قضايا المرأة شبه غائبة عن البرامج الانتخابية لـ 6 فائزات بعضوية البرلمان السوري

وصلت 6 نساء إلى مجلس الشعب السوري في الانتخابات الأخيرة بنسبة لم تتعدّ 5% من مجموع الفائزين ما أثار جدلاً حول تأثير ضعف التمثيل النسائي في المجلس على طرح قضايا المرأة.

سناك سوري _ دمشق

وبينما يفترض كثيرون أن وصول امرأة إلى البرلمان أو المواقع القيادية يعني بالضرورة دفاعها عن حقوق النساء، لكن هذه الفرضية لا تتحقق دائماً إذ تغيب قضايا دعم النساء عن أولويات المرشحات والبرلمانيات في بعض الأحيان.

ورصد سناك سوري البرامج الانتخابية للفائزات الستّ في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، فتبيّن أن “رنكين عبدو” التي فازت بمقعد عن دائرة “عفرين” بريف “حلب”، و”رولا داية” التي فازت بمقعد عن دائرة مدينة “اللاذقية”، لم تعلنا برنامجاً انتخابياً واضحاً.

في حين، بقي 4 برامج انتخابية للنساء الفائزات في الانتخابات، وقد غابت الإشارة إلى قضايا المرأة كلياً عن واحد من هذه البرامج الأربعة وحضرت بشكل خجول في البرامج المتبقية.

مي خلوف

البرنامج الانتخابي لـ“مي ناجح خلوف” الفائزة عن مقعد “صافيتا” لم يتضمن نقاطاً واضحة تسعى للعمل عليها في فترة الولاية الانتخابية، واقتصر على فقرة مختصرة بعنوان “الرؤية السياسية” تحدثت فيها “خلوف” عن مناصرة الثورة والحرية والعدالة والمواطنة.

وقالت “خلوف” أنها تسعى من خلال عضويتها في المجلس إلى تمثيل صوت المواطنين والدفاع عن مصالحهم، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتطوير البنية التشريعية بما يخدم تطلعات الشعب السوري وأهل منطقتها ومدينتها نحو مستقبل أفضل وفق حديثها.

لينا عيزوقي

البيان الانتخابي لـ”لينا عيزوقي” الفائزة عن مقعد “الدريكيش- الشيخ بدر” حمل عنوان التمثيل الحقيقي لريف “طرطوس” وإنهاء تهميشه وضمان حصته العادلة من التنمية.

وبين المحاور التي يطرحها البيان، ضمّنت “عيزوقي” محور “الحريات العامة والمجتمع المدني” عبارة مختصرة مفادها “تمثيل المرأة والشباب”، دون توضيح آليات هذا التمثيل ودعمه من موقعها في البرلمان.

نور الجندلي

المرشحة الفائزة عن مقعد “حمص” “نور الجندلي” ضمّنت برنامجها الانتخابي 4 محاور بينها “تمكين ودعم دور النساء والشباب”، وأشارت إلى سعيها لإقرار قوانين تشجع على الروابط المجتمعية واستحداث مساحات شبابية، نسائية، أسرية، للحوار والإبداع، وتشجع الحرف التقليدية.

مؤمنة عربو

نالت “مؤمنة عربو” أعلى نسبة أصوات في مدينة “حماة” لتصل في صدارة مرشحي المدينة إلى مجلس الشعب، لكن برنامجها الانتخابي المطوّل لم يأتِ على ذكر قضايا المرأة ودعم التمثيل النسائي.

واقتصرت الإشارة إلى النساء في بيان “عربو” الانتخابي على الإشارة إلى إقرار قوانين تعترف بحقوق الضحايا والمتضررين وخصوصاً النساء والأطفال والمسنين، كفئة ذات أولوية في الحصول على الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية، حتى لو تعذّر التعويض المالي الفوري.

قضايا النساء غائبة عن برامج البرلمانيات

ويظهر استعراض البرامج الانتخابية الأربعة غياب الطرح الواضح والمباشر لقضايا النساء عن أجندات البرلمانيات، ليكون عاملاً جديداً يضاف على ضعف الحضور النسائي أصلاً في المجلس القادم، وبالتالي تضاؤل فرص ظهور قضية المرأة على طاولة البرلمان الأول بعد سقوط نظام “بشار الأسد”.

فمثلاً، لم يشِر أي من البرامج المطروحة إلى أهمية فرض “كوتا نسائية” واضحة ومحددة بالقانون في انتخابات مجلس الشعب القادم، أو تحديد “كوتا” للنساء في مقاعد الحكومة، بعد أن شهدت الحكومة الحالية حضور وزيرة واحدة مقابل 22 وزيراً من الرجال، فضلاً عن تغييب النساء عن نسبة واسعة من المقاعد القيادية في إدارة الدولة بمختلف قطاعاتها.

ولم تركّز هذه البرامج على خصوصية النساء في القضايا العامة، مثل رعاية الناجيات من الاعتقال، وإبراز قضية خطف النساء، ورعاية أمهات وزوجات الضحايا والمصابين، ودعم النساء المعيلات لأسرهنّ، وغيرها من الملفات التي تحتاج تناولاً من منظور نسوي يدعم المرأة التي دفعت أثماناً مضاعفة خلال السنوات الماضية.