المركز يحرص على التعريف بالفكر اليساري وأفكار تمكين المرأة التي تقوم “قسد” بالترويج لها
سناك سوري – ترجمة نجيب الشوفي
نشرت صحيفة “Financial Times” الأمريكية تقريراً قالت فيه إن “قوات سوريا الديمقراطية” يتوجهون لكسب النساء والفتيات العربيات لتثبيت سلطتهم شمال سوريا وذلك من خلال استغلال مفاهيم الجندرة وتمكين المرأة حسب زعم الصحيفة.
حيث تناول التقرير قصة أحد الفصول الدراسية في مركز “ستار أكاديمي للسيدات” الذي تقوم فيه إدارة المركز بنشر صور مقاتلات كرديات في “قسد” إضافة لصورة الاشتراكية الثورية “روزا لوكسمبورغ”.
وأردفت الصحيفة بأن المركز يحرص على التعريف بالفكر اليساري وأفكار تمكين المرأة التي تقوم “قسد” بالترويج لها، حيث تعتلي صور “عبد الله أوجلان” الزعيم السابق لـ “حزب العمال الكردستاني” جدران المركز الذي يقوم بنشر إيديولوجيا مختلطة بين أفكار تمكين المرأة والجندرة و مبادئ “الأمة الديمقراطية” الخاصة بـ “أوجلان”، وذلك بسبب الظروف العسكرية والسياسية التي سمحت لهم بالسيطرة على هذه المساحات الشاسعة من سوريا بدعم من أمريكا والتحالف الدولي.
اقرأ أيضاً: واشنطن تتجه للاعتراف الدبلوماسي بمناطق “قسد” شمال شرق سوريا
وأشار التقرير إلى استهداف “قسد” للنساء العربيات حيث اعتبر الأكاديمية أداةً لتعزيز رسالتها، وتقول “حياة” إحدى القياديات في “قسد” والتي تدير مركز المرأة في الطبقة: «نحن نقدم كل طاقتنا للنساء. . . فإنهم مسؤولون عن ثقافة الجيل القادم»،وأضاف التقرير بأن تعزیز ھذه المفاھیم لا یتعلق بالمبادئ فحسب، بل ھو أیضاً خطوة براغماتیة من قبل “قسد” التي تتطلع إلی توطید سیطرتھا على مناطق شمال سوريا.
ونوهت الصحيفة إلى أن النساء في مناطق شمال سوريا تعرضن خلال سنوات سيطرة “داعش” للكثير من الاضطهاد ولذلك وجدن متنفساً وفضولاً في التوجه لمراكز المرأة التابعة لـ “قسد” لتحمل فيها البنادق وتحكم إلى جانب الرجال، حيث ذكرت التقرير تفاصيل “جلب المجندات لمدة شهر بمدينة رميلان شمال سوريا وإجراءات تسليمهم للهواتف النقالة وتبادل الأعمال والوجبات وغرف النوم”.
اقرأ أيضاً: قسد تحرر امرأة روسية من “داعش” وتسلمها للروس
وتناول التقرير شهادات وحكايات للفتيات والنساء عن قصص إجبارهن على الزواج في سن المراهقة والعنف الجسدي والنفسي الذي تعرضوا له، حيث تقول “إعمار”، 21 عاماً، وهي فتاة عربية من مدينة “الطبقة” «لقد أمضينا أربع سنوات بفقدان الهوية والآن يتم إدخالنا إلى تاريخ المرأة»، فيما تقول ويلا (18 عاما) «لقد تعلمت من هذا التدريب كم تم قمعنا، الآن علمت أن ما أقوم به في حياتي له معنى».
فالمركز حسب قول الفتيات يوفر فرصة للتعليم والعمل خصوصاً لمن لم يستطيعوا إكمال تعليمهم من المهجرات المنبوذين اجتماعياً وأسرياً بسبب أفعالهم.
وختم التقرير بالقول إن المجتمعات العربية القبلية في مناطق سيطرة “قسد” تشعر بالقلق الشديد من ما تقوم به الفتيات العربيات هناك حيث يعتبرون التلقين الذي تقوم به “قسد” سوف يدمر مجتمعاتهم، متخذين حجج الطلاق والمشاكل الأسرية الناتجة عن ذلك.
يذكر أن المظمات المدنية تنظر إلى واقع حقوق المرأة في مناطق سيطرة قسد على أنه تطور هام جداً إلا أنها تنظر بريبة إلى تسييس موضوع التعاطي مع حقوق المرأة واستثمار هذه الأمر لمآرب أخرى.