات في ظل التضارب الكبير فيها ليلة الخميس، ومع ذلك تجاهلت الخبر تماماً.
كذلك الحال في الصحف الرسمية، فتشرين شبه متوقفة عن العمل، والثورة لم تغيّر في خطابها أو أسلوبها، فيما عدا تغيّر الصفات والأسماء.
المثال ذاته ينطبق على الحملة الأمنية في حمص الأسبوع الفائت، والتي منعت فيها إدارة العمليات العسكرية التصوير، فيما عدا بعض الناشطين وبنطاق محدود للغاية، بينما كانت الشفافية تقتضي تواجد كاميرا رسمية توثق ما يجري لطمأنة الناس وإزالة الحواجز وتعزيز الثقة بينهم وبين حكومة تسيير الأعمال وجناحها العسكري.
تشرين شبه متوقفة عن العمل، والثورة لم تغيّر في خطابها أو أسلوبها، فيما عدا تغيّر الصفات والأسماء.
ليس من الواضح الهدف من تغييب الإعلام الرسمي في هذه الظروف، التي تحتاج إعلاماً قوياً مختلفاً وبعيداً عن اللغة الخشبية التي اعتادها نظام البعث قبل سقوطه، وإن كان هناك بعض المشاكل المتعلقة بالبث، فالحلول ليست صعبة.
مثلاً، لماذا لا يتم نشر الأخبار بكثافة حول كل ما يجري ولنفي الشائعات أو تصحيحها عبر صفحات المحافظات الرسمية بالفيسبوك، ولماذا لا يتم الإعلان عن رقم المكتب الصحفي لكل محافظة ومنحه للصحفيين والصحفيات لتسهيل مهمة التقصي والبحث عن المعلومة الحقيقية وتقديمها للجمهور.
اليوم ماتزال الكلمة لناشطي الفيسبوك، الذين ينشر معظمهم دون حسيب أو رقيب، في حين يحتار الصحفيون في أمرهم، فلا مصدر واضح، ولا طريقة للتأكد، التجاهل يعني فقدان الثقة مع الجمهور، وتسليط الضوء يحتاج إلى مصدر حقيقي غير موجود، والسلطة الجديدة يبدو أنها لا تمانع هذه الفوضى طالما أن مسؤوليها يجرون لقاءات دورية مع تلفزيونات عربية وأجنبية.
لماذا لا يتم الإعلان عن رقم المكتب الصحفي لكل محافظة ومنحه للصحفيين والصحفيات لتسهيل مهمة التقصي والبحث عن المعلومة الحقيقية وتقديمها للجمهور.