قصة حقيقية.. وفاة عريس… هل قتله التفكير بالحليب والحفوضات؟
هل يقتلني “قرن موز” تطلبه طفلتي ولا أستطيع شراءه؟
سناك سوري-وفاء محمد
قبل قليل مرّت جنازة أحد أقرباء زوجي، الذي يسكن في القرية المجاورة، بضعة سيارات تكسوها ملابس سوداء، وسيارة إسعاف تتقدم الموكب بزمورها المرعب.
توفي بعد ظهر أمس، بينما كان يعمل في ورشة حدادة بالمدينة، توقف قلبه فجأة ولم تفلح كل محاولات إنعاشه في المستشفى، ورحل ابن الـ 35 عاماً قبل ولادة طفله إثر تعرضه لجلطة مفاجأة.
حتى قبل وفاته بعدة ساعات كان لقبه “العريس”، ففي العرف الشعبي يبقى الزوجان عريسان حتى قدوم المولود الأول، وقريب زوجي المتوفى لم يمضِ على زواجه عام واحد، وزوجته حامل في شهرها الأخير وولادتها كان من المفترض أن تكون بعد أيام قليلة من تاريخ وفاته، ذلك الذي لم يكن بالحسبان أبداً.
اقرأ أيضاً: سوريا.. ازدياد عدد الشبان الذين يعانون شكايات قلبية
قبل مشهد الوفاة الأسود، وحرقة قلب أم وزوجة وطفل لا يدري ماذا ينتظره بعد قدومه، كان “العريس” يفكر ويخطط، ويحسبها، كم يحتاج شهرياً ثمن طعام وحفاضات وحليب أطفال فيما لو لم تستطع زوجته إرضاع الطفل لأي سبب كان، كانت الهواجس تحاصر “العريسين السعيدين”، وتنتهي عند عبارة “بيجي وبتجي رزقتو معو”.
استعدت تلك الذكريات، الأحاديث، لم نكن ندري أنها خناجر تحفر في قلوبنا بطريقة خبيثة، حتى تمكنّت منها أخيراً وأحدثت ثقباً غير قابل للعلاج، تكاثرت الهموم حقاً، تلّمست رأسي، خفت من نهاية مشابهة، هل سيقتلني مثلاً “قرن موز” تطلبه طفلتي الصغيرة قد لا أستطيع شراءه، أم تقتلني لعبة تريدها، أو فستان تستحليه.
غابت صوت زمور سيارة الإسعاف، رحل بعيداً مع جثة هامدة لن تفرح للقاء وليدها الأول.. والأخير، رحل وعدت إلى هذه السطور أكتبها، لا أدري إن كانت تنفيساً، أو رغبة بصحوة تنتشلنا من همومنا قبل أن يفت الأوان، حقاً لا أدري، لكنه ما أدريه وما أنا متأكدة منه، أني لم أوثق هذه الحادثة الإنسانية لتصل إلى مسامع أصحاب المعالي الذين وبأفضل الأحوال ربما يقولون: “ياحرام”!.
اقرأ أيضاً: ما قصة وفاة الشباب بالجلطات القلبية مؤخرا في طرطوس؟