قمة بايدن بوتين لا تعليق رسمي سوري.. والبعث تكشف خفايا
الصحف السورية لم تحتفِ كثيراً بقمة بايدن بوتين ولا توقعات بنتائج إيجابية
سناك سوري-دمشق
لم تحظّ قمة الرئيسية الروسي “فلاديمير بوتين”، والأميركي “جو بايدن” مؤخراً، بأي ردود رسمية سورية، بالمقابل فإن حضورها في الصحف الحكومية السورية، لم يكن مكثفاً حتى من خلال المقالات التحليلية ومقالات الرأي التي تتفنن الصحف الحكومية بنشرها بكثافة.
وكالة سانا الرسمية لم تخرج عن سياق تداول الأخبار حول القمة، فنقلت عدة أخبار لم تضف أي جديد عما نقلته الوكالات الإخبارية العالمية.
تشرين: انتقائية إنسانية مرفوضة
بينما قالت صحيفة تشرين المحلية في مادة لها تحت عنوان “انتقائية إنسانية مرفوضة”، إن أصداء القمة ترخي بظلالها على المشهد العالمي، وسط الحديث عن قليل من الإشارات الإيجابية والخطوط الحمراء، وقضايا تبقى عصية على الجانبين.
وأضافت: «فيما خص الملف السوري، وكما كان متوقعاً فقد تجدد الموقف الأمريكي لجهة التركيز على ما يسمى “معابر” من دون التطرق إلى جوهر المشكلة والمتمثل في الاحتلال ودعم الإرهاب والحصار الظالم والعقوبات الأحادية الجانب».
وذهبت للقراءة ما بين السطور كما قالت، مضيفة أن «مرامي الحديث الأمريكي تقود إلى الإشارة إلى أمر حضر قبل القمة وهو بدء العد التنازلي لصلاحية القرار الدولي (2533) الذي كان أقر لمدة سنة وينتهي في تموز المقبل، لاسيما مع إشاعة روسيا أنها سوف تعمل للتصويت ضد تمديد القرار المذكور، وذلك في مسعى روسي لكي تعمل الأمم المتحدة على إرسال مساعداتها عبر الحكومة السورية».
وأضافت: «المقاربة الأمريكية لموضوع المعابر، غير مقبولة، فإذا كانت واشنطن “تتألم” لحال السوريين في بعض المناطق، وهم بلا أدنى شك يعانون، لكن لا يجب أن تكون معاناتهم موضوعاً “بازارياً” وابتزازاً على حساب السيادة الوطنية، وتالياً الشعب السوري برمته يعاني جراء حصار واشنطن والغرب وعقوباتهما، هذه العقوبات التي فرضت بغير وجه حق وتشكل عقاباً جماعياً للشعب السوري».
وخلصت إلى نتيجة مفادها أنه في حال «كانت واشنطن صادقة في إحساسها بالمعاناة، وتعمل لفتح معابر تخفف من ذلك فلترفع سيف العقوبات عن سوريا وتسمح بوصول المساعدات والمواد الضرورية للشعب السوري والتي تتعلق بحياته اليومية».
اقرأ أيضاً:قبيل القمة المرتقبة عالمياً.. بايدن يضغط على بوتين في سوريا
البعث: ما خفي من القمة هو التالي
أما صحيفة البعث المحلية فقد اختارت أن تكشف ما خفي من القمة، وقالت إن ما هو المثير للدهشة «ربما التغطية الإعلامية لبعض وسائل الإعلام الأمريكية التي حاولت تظهير الرئيس الأمريكي وكأنه غير قادر على إدارة القمّة مع نظيره الروسي من خلال بث مجموعة الأخبار والمعلومات التي قام بها بايدن أثناء اللقاء (زلة لسان – قصاصات ورقية)، فهل بالفعل هذه حقيقة بايدن، أم أن ما يجري هو ضمن اللعبة الأمريكية في الإعلام والانقسام بين جمهوري وديمقراطي، أو أن هناك من لا يريد لنتائج هذه القمة أن ترى النور حتى لو تم التصويب على الرئيس الأمريكي نفسه».
واعتبرت الصحيفة أن الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، كشفت مدى الانقسام الكبير والحاد في المجتمع الأمريكي بين الجمهوريين والديمقراطيين، وأضافت: «وبالتالي، فإن انتقاد بايدن بعد قمّته مع بوتين يأتي في هذا السياق للتأكيد أن الرئيس غير أهل للقيام بمهامه سواء من بوابة عدم قدرته على مجابهة خصمه العنيد الذي يحتاج إلى رئيس قوي كترامب للجلوس إلى جواره ومحاورته، أم من بوابة عمره الكبير والادعاء بأنه مصاب بالزهايمر وغيره من الأمراض، حيث جاءت الأصوات الجمهورية المنتقدة سريعة (بومبيو – ترامب). في حين كان هناك من يغمز بأن الهجوم لم يكن من الجمهوريين فقط وإنما من الديمقراطيين الذين يرون أن كامالا هاريس مهيّأة لتحل مكان بايدن على رأس الإدارة الأمريكية في ظل الوضع الصحي للرئيس».
وتابعت: «الأمر الثاني أنه منذ الإعلان عن القمة، هناك داخل الإدارة الأمريكية، سواء في الخارجية أم وكالات الأمن القومي، من صوّب عليها وقال: إن الطريقة الوحيدة لمواجهة موسكو هي المجابهة والعقوبات، حيث رفضت الخارجية الحلول المطروحة لمشروع السيل الشمالي (ستريم 2) وطالبت بإيقافه، في حين كان هناك رأي مغاير من بايدن، كما كان هناك تصويب غريب على اللقاء من خلال البيانات التي تصدر عن القمم التي عقدها بايدن في أوروبا وحتى من واشنطن نفسها، ما يعني أن هناك تبايناً بالرأي كبيراً، وهناك بالفعل من لا يريد لها أن تنجح، ويدفع باتجاه تأجيج الوضع أكثر فأكثر».
أمام تلك الهجمة على حد توصيف الصحيفة، «كان لافتاً ظهور بوتين مدافعاً عن بايدن وعن الصورة التي رسمتها وسائل الإعلام الأمريكية مشيداً بمهنيته وبقدرته على إدارة الحوار: “بايدن رجل مهني ويجب توخي أقصى درجات الحيطة خلال التعامل معه كي لا يفوتك شيء ما، لأنه لا يفوته شيء، وهذا الأمر كان واضحاً تماماً بالنسبة لي”. وكأن الرئيس بوتين يريد أن يوصل رسالة بأن محاولات إفشال القمة بين الزعمين سقطت، فكلا الطرفين حسب بوتين “أبديا رغبة في فهم بعضهما بعضاً وإيجاد سبل لتقريب المواقف”».
وخلصت البعث إلى نتيجة جاء فيها: «لقاء الإرادات الكبرى الذي وسمته الصحافة الروسية استطاع وضع لبنة أولى على طريق كسر الجليد بين القوتين العظميين في العالم، وإن كان هناك محاولات داخلية أمريكية لعرقلتها.. فهناك من ينتظر أن يبني على الشيء مقتضاه، فبكين التي كانت الحاضرة الغائبة في القمة أعلنت تأييدها لمواصلة الحوار بشأن الاستقرار الاستراتيجي في العالم، فهل هناك في واشنطن من يسمع؟».
اقرأ أيضاً: حضور خجول للملف السوري في قمة بوتين بايدن
الوطن: بين الانتخابات الإيرانية وقمة «بوتين ـ بايدن».. هل تكون سوريا استثناء؟
أما صحيفة الوطن المحلية المقربة من الحكومة، لم تختر الحديث عن القمة لوحدها، إنما ضمّت إليها الانتخابات الإيرانية، وقالت: «في المبدأ العام من السذاجةِ انتظار اجتماع القطبين لإيجاد حلولٍ لمشاكلنا في هذا الشرقِ البائس، لكن في الوقت ذاته يبدو انتظار كهذا مرتبطاً بتأثير كل قطب في النزاعات العالقة، تحديداً أن التصريحات الأميركية العدائية التي أطلقها بايدن خلال حملتهِ الانتخابية تجاهَ روسيا كانت مثارَ قلقٍ حولَ قدرةِ قممٍ كهذه على السيرِ بعيداً في لملمةِ النزاعات حول العالم».
ورأت أن عودة العلاقات الدبلوماسية الأميركية الروسية، والاتفاق على محاربة الإرهاب مجرد «عناوينَ عريضة لا يمكن البناء عليها أبداً، إذ لا يمكن لرئيسين مهما علا شأنهما أن يتفقا خلال ساعةِ لقاء على كل ما يمكن أن يعكر صفوَ هذا العالم. البناء يكون بانتظارِ النتائج على الأرض، قد لا تكون قمة للاتفاق فقد تكون الاتفاقات تمت والقمة هي الجانب الاستعراضي لما سيكون عليه الوضع مستقبلاً، فهل هناك ما يشي بها؟».
الصحيفة اعتبرت أن نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية لم تسجل اي مفاجأة تذكر، وفوز القاضي السابق “إبراهيم رئيسي” كان متوقعاً، وبعد سرد عدة أحداث دولية تتعلق بإعلان “أميركا” تخفيف قواتها في الشرق الأوسط وأفغانستان، تساءلت: “أين سوريا من كل ذلك”.
وأجابت الصحيفة: «الحالة السورية تبدو استثنائية، فالقرار الأميركي الأخير بتخفيضِ وتيرة العقوبات الناتجة عن قانون قيصر بما يتعلق بالشؤون الإنسانية لا معنى لهُ، ولا يمكن البناء عليه للقول إنه ناتج عن قمة بوتين بايدن، إذ لا يمكن أن تدافع عن الإنسانية من جهة ومن جهة ثانية تسرق خيرات الشعوب. الوضعية الأميركية في سوريا قائمة على فكرةِ وجود احتلال قائم…
محكومون بالتفاؤل، فمن الواضح أن الحلول في المنطقة لن تكون جزئية، لكن الصبر وحدهُ ما يجعلك تحقق المزيد من النقاط».