ولماذا لا يحتاج النائب السوري فيميه لسيارته؟ كيف له أن لا يتفادى قرار إزالة الفيميه عن السيارات؟ لا بل إنه الأكثر حاجة لتركيب فيميه من النوع “الثقيل” كي يمر بسلاسة عبر ناخبيه الذين تنصل منهم ومن وعوده تجاهم مع أول “قعدة” له على كرسيه في مجلس الشعب.
سناك سوري-رحاب تامر
النواب السوريون الذين طالبوا بـ “حقهم” في الاحتفاظ بفيميه سياراتهم. مبددين وقت جلسة من جلسات يفترض أنها من أجل قضايا الشعب. يدركون جيداً أنه وسيلة ناجحة للهروب من المواطن. فتخيل يا رعاك الله. لو أن نائباً وقف بسيارته على أحد الحواجز ورآه الناس وتجمهروا حوله يطلبون منه ويشكون له همهم؟. إي والله مو واردة لك حاج تظلموهم حاج. كما انه الله يعينهم على حياتهم وكأنو ناقصهم همك صديقي المواطن!.
ممثلينا في مجلس الشعب. هذه ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي تغنون فيها في واديكم حيث المي والفي والوجه الحسن بعيدين كل البعد عن صحراء أيامنا القاحلة. فالاحتفاظ بفيميه سياراتكم هو جوهر مشاكلكم فماذا نخبركم عن مشاكلنا؟.
أنتم تريدون الفيميه ونحن نريد أن نأكل. تريدونه لبرستيجكم ونحن نريد أن ننجح في تقسيم مدخولاتنا القليلة على احتياجاتنا الأساسية والأساسية جداً. تريدون الفيميه ونحن حرمنا أولادنا من جامعاتهم لأننا لا نملك أن نعطيهم أجرة باص بزجاج عادي وخمسة بالمقعد المخصص لثلاثة ركاب. كما تريدون الفيميه ونحن نحاول عبثاً الكدح والكدح لتأمين الحليب لأطفالنا الرضع. تريدون الفيميه ونحن إن مرضنا سنكابر ونكابر ونكابر فمال الدواء أولى به طعام أطفالنا الصغار. أرأيتم ما أتفه متطلباتنا حتى تخصصوا لها وقتاً للحديث بدل مناقشة فيميه سيارتكم هذا؟!. آخ منا ما أنقنا. ضيعانكم وضيعان فيميه سياراتكم بهيك شعب نقاق سقاق مابيعرف معنى النعمة.
اقرأ أيضاً: لا دعم لأصحاب فيميه السيارات.. طب والزمور؟
الشعب يريد من الحكومة السماح لكم أن تكونوا الاستثناء لقرار إزالة الفيميه عن السيارات. نحن لا نريد أن نرى خيباتنا في وجوهوكم التي لم يلفحها حر الشمس. كلا لا نريد أن نراكم وراء مقود أكابري بينما نتعفن نحن بانتظار باص نقل نتدافع إليه وكأنه كنز مغارة علي بابا. تخيلوا حتى أننا لا نريدكم أنفسكم. أنتم تستولون على أصواتنا ومن ثم ترمونها في بئر ضمائركم حتى تحتاجونها من جديد.
ولكي لا نظلم الجميع مخافة ضمائرنا وطمعاً بمكنوناتهم الخيرة “إن وجدت”. ندرك أن إشكالية الفيميه طرحها بعض النواب من أصحاب البرستيج. وسرعان ماتجاوبت معها رئيسة المجلس بسرعة في سابقة نأمل أن نلمسها مع قضايا المواطن. قبل أن تستجيب “الرئيسة” لضغط الشارع الذي انهال عليها عتباً فسحبت كلامها معتبرة أن النائب الذي يمثل المواطن مثله تماماً تحت سقف القانون وحجته.
وبالنهاية نأمل أن نقول “دايمة إن شالله” على إشكالية الفيميه. مثلما قلنا “دايمة” على مطالب زودة الراتب. وتخفيض الأسعار. وكتير شغلات بتشبهها.
وقبل منقول “دايمة” على مادتنا. لفتني بعض التعليقات على فيسبوك حول إشكالية الفيميه. أحد المستخدمين علق بالقول: “عطوه لسعادة النائب نضارة مفيمة بلك منخلص بقا من عقدة الفيميه”. يضيف آخر: “الفيميه عقدة المسؤول ببلدنا والنائب هو بالنهاية مسؤول لا تصدقوه لما بيقلكن رايح مثلكن هي دعاية انتخابية لك عمي معقول لسا بتمرق عليكن”. يرد آخر: “والله كنت متوقع إنو اسمع بهيك مشكلة مع شي وزير.. حتى إنت ياسعادة النائب”.
