إقرأ أيضاالرئيسيةشباب ومجتمع

قرض اللابتوب لطلاب الجامعات السورية.. من الجيل العاشر ولا يلبي الاحتياجات

اللابتوب بإمكانيات محدودة لا تلبي احتياجات الهندسة وسعره غالي

ثلاث فتيات يتحلّقن حول “زينب” التي تحتضن لابتوب يضم مشاريع تخرج الطالبات اللواتي تتعلّق آمالهنّ على إنجازها بينما لا يملكن ثمن لابتوب خاص لكل واحدة منهنّ.

سناك سوري _ هبة الكل

ومع ارتفاع أسعار اللابتوبات “كما كل شيء في البلاد” إلى أرقام خيالية يعجز طلاب الجامعات وأسرهم عن تأمينها. فقد أعلن اتحاد طلبة سوريا عن اتفاقية شراكة مع الصندوق الوطني للتسليف الطلابي بالتعاون مع مؤسسة “طلال أبو غزالة” لتقديم لابتوبات للطلاب بالتقسيط وبدون فوائد.

نوعية مجهولة تتعرض لهجوم مسبق

وبحسب إعلان الصندوق الوطني للتسليف الطلابي فإن شركة طلال أبو غزالة ستقوم بتأمين حواسيب محمولة من ماركة “TAGITOP” بنوعيه الأول “EDU” والثاني “Plus II”.

وتنقسم قيمة أقساط قرض اللابتوب إلى نوعين بحسب نوع الجهاز. فالأول المطروح بـ 5.5 مليون يحتاج دفعة أولى 700 ألف وأقساط بقيمة 200 ألف شهرياً موزعة على 24 شهراً. أما الثاني المطروح بـ10 ملايين ليرة فيحتاج مليون ليرة دفعة أولى وأقساط بقيمة 375 ألف شهرياً على عامين أيضاً.

أنواع قروض اللابتوب _ تصميم سناك سوري

بعض الطلاب رأوا في اللابتوب المطروح للقرض مواصفات ضعيفة وأسعار أقرب إلى السوق المحلية علاوة على أن (ماركته) غير معروفة بين أوساط الحواسيب المحمولة.

حيث يقول الطالب “فواز إسماعيل” لـ سناك سوري أن نوعية اللابتوبات المطروحة لا تستحق هذه الأسعار. وهناك حديث متداول عبر وسائل التواصل أن هذه الأجهزة عبارة عن قطع مجمّعة. لكن النقطة الجيدة في القرض أن أقساطه مريحة ومناسبة.

أمّا “بلال نفوري” وهو طالب هندسة كهرباء في السنة الخامسة. فيقول بدوره أن النوعين المطروحين يأتيان من شركة غير معروفة لدى المستخدمين في “سوريا”. وأن النوع الأرخض ذو الـ 5 ملايين ليرة يناسب الأعمال المكتبية أكثر من الهندسية. أما الآخر ذو الـ 10 ملايين فيمكن له تشغيل برامج هندسية ولكن ليس بأفضل أداء.

ماذا يقول الخبراء؟

مهندس التصميم الميكانيكي ” ضياء الدين المحمود” صاحب خبرة 3 سنوات في تجارة اللابتوبات بدمشق يقول بعد اطلاعه على نوعي الحاسبين المطروحين لـ سناك سوري: أن النوع الأول من الجيل العاشر وكرت شاشته مدمج وهو مناسب للأعمال المكتبية لاسيما طلاب الاقتصاد وإدارة الأعمال. أمّا طلاب الهندسات فهو خيار غير موفّق لهم فأغلبهم يتطلب برامج هندسية عالية تتطلب مواصفات أكبر من هذا النوع.

أمّا النوع الثاني، بحسب “المحمود” أفضل من الأول كون كرت شاشته منفصل ولكنه أيضاً لا يكفي لدعم البرامج الهندسية على حد قوله بسبب ضعف مواصفاته.

 «طلاب الهندسات يتعاملون مع برامج “محاكاة الواقع” كمثال عن طلاب المعلوماتية. وبرنامج لتطبيق موبايل أو ألعاب فهم يحتاجون إلى مواصفات عالية جداً له، ومواصفات الثاني لا تتماشى معهم إلا ما ندر ربما من طلبة هندسات الغزل والنسيج». المهندس ضياء الدين المحمود

من جانب آخر أشار “المحمود” إلى عدم تناسب الأسعار مع مواصفات الجهازين وأن مبلغ 10 مليون يمكن أن يمنح المستخدم جهازاً بمواصفات أعلى بكثير. لكن التقسيط في هذه الحالة لعب دوراً بأنه أغلى من الشراء المباشر.

ورأى “المحمود” أن الفكرة ممتازة من حيث المبدأ لكن كان لها أن تكون أفضل لو قام اتحاد الطلبة بنفسه باستيراد الأجهزة وتوزيعها على الطلاب دون وسطاء ما يخفّض من أسعار اللابتوبات.

مخاوف من القرض

تراجعت “مريم ياغي” وهي طالبة معلوماتية في الجامعة الافتراضية عن طلب قرض على النوع الثاني من اللابتوبات لكنها بسبب السمعة السيئة لجودة اللابتوبات المقدمة، حيث نصحها أصدقاؤها بأنها وبنفس المبلغ يمكنها شراء لابتوب مستعمل بسعر 5 أو 10 ملايين مستعمل من السوق وبمواصفات أفضل من المعروضة بـ 5 أضعاف وفق حديثها.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن آراء الطلاب جاءت دون تجربتهم أداء اللابتوبات المطروحة واعتمدت على ما هو متداول.

قرض الفرج

تصف “أمالي الحسن” طالبة الهندسة الميكانيكية قرض اللابتوب بالفرج وتقول أن طلاب أي فرع هندسي يحتاجون للابتوب. حيث وفّر القرض الكثير على الطلاب وساعدهم باقتناء لابتوب خاص لاستخدامه في دراستهم.

من الممكن إنجاز الأعمال المكتبية عبر الموبايل وإن بصعوبة. لكن البرامج الهندسية تحتاج إلى لابتوب ومن الممكن في هذه الحالة لجوء الطالب للمكاتب التي تقدّم خدمات حاسوبية.

الكثير من الطلاب يشترون مشاريع جاهزة أو يُطلب من أحد المهندسين تصميمها ولكن ذلك يحرم الطالب من الفائدة لأنه لم يقم بالعمل على المشروع بنفسه وهي نقطة ضعف ستؤثر عليه. الطالبة أمالي الحسين

 

العديد من طلبة الجامعة رأوا في القرض فرصة مقبولة خاصةً لمن لا يملكون ثمناً مباشراً لشراء لابتوب. حيث تقول “رولا الحويلة” الطالبة في معهد الحاسوب. أن القرض يفيد الطالب الذي لا يملك قدرة شراء لابتوب ويساعده في سنوات دراسته حتى وإن كان لفترة قصيرة.

خيارات الطلاب الذين يعجزون عن شراء لابتوب

لا يملك الطلاب الذين يعجزون عن شراء لابتوب رغم حاجتهم إليه في دراستهم الكثير من الخيارات. حيث ذكر عدد من الطلاب لـ سناك سوري أن معظمهم يعتمدون على التشاركية في مجموعات بين الطلاب لإنشاء مشروع واحد.

الكثير من الطلاب يشترون مشاريع جاهزة أو يُطلب من أحد المهندسين تصميمها ولكن ذلك يحرم الطالب من الفائدة لأنه لم يقم بالعمل على المشروع بنفسه وهي نقطة ضعف ستؤثر عليه.

ويقول “نفوري” أنه من الممكن إنجاز الأعمال المكتبية عبر الموبايل وإن بصعوبة. لكن البرامج الهندسية تحتاج إلى لابتوب ومن الممكن في هذه الحالة لجوء الطالب للمكاتب التي تقدّم خدمات حاسوبية.

في حين تقول “أمالي” أن الكثير من الطلاب يشترون مشاريع جاهزة أو يُطلب من أحد المهندسين تصميمها ولكن ذلك يحرم الطالب من الفائدة لأنه لم يقم بالعمل على المشروع بنفسه وهي نقطة ضعف ستؤثر عليه.

يمثّل طرح قرض اللابتوب بأقساط ميسّرة خطوة إيجابية عموماً لطلاب الجامعات. لكنها تعيد طرح مشكلة أهمية امتلاك لابتوب لدى الطالب وصعوبة تحقيق ذلك في ظل الغلاء غير المسبوق لتظهر مدى المعاناة التي يمرّ بها الطالب السوري لاجتياز المرحلة الجامعية وتحقيق حلم نيل الشهادة من أبسط التفاصيل إلى أعقدها.

زر الذهاب إلى الأعلى